الجزء السادس🌩️

120 7 5
                                    

رفع ايوب كتفه بجهل: مدري!
رفع حذيفه انظاره لحوش البيت بضياع ووسع عيونه بدهشه اول ما لمح حريم طالعين من بيت الشيخ والرجال قبلهم!
مد أيوب يده وسحب حذيفه من ذراعه يبعده عن الباب ونطق اول ما التفت له حذيفه: صدقت الوالده! اضن انهم اتفقوا ياخذونها بلا عرس
انخنق حذيفه اول ما استوعب انها موجوده بين الحريم الي طلعوا من بيت الشيخ فهاليوم!!
سحب ذراعه من تحت يد أيوب ومشى عنهم مكتفي بالمنظر الي شافه! اختفت ابتسامته الي انرسمت على وجهه اول ما لفى الديره بعد غياب شهور واول خبر يصفعه على خده وهو زواج من كان يتمناها حلال له!
وقف قدام باب بيته يدري ان محد موجود وكلهم فبيت الشيخ وخواته من يوم تزوجوا ما يزورونهم إلا فالأعياد او المناسبات
كان البيت باردد وموحش بنظره! اسودت كل الجماليات بعيونه حتى باقي الغدا الي لقاه في مطبخ البيت حسه ماصخ وماله طعم مو مدرك لدموعه الي انسالت على خده وهو يذوق بقاي الغدا
شهق ببكيته ونزل يده بضعف عاجز يحرك عضلاته وبكاه يزيد عن قبل كل ما طري في باله كلام العيال
ظلمت الدنيا ورجعت ام حذيفه وزوجها البيت وتفاجأت من وجود حذيفه فحوش البيت عاجز يدخل او حتى يحاول يدخل أي غرفه من غرف البيت! بعد ما مر الوقت وقامت ام حذيفه تجهز العشاء بحكم انه قرب وقت النوم ودخلت وهي تكرر بضيق: يا حسرتي عليك يا ولدي! وش كنت تاكل وليه احرقوك تحت الشموس!
جلس حذيفه قبالها وسند راسه عالجدار: يمه
نطقت امه وهي تكمل بشغلها: هم؟
اختنق واهتز صوته اول ما نطق بتساؤل وكأنه يحاول يقنع نفسه: زفو بنت خالتي عفراء اليوم؟
قوست حواجبها: ايه الله يستر عليها قطعت قلبي ما طلعت من البيت إلا بعد ما بكوا الحريم كلهم
وسع عيونه: وش له بكت يمه! غصبوها؟
أم حذيفه: لا ما غصبوها يا ولدي! بس يتيمه وطلعت من الدار الي ربت فيه! وأي عروس يا ولدي بتبكي يوم زفتها!
زم شفته واكتفى انه يهز راسه بتفهم ونطق بعد دقايق صمت تحت تهليل امه وتسبيحها: انتي ما قلتي لهم وقتها ان ودي بها؟!
التفتت عليه امه ونطقت بأستغراب: انت منجدك ولا تهوجس! البنت تزوجت الله يستر عليها خلاص مالنا لوى وانت بختار لك بنت ناس وبنت حسب ونسب وخـ...
قاطعها بشك: وش تقصدين يمه! ربت فبيت الشيخ واطلق نسب! كل اهل الديره ينتظرون متى ربي يرزقه بالبنت ويطلب القرب!
ريحت امه يدها على خصرها: ايه ربت بس ماهي بنته ولا بنت عفراء حتى! ودك تتزوج من بنت ما ندري منهو ابوها ولا امها! زين راحت وفتح ربي عليها
قام حذيفه من مكانه وطلع قبل لا يسمع باقي كلامها وهو ينحرق من داخل!! وكأنها اصابته في وسط ضلوعه برصاصة مُحتل أحتل أرضه وداره وملاذه!
~
زفر انفاسه بضيق ونزل راسه بين ذراعينه بعد ما اسندهم على ركبه وهو يستذكر اول لقى بينهم والي من بعدها توالت الصدف بينهم الي كان يخلقها بنفسه ويقول عنها صدفه!!
~~~~
في بيت الشيخ دخلت لهم نجلاء بعد ما وصلها عمها ابو زوجها المرحوم وراح بعد ما تأكد انه رجع الأمانه الي كانت بين يدينه، دخلت وبين يديها ولدها الصغير والي كان يتأمل ابتسامت امه بصمت، الي توسعت اول ما شافت ذهب قدامها تستقبلها وهي ماده يدينها بشوق
قربت لها وضمتها ونطقت ذهب وهي تمد ولد نجلاء لريحانه: يا هلا بريحة الجنه
ضحكت نجلاء وهي تبوس راسها بخفه: تسلميلي الله لا يحرمني منكم! اخبارك! " التفتت على ريحانه" وانتي يا روحي وش علومك عساك مرتاحه؟ وينه خالي؟
مدت ذهب يدها تأشر لها تجلس وجلست جنبها: على هونك خالك اول ما يدري انك وصلتي بيجيك
هزت راسها ورجعت انظارها لريحانه وكأنها تنتظر جواب لسؤلها، بادلتها ريحانه وهي تضم ولد نجلاء لصدرها: بخير ونعمه! ما نسأل إلا عنك
ابتسمت نجلاء: الحمدلله ما نجزي ثناه
رفعت ذهب الفناجيل من جنبها وصبت لنجلاء فنجالها: تقهوي وارتاحي شويات ومشينا عند ام جواد
رفعت نجلاء حواجبها: توني وصلت يا خاله!
ذهب: هذي حلاتها! محد يدري انك وصلتي وجيتك لهم بتفرحهم! وانتي تدرين شكثر تحبك ام جواد وبنتها!
نزلت ريحانه الولد من بين يديها وتركته يلعب حولها والتفتت على نجلاء: سمعت ابوي يقول ان البيت المهدوم الي جنب المسجد عمروه وسكن فيه واحد من برا الديره وام جواد سوت هالعزيمه عشان تعرف حريم الديره على زوجته!
قوست ذهب حواجبها بشك: متأكده! وابوك من وين له هالعلم!
ريحانه: من مجلس الرجال وسألني إن كنت بسيّر معك ولا لا
هزت نجلاء راسها بتفهم: زين الي ودكم فيه بس لزوم اسلم على خالـ..
ما كملت كلمتها وتشوف جلوان مقبل عليهم بعد ما هلل ودخل: أرحبتوا وأنستوا
فزت له نجلاء تسلم عليه وتبوس كفوفه وراسه: الله يبقيك ويحفظك ويطول بعمرك
ابتس جلوان رفع ولده من على الأرض وضمه له: لو كنت ادري أنك كملتي عدتك كنت جيتك بنفسي وخذيتك من عندهم
هزت راسها : ابد والله ارتاح المشوار ما يستاهل! لكن عتبت عليك والله كنت انتظرك تزورني طول هالأربعه شهور ولا جيتني
مد يده ومسح على راسها بخفه: لو كان الود ودي كنت اخذتك تعتدين عندي لكن خفت يقولون الناس اني ما خليت لأبو زوجك رحمة الله عليه كلمه
ضحكت بخفه واخذت ولدها من بين يديه بعد ما بدأ يأن ويبكي: ما بعد شورك شور! والله ان شوفتك عن الدنيا كلها
ابتسم بحنيه : ناويه ترجعين لهم ولـ..
قاطعته نجلاء وهي تضمه: وين اروح! لا والله رجعت اخدمك وابرك دام فيني عمر
طبطب على ظهرها بخفه والتفت على ريحانه الي كانت واقفه جنبهم رفعت انظارها لجلوان الي نطق: ابوك وينه؟ طلع قبل شوي من عندي ولا عاد شفته
رفعت كتوفها بجهل وكمل: إن شفتيه قولي له يجيني ودي به بكلمة راس
رفعت ذهب حواجبها: بس ريحانه جايه معنا!
لف انظاره عليها ونطق بعدم فهم: على وين!
اشرت بأصبعها على جهة بيت ابو حواد: زوجة اخوي عزمتنا اليوم نسيت؟ وباخذ ريحانه ونجلاء معي
فرق بين شفايفه بإدراك وهز راسه بتفهم: زين اجل درب السلامه نسيت انكم طالعين
ضحت ذهب بخفه بعد ما قفى عنهم ورجع مجلس الرجال والتفتت عالبنات: يالله تزهبوا شوي ونمشي
~~~~
في بيت ام جواد كانوا الحريم كل ما خلصوا الي عليهم جو عندها وما جت العصريه إلا واغلب حريم الحاره في بيتها
مدت حور "أم جواد" يدها ومسكت طرف ثوب وعد الي كانت ناويه تقوم: تو الناس وباقي ام رعود ما وصلت!
نزلت وعد لنفس مستواها وهمست: ودي والله اقعد بينكم واتعرف على زوجة الشيخ بـ..
قاطعتها موده "أم سعد": تو الشمس ما غربت يا بنتي انا بوصلك بيتك إذا انتي مستوحشه الشارع!
قوست حواجبها: لو الود ودي جلست للفجر بس بنتي مريضه مع ابوها
حور: معليه خليها معه شوي كلها ساعه بالكثير!
هزت راسها بنفي وقامت: إن شاء الله ربي يكتب لنا لقى! عاد البيت جنب بعضها إلا ونشوفكم باكر ولا بعده
قوست موده شفايفها بضيق: والله ان كان ودي تشوفين ذهب
ابتسمت وهي تعدل طرحتها على راسها: زوجي ضرير ومايميز إلا الي بقربه بس! لو انه بعافيته كنت خليت البنت عنده وقلبي بارد
هزوا راسهم بتفهم ومشت عنهم ووقفت قبال الباب بعد ما صادفت ذهب قدامها الي ابتسمت ونطقت بشك: لا يكون ضيفتنا!
ابتسمت وعد والتفتت على ام حذيفه الي نطقت من اخر الغرفه: يوه وين رايحه! تعالي يا وعد تو الجلسه تحلى!
مدت وعد كف يدها وريحته على كتف ذهب ونطقت وهي توزع نظرها على الي كانوا واقفين وراها نجلاء وريحانه: زوجي على وجه عمى وبنتي مريضه ولازم اعاود لهم الحين! كان ودي اقبل معكم لكن إن شاء الله تكون لنا فرصه ثانيه
وسعت ذهب عيونها وبعدت عن طريقها: يا ويلكم من ربي خلوا البنت على راحتها!! " مسحت على ظهر وعد" درب السلامه كم ورانا من مقابيل، زوجك وبنتك اولى
ابتسمت لها وعد وسلمت عليها ومشت، دخلت ذهب ونطقت بعتب: خلوا البنت تسري ابلشتوها في نفسها!
حور: لا زين انا بس تحسرت انها ماشافتك
موده: بس خلاص دام انها سلمت عليك الله معها الأيام تجمعنا بإذن الله
فزوا البنات من مكانهم اول ما لمحوا نجلاء داخله ورا ذهب وكل وحده تسلم عليها من مكان بشوق والي اخذت ولدها من يدها تدللـه
ابتسمت ام حذيفه: ماشاء الله متى جت؟
جلست ذهب على يمينها: اليوم وكانت ناويه تريح فالبيت وحلفت عليها تسيّر معي
ميلت حور راسها لريحانه الي دخلت بهدوئها المعتاد: حتى ريحانه اقبلت
رفعت ذهب حاجبها: اجل اخليها لوحدها! لا والله مثلها مثل بنتي
هزوا روسهم بتفهم بحكم ان ذهب ما تتقبل اي نقد يجيها عن ريحانه وتوقف الحوار من بدايته
التفتت ذهب على أم حذيفه بعد ما وزعت نظرها عالحاظرين: وينهم بناتك!
