لقاء القدر

5 2 0
                                    

لقاء القدر
كان اليوم الأول من السنة الدراسية في أكاديمية "إيثرنيوم" مليئًا بالتوتر والترقب، خاصة بالنسبة لـ  يوري، الفتاة مصاصة الدماء التي كانت تشعر بضغط كبير بسبب خوفها من أن يكتشف زملاؤها حقيقتها. كانت حياتها مليئة بالظلال، وكانت تخشى التفاعل مع الآخرين خوفًا من أن ينبذوها أو يخافوا منها. لذا، لجأت إلى ركن مظلم في المكتبة القديمة، محاولة التسلل بعيدًا عن الأنظار وهي تتصفح كتب السحر المظلم. الجو في المكتبة كان هادئًا بشكل مخيف، تملؤه رائحة الكتب القديمة، وأصوات أوراق 

الكتب وهي تتقلب بصمت.

وفي تلك اللحظة، دخلت أنيا، الفتاة الملاك، إلى المكتبة بحثًا عن كتب السحر الأبيض. كانت أنيا تشع بالنور، بشعرها الذهبي وأجنحتها المضيئة، وهو ما جعلها تبرز في كل مكان تذهب إليه. رغم توهجها، لم تكن أنيا شخصية مغرورة، بل كانت تسعى دائمًا لمساعدة الآخرين. وبينما كانت تمشي في المكتبة، شعرت بطاقة مظلمة تنبعث من أحد الأركان. لم تكن خائفة، بل فضولية. تقدمت نحو مصدر الطاقة لتجد يوري تجلس هناك، مع ملامح قاتمة وعينين تخفيان الكثير من الحزن.
بدلاً من التراجع أو الشعور بالخوف، ابتسمت أنيا بهدوء واقتربت من يوري بحذر، "مرحبًا، أنا أنيا. هل تحتاجين إلى مساعدة؟" كانت كلماتها دافئة ونقية، مما جعل يوري تشعر بشيء من الراحة والارتباك في نفس الوقت. لم تكن معتادة على مثل هذه الطيبة، وردت بحذر، "لا، أنا فقط أقرأ..." لكن تلك الجملة القصيرة كانت البداية لمحادثة أعمق بينهما. رغم اختلافاتهما الكبيرة، وجدت يوري في أنيا صديقة غير متوقعة.

 شعرت بأن أنيا لم تحكم عليها كما فعل الآخرون من قبل، بل عاملتها بصدق ودفء.

في الأيام التالية، وبينما كان الجميع مشغولين بالتدريبات والتحضير للعام الدراسي، كان ألبرت، الفتى البشري ذو القوى الخارقة، يواجه تحديًا جديدًا في ساحة التدريب. رغم براعته في التحكم بالعناصر الأربعة (النار، الماء، الهواء، الأرض)، كان يجد صعوبة في السيطرة على عنصر النار. وبينما كان يحاول تنفيذ تعويذة معقدة، خرجت شعلة نارية عن السيطرة، متوجهة بسرعة نحو مجموعة من الطلاب. في اللحظة الأخيرة، تدخلت ساتشي، التي كانت تراقب التدريب من بعيد. بحركة سريعة، استدعت عنصر 

الماء وأطفأت الشعلة قبل أن تحدث كارثة.

توجه ألبرت نحوها، ممتنًا للغاية. "لقد أنقذتني! كيف تمكنتِ من التحكم في الماء بهذه السهولة؟" سألها بفضول. ابتسمت ساتشي بتواضع وقالت: "لقد ورثت هذه القدرة من عائلتي، ونحن نتقن التحكم بالعناصر." مع مرور الوقت، أصبح الاثنان يتدربان معًا، 

وبدأت صداقتهما تنمو على أساس تبادل المهارات والأفكار.

أما هاروتو، النصف بشري والنصف شيطان، فقد كان دائمًا منعزلًا. 

الزمن المنسي: أسطورة التنين والأبطالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن