ولـي الـعـهـد

78 12 53
                                    

يملأ اللون الأسود المكان
يعم الصمت بينما يطأطأ الجميع رؤوسهم

يهب بعض النسيم العليل مساعداً بعض الأشخاص الغير متأثرين على البكاء بشكل أفضل

شهقات هنا و دموع هناك يصاحبهم استنكار البعض بأنه كان معهم منذ يومين

هكذا كان الوضع في مقبرة عائلة كيم الواقفين لتوديع فقيدهم

بين الحزن الكاذب والملل المسيطر على الأجواء كان هناك فقط هذا الفتى هناك الذي يناظر قبر والده وصوت القس يتردد في مسامعه...عيناه تتشبث بقوة بالدموع التي تحاول بكل ما تملكه لتسقط

لكن لا يجب عليه البكاء... ليس الآن...ليس أمامهم

ولم يمر على دفن والده سوى لحظات معدوده عندما وجد الجميع قد التفت له يناظرونه بنظرة لم يفهمها تحمل كل ما تعنيه الكلمة من ريبة وغموض

ربما لم يفهم النظرة ذاتها لكنه حتمًا أدرك المختبئ خلفها

"تايهيونغ، عليك إستلام المشفى صباح الغد"

نبس أحد أقاربه بنبرة آمره بينما يدخن من سيجاره البني الغليظ ويده في جيب بنطاله

لا يعلم من هو هذا حتى، إنه ذلك الشخص الذي تراه في الأفراح و المآتم و تُطالَب بأن تعامله كأحد أفراد عائلتك لكنك حقاً لا تفقه من يكون...

نبس بكلماته ورحل بلا اكتراث...رحل وتبعه الجميع كقطيع اغنام تسير خلف راعيها...رحل من كانوا من المفترض ان يسموا بال(عائلة)

لكنه ظل وحده جالساً أمام قبر والده يطالع الفراغ أمامه

أحقًا وسط تلك العائلة الكبيرة التي يفوق عددها المئة لا يمكنه ان يجد شخص واحد؟ شخص واحد ليربت على كتفه و يخبره ان كل شيء سيكون بخير...حتى اذا كان ذلك كذبًا لكن لا بأس هو لازال يريد تلك المواساة عديمة الفائدة.

وحيداً لساعات بدأت اخيرًا دموعه بالانهمار...

لا يعلم إذا كان يبكي لأنه لن يرى والده مره آخرى، أم بسبب إدراكه أن كل هؤلاء الأشخاص الذين زيفوا حبهم لوالده طوال حياته لم ترف لهم عين الآن، أم هو يبكي بسبب المسؤولية الكبيرة التي أثقلت كاهله في لحظات معدودة

كانت الكثير من المشاعر الجديدة بالنسبة له، مشاعر لم يتخيلها حتى، مشاعر لم يكن عقله قادرًا على فهمها

ربتت يد فوق ظهره أخيرًا بعد كل تلك المدة ليعلم أنها والدته...ومن غيرها؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 6 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Family Business | tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن