وُآحًـــــــّـد

2.7K 51 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربي العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
لا تدع الرواية تلهيك عن ذكر الله وعبادته
..........

---

"يا خالي والله هذا إلي قدرت أكتبه ويدي صارت توجعني من أمس وأنا أكتب."

أخذ الخال الورق بقوة وبدأ يصرخ "كاتبت لي صفحتين وتقولي خلصت الفصل الثالث الحين وش أقول للناشر ها؟"

اسكتت بألم وكمل الخال "ممنوع تاكلين لين تخلصين الفصل الثالث كله."

طلع من الغرفة وسكر الباب بالمفتاح. حست بألم فضيع يعتصر بطنها حتى كحت بقوة وبعدها تمتمت "لازم أمسح الدم إلي طلع."

أخذت وبدأت تمسح لكنها كحت مرة ثانية دم. تنهدت بألم وكملت تمسح وهي تحاول تمسك دموعها "أفف خلاص يا جموح، كلها كم ساعة تخلص وتاكلين."

فتحت درجها الخشبي وطلعت أوراق وقلم وحطت الورق قدامها وبدأت تحاول تطلع أفكار حتى بدأت تضرب رأسها "طلع أفكار، طلع أفكار، أبغى أكل من قبل أمس ما أكلت."

ثواني وبعدت يدها عن رأسها وبدأت تكتب بسرعة. ...... انسدحت على الأرض بتعب بعد ما خلصت الفصل الثالث، الرؤية عندها كانت مشوهة ونامت وبطنها يعتصرها من الجوع. ....... صحت وهي ما تدري كم ساعة نايمة لكنها انتبهت من النافذة الصغيرة أن الوقت ليل. تنهدت وناظرت لمكان الأوراق ولقيتها اختفت فعرفت أن خالها دخل وأخذ الفصل الثالث. فاستقامت بجسدها العلوي وناظرت لطاولة ولقيت فيها أكل فراحَت تأكل بشراهة.

انتهت من الأكل وانسدحت بشبع، مسكت منطقة بطنها يوم بدأت تعتصرها وتعصر أمعاءها حتى كحت دم وبكمية كبيرة.

دخل خالها وباين عليه الفرح "أفرحي، أفرحي."

تقرف يوم شاف الدم على الأرض لكنه تجاهله وتكلم "جهزي نفسك بنروح لمعرض الكتب عشان تقابلين المعجبين وتوقعين لهم."

انصدمت "كيف أروح وانت عارف وضعي وفوق كذا أنت ناشر روايتي باسم ولد، كيف أروح؟ قولي كيف؟"

ماهتم لكلامها وكمل "معي الحين ماكينة الحلاقة، خليني أحلق لك شعرك عشان تروحين هناك. لو لود ودي كان أنا رحت بس مقدر أجاوب إذا سألوا عن الرواية لأني مدري عن أيش تتكلم أساسًا."

صمتت وهي تناظر بصدم، شغل خالها الماكينة وبدأ يشيل شعرها الأسود الطويل والمتقصف بمكينة الحلاقة بينما هي تبكي بصمت وتخاف تعارض فتتعرض للضرب ويزيد ألم بطنها سوءًا.

بعد مدة ناظرها وابتسم "شوف وش محلاك يا رِئال. حتى قصة شعرك ضبتها."

رحت للمرآة وهي تمشي بصعوبة وانصدمت لما شافت شكلها ورأسها اللي ما فيه إلا شعرتين وصارت تصارخ وتبكي "ليش؟! ليش؟! أنا وش سويت عشان تسوي فيني كذا؟ حرمتني من أبسط حقوقي وبس حابسني في هذه الغرفة المظلمة والباردة وتمد لي الأكل والأوراق عشان أكتب تحت ضوء خافت جدًا ولولا الدريشة كان حرمتني من ضوء الشمس."

العين بالعين والمترجف قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن