Part 1:

333 37 14
                                    

.
.
.
"آيسل اِبنَتِي تَعَالَي"

نادَاهَا أبُوها بِصَوتٍ عَالي بعض الشّيئ و قد اِستجَابت لَه

"قَادِمَة أَبِي "

ابتَسَمَت ابتِسامة هَادئة تَضَع تِلكَ الروَاية الّتِي
كانَت تَقرَأهَا على الطَاولَة بجَانِب سرِيرِها
لتَنزَع بعدها مُباشَرة نظاراتِها الطّبيَة

ارتَدَت فُستَاناً طوِيلا و فَضفاضاً فستَان لَم يظهِر
منحَنيَات جسمها لتَرتَدي معه حِجابَها ذو اللون
الأبيض المُعاكسِ للون فُستَانهَا الأزرَق السَماوِي....

تِلكَ هِي آيسل فَتاة مُسلِمَة تخجَل من إظهَار عورَتِها
حَتى أَمامَ أباها رغمَ عدمِ تحرِيمِ دينِهَا لذَلِك لكنّهَا
كَانَت دومًا خَجُولَة البَيتِ ،قَويّة لكِن خَجولة ،فتَاة ذو طاَبَعٍ مختَلف...

ارتَدَت خَفّهَا كيْ لا تُوبُّخَ ككلّ مَرّة من طرَفِ أبيهَا
الذِي يخَافُ عَلَيهَا من لَسعَة نَحلَة ،لا تمقُت ذَلِك كبَاقِي
الفتَيَات لا بَل هِي تُحِبه تُحبّ أباهَا،دلاله ،غَضبُه ،حنَانُه  و توبِيخه ...

هي حَقَا في السادِس و العِشرِين من عُمرِها لكِنهَا
لا تَزَال تِلكَ الطفلَة الصغِيرَة ذات الست سنَوات تِلكَ
شخصِيتُها التّي لَم يرَها أحَد غيرُ المقرّبين مِنْهَا

اقتَربَت من أبِيها تقَبّل رأسه ثم يدَه ،قهقه بخفة على
عادة ابنَتَه التّي لم تتغيّر رُغمَ مرُور كلّ تِلكَ السنَوات
،عانقَهَا و الابتِسَامَة تغَلّف مُحيّاه

"كَيفَ حالُكِ بُنيّتِي "

"في أَحسَن حَالٍ أَبِي "

همهم لَها و الابتِسَامَة لاَ تُفَارِقُ مُحيّاه قَبل أَن يُشيرَ
لَهَا على الكرسِيّ بجَانبِه

"تَنَاولِي فطُورَكِ عَزِيزتِي"

أومَئت لَه تتّخِذ من المَقعَد بجانِبِه مجلِسا لَها
أخذَت قِطعَة خبز تدهِنَها بالجبن ثم سكَبَت لَهَا
كأسَ حلِيب داَفِئ دون إضَافَات

تُحِبّ الاهتِمَام بصِحّتهَا دَائما ...

"أَين هِي رَاسيل وَ أدهَم ؟"

"رَاسِيل ذهَبت لزِيَارَة صَديقَتِهَا أمّا أدهَم فأَنتِي تَعلمِين"
تنهّد بقلّة حِيلة عِندَ جملَتِه الاَخيرَة فابنُه مُنْذُ فترَة لَيسَ علَى مَا يرَام

ابتَلعَت لقمَتَهَا قبلَ أن تُجِيبَه بحَماس رَاغبَة فِي جَعلِه يبتَسِم

آيسلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن