وجهان لعملة واحدة

مقدمة

في قلب مدينة مظلمة تتلألأ فيها الأنوار كعيون الغيلان، تمشي الشائعات على الأرصفة كالظل، تلمس الأزقة الضيقة وتترك وراءها صدىً من القصص التي لا تُنسى. هذه المدينة، التي تُسمى "نيو أسترا"، لم تكن مجرد مكان جغرافي، بل كانت عالماً بحد ذاته، يعيش فيه الأحياء والأموات تحت ظل مافيا غامضة تُعرف باسم "عائلة الظلال".

تأسست عائلة الظلال قبل عقود من الزمن، في زمنٍ كان فيه كل شيء مُباحاً، حيث انغمس الجيل الأول في عالم الجريمة والخداع، واختلطت دماؤهم بالأساطير القديمة التي كانت تسرد عن القوى المنسية. قيل إن عائلتهم تحظى بقوى غامضة تجعلهم أقوياء بلا حدود، لكن مقابل ذلك، كان عليهم دفع ثمن باهظ.

حكايات الرجال الذين خدموا في صفوف هذه العائلة كانت تُروى في الخفاء، ويرددها الأطفال تحت جنح الليل مع رائحة دخان السجائر السميكة، حيث كانت تلك الحكايات تجذبهم في قلب المدينة المليئة بالخطر والغرائب. وُلد بطلنا، "إياد"، في خضم هذا النسيج الداكن، ابن لأحد أفراد "عائلة الظلال"، الذي اختار شق طريق مختلف عن باقي أفراد العائلة. كانت الحياة بالنسبة له مليئة بالتناقضات، فقد كان يحمل عبء إرث عائلته وفي نفس الوقت يحاول الهروب من مصيرٍ محتوم.

ومع كل ذكرى تلاحقه من طفولته، بدأ إياد يشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي حول أسرته. قصص جدته عن الرموز القديمة، وكيف أن كل نقشة على الجدران لها معنى خاص، وكيف أن بعض اللحظات في حياتهم كانت مرتبطة بأساطير حيّة. كان يجلس لساعات يستمع إلى هذه الحكايات، مفتونًا من فكرة أن عائلته ليست كما تبدو.

في أحد الأيام، وبينما كان يتجول في المكتبة القديمة للمدينة، اكتشف كتابًا قديمًا متعلقًا بأسطورة أبدية تُدعى "ختم الأرواح". وفقًا للكتاب، كان هناك شعلة سحرية مخبأة في أعماق المدينة، يمكن أن تعيد الحياة لمن فقدوا، أو تُحقق الأمنيات في لحظة. لكن هذا السحر يأتي دائمًا بثمن لا يُستوعب. قرر إياد بدء رحلة بحث عن هذا الختم، بحثًا عن هويته وسط الفوضى العائلية وما يقربه من أسرار عائلته المظلمة.

بينما يكتشف إياد المزيد عن الماضي الأسر الغامضة، يبدأ في الانغماس في عالمٍ مظلم من الأكاذيب والخيانات. يظهر أعداء من داخل عائلته، وآخرون من خارجها يتربصون بفرصة لزعزعة استقرار "عائلة الظلال". ومع تقدم الأحداث، يجد إياد نفسه مضطراً لإنقاذ ما تبقى من عائلته بينما يُقاتل ضد قوى خارجة عن سيطرته.

هل بإمكانه التغلب على شبح الماضي واستعادة حقوق عائلته، أم أن القوى الغامضة ستقضي عليه كغيره ممن حاولوا تحديها؟ في هذه الرواية التي تجمع بين المافيا والأساطير، سنغوص في أعماق الظلام بحثاً عن النور، وسنكتشف أن كل خيار له سعر، وأن الأساطير قد تكون أكثر واقعية مما نتخيل.

استعد لدخول عالم مليء بالأسرار والأكاذيب، عالم يستحق أن يُسرد ويُكتب عنه، حيث تتشابك الخيوط بين الحقيقة والأسطورة في رقصة دموية قد لا تنتهي.