أم حذيفه: البنات الله يتسر عليهم مشغولين برياجيلهم وعيالهم
ضحكت موده: هالحين حذيفه وحداني
التفتت عليها ام حذيفه: ايه تسنع ماشاء الله عليه يعاوني بذي ويشيل ذي ويغسل ذي
هزت ذهب راسها: الله يجفظه ويقر عيونك فيه
في زاويه ثانيه من الغرفه جلسوا البنات مع نجلاء وريحانه محاوطين أفتكار" أم بارق" من كل جهه يسمعون لها بإنصات كالعاده
لفت انظارها على نجلاء ومدت على المفرش جنبها تأشر لها تجلس: تعالي يا بنتي جنبي والله ان نفسي بتخرج على هذا الولد
ضحكت نجلاء وقربت منها ومدت لها ولدها: أشبعي منه وانا برتاح
توسعت ابتسامة أفتكار وضمته لها وجلسته على فخذها والتفتت على بهيه والي نطقت بفضول: طلبتك يا خاله كملي الي قلتيه خلي نجلاء تسمع
نطقت افتكار بعبوس: أين وصلت!
حوريه: بعد ما سمعتي جدك جاب طاري جارة الشهده
رفعت نجلاء حاجبها بعدم فهم: وشهو ذا
التقت عليها سيدرا ونطقت بهمس: انا بحكيها لك بعدين أسمعي هالحين
قربت منهم ريحانه تسمع معهم بفضول اول ما فتحت افتكار فمها وهزت راسها بعد ما تذكرت: ايوهه، قلت لكم جدي أحمد يقول انه ماقد ضيع صلاة الفجر بسبت جارة الشهده لأنها تجي تقومه من نومه ويقوم يصلي!
اعتدلت بهيه بجلستها: وهو صادق ولا!!؟
تحركت انظار افتكار لبهيه: تسمعي وانتي ساكته ولا قومي!
ضحكوا البنات ومدت سيدرا يدها وضربتها هلى قفاها بخفه واشرت لها تسكت، كملت أفتكار بعد ما غيرت نبرتها وصارت اكثر جديه: وأنا قمت اليوم الثاني قلت لازم اتأكد هي صدق ولا كذبه ورتبت البيت ونظفته و..
قاطعتها حوريه: كم كان عمرك وقتها
مسكت حوريه كتفها بألم بعد ما جتها ضربها خفيفه لأنها قاطعتها وضحكت أفتكار وهي تلتفت على الي ضربت حوريه: سهل سهل! " رجعت انظارها لحوريه وكملت" كنت صغيرهه اصغر منكم ذا الحين، المهم بعد ما كملت كل حاجه طلعت لغرفتي وقلت " يا جارة الشهده نبيني لصلاة العصر " ونمت
غيرت افتكار نبرة صوتها لنبرة اخفض: تخيلوا ما دوريت إلا بشي يضربني على وجهي مش بقوه! هكذا بخفه ويقول بصوت بنيه صغيره" افتكار يا افتكار قومي الدنيا عصر" قمت انا فتحت عيوني شويه شويه مش داريه من جالس يقومني! إلا وأشوف دمه " قطه " سوداء عند وجهي اول ما فتحت عيوني مشت وخرجت من الطاقه الي فوق راسي" النافذه" والبلا ان الطاقه كانت مقفله بِـ بُلك من اول يوم عمرو فيه البيت!!
قوست ريحانه حواجبها: وش هالدمه! اول مره اسمع به!
إفتكار: قطه مدري بسه ايش تسموها انتو!
