لكـِن شيء مـَا بـِ الفعل تغير.. وكـَان واضحـًا فـِي نظرات سـَان الثاقبة و فـِي صمت وويـُونق لـَم يعد الأمر مجرد جسد وقوة.. لـَم يعد يتعلق بـِ الشهوة التـِي تشتعل فـِي لحظة و تنطفئ فـِي اللحظة التالية.. هناك شيء أعمق يتسلل بينهمـَا.. شيء لـَم يكن أي منهمـَا مستعدًا لـِ مواجهتـُه .
ضحك سـَان بـِ هدوء.. تلك الضحكة الساخـِرة التـِي كـَانت دائمـًا مـَا تثير جنون وويـُونق.. لـِ يقترب سـَان أكثر جسده صار يلامس وويـُونق تمامـًا ببطء مد يده ولمس جانب وجه وويـُونق بـِ إصبعين فقط.. تلك اللمسة الخفيفة.. التـِي جعلت قلبـُه ينبض بـِ قوة
"أنت الذي لا تعرف كيفية قرأتي.. تلك ليست مشكلتي".
لـَم يستطع وويـُونق إبعاد عينيه عَن سـَان.. كـَان يشعر بـِ شيء يسحبه نحو هذَا الرجل.. شيء لا يستطيع مقاومتـُه.. اقترب أكثر.. حتي أصبحت المسافة بينهمـَا شبة معدومة.. وحرارة أنفاس سـَان تلفح وجهه.. وويـُونق كـَان عـَلي وشك أن ينطق بـِ شيء أن ينكر أو يبتعِد.. قبل أن يستطيع التفكيـِر.. شعر بـِ شفتي سـَان تقترب أكثر .
وفـِي تلك اللحظة إنتهي التردد .
قبّل سـَان وويـُونق ببطء.. وكـَ انهمـَا كانــَا ينتظران تلك اللحظة منذ فترة طويلة.. لـَم يكن الأمر عنيفًا بـَل كـَان رقيقًا.. حقيقيًا.
كـَ مـَا لو أن كل شيء كـَان يتوقف فـِي تلك اللحظة بينهمـَا.. كـَانت القبلة عميقة.. تحمل فـِي طياتهـَا كـُل المشاعر المتضاربة التـِي عاشاهـَا طوال الوقت .. كـُل التوتر وكـُل الإنجذاب الذي لم يستطع أي منهمـَا الإعتراف به !
انسحب سـَان ببطء.. عينـًاه تبحثـَان فـِي وجه وويـُونق عن أي ردة فعل !
لكـِن وويـُونق لـَم يتراجع.. بل بقي فـِي مكانـُه.. محملقًا فـِي سـَان بـِ صمت كـَان هناك إعتراف صامت.. كـَان هناك شيء أكبر من الكلمات يتدفق بينهمـَا الآن
"أنتَ.. لمـَاذاتجعلنيِدومًـا أشك فـِي نفسيِ؟" همس وويـُونق بـِ صوت منخفض.. لكـِن هذِه المرة لـَم يكن هناك إتهام في صوته.. فقط إرتباك صادق
رد سـَان بـِ إبتسامة صغيرة.. وكـَ أنـُه يعرف الجواب.. لكنـُه لا يريد الإفصاح عنـُه بعد !