نطقت نجلاء بعدم استيعاب: الحين هذي صدق ولا تألفين؟
رفعت افتكار حاجبها: والله انه صدق ليش اهرج عليكن! وعاد معي كثير هذا موقف واحد بس!
اعتدلت بهيه بجلستها وهي تحاول تخفي معالم الخوف الي انرسمت عليها: وبعدها وش صار؟ طلع الي شفتيه صدق ولا تتوهمين؟
أفتكار: مش عارفه! لكن متأكده اني شفتها قفزت من الطاقه الي مالها مخرج من الأساس وكانت الدنيا عصر مثل ما وصيتها!!
نطقت ريحانه: ولا أذتك؟
هزت راسها: انا خفت وتبت من بعدها اجيب سيرته وقلت لأمي الي حصل وحصلت لي ضربه هذاك اليوم
ضحكوا البنات والتفتوا على أم ايوب: طلبتك يا افتكار لا تخوفين البنات
نطقوا البنات وهم خايفين ام أيوب تخرب عليهم الجلسه هذي مره ثانيه: لا والله ما خفنا يا خاله
هزت ريحانه راسها بأيجاب: صادقه! ياكثر ما حكت لنا ولا وحده منا اشتكت
التفت موده لبهيه: ايوه محد يشتكي لكن محد ينفعني إن طلبتهم ينزلون ملقى الجحله " وادي بين جبلين" يجيبون الماء مع البنات!!
عقدت سيدرا حواجبها ونطقت بعدم رضى: افا يمه! والله اني انفعك واطلع كله من العله هذي! " والتفتت على بهيه والي رفعت حاجبها تمثل البراءه واردفت مكمله" كل ما نزلنا الجحله هربتي البيت يا خوافه
نطقت بهيه بدون اهتمام: من قال خوافه! واليوم ننزل لها وبيننا من هج!
ضحكوا الحريم على مناقرتهم ونطقت امهم تنهي الحوار: ولا وحده منكم بتنزل شوي وأذن المغرب! إذا احتجتكم وقتها نشوف من الصادقه فيكم
التفتوا البنات على افتكار الي قامت من بينهم وهي ماشيه تجاه الزاويه الثانيه: كله من جارة الشهده اعوذ بالله من الشيطان
ضحكوا البنات اول ما جلست بين الحريم ونطقت نجلاء: جهزي لنا وحده ثانيه الله يحفظك
ابتسمت وهزت راسها بتفهم: مره ثانيه ذكريني اقول حق زحزح
رفعت ريحانه حواجبه والتفتت على سيدرا الي نطقت بضحكه: وانا احسب السوالف خلصت إلى هنا بعد ما اخرشتها القطوه!
اعتدلت نجلاء بجلستها والتفتت على بهيه بحكم انها اصغرهم: روحي لأم فلاح وهاتي من عندها حب شمسي عشان تزين الجلسه
قوست سيدرا شفتها ورفعت طرحتها على شعرها: انا بسْري عنها، من ودها تخاويني؟
التفتت حوريه على ريحانه: أفلحي معها
رفعت نجلاء حاجبها ونطقت بأعتراض: استحي! اكبر منك! أفلحي أنتي معها ومدوا خطاكم مغرب واحنا مقفين
زمت حوريه شفتها بأحراج وقامت بدون اعتراض ولحقت سيدرا الي سبقتها
ميلت ريحانه لنجلاء: عادي كنت بقوم!
التفتت نجلاء لها: لا والله ما تقومين! اجلسي بس
اكتفت ريحانه انها تعتدل بجلستها جنب نجلاء الي محد يقدر يثني حكيه بعد حكيها، التفتت نجلاء على بهيه ونطقت سائله: الحين من جارة الشهده
قربت بهيه من ريحانه ونجلاء وهمست: جنيه!!
كشرت نجلاء بملامحها والتفتت على ريحانه ناقده: كنت احسب بس عدوان الي له حكاوي مع الفطوس!
ريحانه: هذا الي ما لقيت احد يقول لي وش هرجته!
وسعت بهيه حاجبها بصدمه: اذكري الله! عشرين سنه وانتي معنا فهالديره ولا تدرين وش سوا!
رفعت حاجبها بجهل: ومن قال لك اني كل يوم متكيه فبيت عشان ادري وش علمه!
نجلاء: انا بقول لك وش هرجته إذا رجعنا
هزت بهيه راسها برفض: قوليها الحين حتى انا ودي اسمع!
رفعت نجلاء حاجبها: موب انتي تعرفينها!
بهيه: معليه قوليها لريحانه وبسمعها معكم
تنهدت نجلاء وعدلت جلستها وبدأت تحكي للبنات سالفة عدوان بن حيه الملقب بـ" مجنون الحاره"
~~~~
في بيت الشيخ جلوان وفي مجلسه رفع يده مأشر لريحان يقرب منه اول ما لمحه داخل المجلس، نزل ريحان الدله من يده ومشى مسرع تجاه الشيخ، كان ريحان كبير بالسن لكن متعافي والي يشوفه ما يصدق انه اكبر من شيخهم بعقدين!
وقف قبال جلوان الي اشر له يجلس جنبه وجلس بطاعه ثم نطق: سم!
كان كل من فالمجلس مشغول بالي جنبه وماكان الحوار الي بين جلوان وريحان بذاك الأهميه بنظرهم والي يخليهم يسكتون ويسمعون الي يدور بينهم
احتضن جلوان فنجاله بين كفوفه كابت مشاعره فيهم ونطق بصوت كافي يسمعه ريحان بوضوح: عندك أهل برا هالديره؟
زم ريحان شفته وهز راسه: طلعت من ديرتي مقطوع ولا لي فهالدنيا إلا بنيتي ريحانه ولاعاد طبت رجلي هذيك الديار
ماكانت هذي اول مره يسمعه فيها جلوان يقول هالكلام وكان في كل مره يجلس معه يسأله نفس السؤال وكأنه يطمن قلبه انه ما طلمه وابعده عن اهله وربعه: لا عم ولا خال؟
ريحان: محد
زفر جلوان انفاسه والتفت على ريحان: إن كان ودك تطلع من هالديار انت وبنتك الله معك وانا مستعد اتكفل بالي يعينكم إن كان ودك بناقه او ثنيتن او ثلاث وإن كان ودك ببيت او ولد الحلال الي يعز بنتك ويكرمها وإن كان ودك تجلس معي فهالبيت على عيني وراسي مادخل بطني فلك منه وإن كان ملبوس او دار فبيتي وبيتك واحد وبنتك مثل نجلاء بنتي
كان ريحان يسمع كلام جلوان بصمت وهو الي يردد له هالحكي من عشر سنين مضت وكالعاده رد ريحان: ابد والله ماعد لي قدر لو طلعت من هالبيت! ولا أمنت بنتي إن طلعت اخاف اموت وتضيع من بعدي، لعل ربي صابني بمصيبتك لجل يأجرني فيكم
قوس حواجبه من الرد المعتاد ونطق بعدم اقتناع: ماودي يقولون عني ظلمتك في داري! ومن عشر سنين وانت خايف من الموت!
التفت ريحان على جلوان ونطق بحزم: ما تدري لعل الله يظهر هالولد وينجبر كسرك بعد هالسنين أما أنا يكفي ان ربي عزني بينكم ومثل ما قلت لك رُب ضُرةٍ نافعه والي يقولون أسير ودخيل هم قِله ووجودهم بينكم ما يقلل من قدر البقيه
مسك جلوان بذراعه يثبته بمكانه بعد ما حس انه هم يقوم من مكانه ونطق: يا ريحان الولد الله أعلم هو ميت ولا حي! تمسكت بالأسباب ولازلت أما أنت والله ان دربك براد!
سحب ريحان ذراعه من بين كفوف جلوان وهز راسه: يجيبه الله وانا داري ان ربي اعدل مني ومنك ولا بيخليك تنتظر عبث
زم جلوان شفته وهو يشوف ريحان ماشي من جنبه وجلس جنب الحطب ويزين الدلال ويغسل الفناجيل ولا كأن موضوع انفتح بينه وبين الشيخ!
~~~~
عند العيال الي تجمعوا قدام محل الطين والرحا بعد ما قال لهم رعود ان حذيفه مشغول ولا له نيه يجيهم، حاوطوا حفرة النار الي كانت قدام المحل وكل واحد بيده عصا والي متكتف ويتدفى بنارها
طلع حذيفه من المحل وتنهد وهو يشوف المنظر قدامه: لا حول ولا قوة إلا بالله! والي عنده شغل وين يسري!
رفع جواد حاجبه: عسى ما شر! لا يكون جيتنا ازعجتك!
رفع حذيفه حاجبه: ابد والله مبسوطط!
وتقدم لهم وبيده ملقط حديد طويل، نطق سعد بسخريه وهو يبعد عن حفرة النار وهو يشوف حذيفه مقبل: شكله نوى يا شباب! قولوا له يذكر الله!
التفت دحان على سعد: قم خله يجلس!
أشر حذيفه بالملقط الي بيده نافي وهو يجلس قبال الحفره: ابد خلك مكانك
قرب له رعود بفضول: اجلس معنا! تعنوا الشباب عشـ..
فز رعود من مكانه بسرعه بعد ما نزل حذيفه بجذعه داخل الحفره وبدأ يطلع أواني الفخار قدام العيال والي رفعوا رجولهم عن الأرض بخوف لا ينحرقون منها
مسح رعود كتفه برعب: بغيت اودع يا رجال، كنت قول ابعد عالأقل!
التفت حذفه عليه ونطق بسخريه: أسم الله عليك جاك شي؟ " اعتدل بجلسته ونطق بتأنيب ضمير وهو يشوف ملامح رعود الخايفه" تعايني مقبل بملقط الطين وش تظن!
مد رعود رجله ودف الفجار الي رماه حذيفه عند رجله اول مره: زين ابعد خلن ازين القهوه
رفع حذيفه حاجبه بتعجب: لمن!
رعود: لمن يعني! والله ما نطلع من هنا إلا بعد ما نكيف عالقهوه وعساف وبارق باقي ملفيين
التفت جواد على صوت بارق الي اقبل عليهم ونطق بأبتسامه: الطيب عند ذكره!
ابتسم بارق ووراه عساف: ليش ايش قلتوا علينا
تنهد حذيفه بقلة حيله وهو يشوف الشباب يتجمعون عند باب محله واحد ورا الثاني واكتفى انه يجمع الفخار بهدوء من قدامهم بعد ما رماهم بأهمال لعلهم يخافون ويمشون
قام سعد ياخذ الدله الي كانت متعلقه على باب المحل: ابد والله اجلسوا
عساف: كنت ناوي اقبل عليكم مع برهان بس ما كتب ربي
عقد جواد حاجبه : منهو ذا!
وقف حذيفه قدام الباب يسمع كلامهم بفضول، جلس عساف والتفت على بارق: وش قال من يكون!!؟
بارق: جاء مع عمه هذي القريه وزوجة عمه وجالس يدور له عمل هنا
هز عساف راسه بتأييد: أيه، وقال عمه بالقوه يميز الي قدامه لأن على عيونه غشاوه مدري وش سماها مثنى وصار يلحقه وين ما سرى
قوس دحان شفته: لا يكون تقصد ان تو سكنو جنب المسجد؟
رفع عساف كتوفه: مدري ما سألته
هز سعد راسه بتأكيد: إلا هو! محد لفى الديره جديد إلا هم

" مثل بارق غمامة واختفى منها المخيل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن