-الاحداث

187 9 7
                                    

بـ قِلم غَيـ ـٰث  .
_

---

المشهد الأول:

في يوم من أيام المدرسة، عقاب كان جالس وحده بحديقة المدرسة، مثل العادة، وبنظرة هادئة كأنه شايف كل شيء وما فارق وياه. عقاب شاب طويل وضخم، الكل يندهش من هدوءه، لكنه مهيب وقوي، ومحد يتجرأ يقرّب عليه... الكل عدا أيهم.

أيهم، ابن المدير، ومثل ما يقولون "راس الغناوي"، ما عاجبه الوضع. كلش ما يرتاح لعقاب، والسبب مو مفهوم بالنسبة للكل، بس الكل يعرف إن أيهم يتحرش بعقاب بالكلش.

أيهم قرب صوب عقاب وقال بتهكم:

"ها عقاب، شنو؟ اليوم ماكو بزودينك شي؟ أبدًا؟!"

عقاب نظر لأيهام بنظرة باردة وقال بهدوء:

"انت مو ملتهي عني، أيهم؟ أكو غيري تلعب وياهم."

هنا، أيهم ابتسم بسخرية وقال:

"آني أسوي الي أريده، وفوگها… ماريد احد يوكف بوجهي، خاصة  مثل واحد مثلك."

كان كل الطلاب حواليهم يراقبون، بس عقاب قرر ما يرد. اكتفى بالنظر القوي اللي خلى أيهم يتردد شوي.

                              ---

   بهذا الشكل، بدأت أول بوادر العلاقة اللي
  من خلالها راح تتضح شخصياتهم، والصراع
  الأولي اللي ممكن يؤدي إلى تطورات ثانية.

                              ---

المشهد الثاني:

الأيام مرّت، وصار أيهم كل مرة يحاول يستفز عقاب، وكل مرة يلاقيه نفس الشي... الهدوء والبرود اللي يخليه يعصب أكثر.

في يوم من الأيام، أيهم قرر ياخذ الأمور لمستوى أعلى. كان الكل في ساحة المدرسة، وعقاب واقف بعيد، يسولف وياه اثنين من أصدقائه اللي بنفس صفه. قرر أيهم يروحله، وفعلاً، قدّم عليه بضحكة مستفزة وهو يقول:

"ها، عقاب، ليش ما نسمع صوتك؟ شنو، خايف؟"

عقاب اكتفى بنظرة وحدة عليه وقال: "أحسنلك أيهم، ترى مو كل واحد يسكت يعني يخاف منك."

هالرد أثار حفيظة أيهم أكثر، فقال بصوت عالي قدام الكل: "لا، صديقي، اللي يسكت هو اللي ماعنده شخصية، مو اللي قوي!"

العالم حوالينهم بدأوا يتهامسون ويضحكون، بس عقاب ظل هادي. ما حركه كلام أيهم أبد، بس رفع حاجبه وقال بهدوء: "الكلام اللي تحجيه ما يوصلي، أيهم. انته متوهم بيه."

هنا، وبطريقة غريبة، حس أيهم بنوع من الغيرة تجاه عقاب. ليش هذا الشخص اللي محد يوقف بوجهه دائماً يقدر يكون بارد وهادي؟ ليش عقاب عنده قوة وثقة تخليه ما يهتم بكلامه؟

وبدون ما يفكر، قال بصوت واطي، بس كافي يسمعه عقاب: "أريد أشوف شنو يخليك بهالهدوء... ليش ما تأخذني وياك للي تخفيه؟"

عقاب رمقه بنظرة غريبة، وقال بابتسامة صغيرة: "يمكن لأنه اللي عنده قوة حقيقية ما يحتاج يثبتها لأحد."

هاي الكلمة أثرت بأيهم تأثير كبير. لأول مرة حس إنه يمكن عقاب فعلاً يملك شيء نادر، شيء مخليه أقوى منه، رغم الفلوس والشعبية اللي عنده.

---

المشهد الثالث:

في الأيام الجاية، لاحظ أيهم إن عقاب فعلاً إنسان مختلف، وبدأ الفضول يزيد عنده. صاروا يلتقون بالصدفة أكثر، وأيهم بدأ يشوف جانب آخر من شخصية عقاب، جانب عميق وجذاب، مليء بالقوة والصبر.

وبعد فترة، صاروا يصادفوا بعض خارج المدرسة، وصار أيهم يطرح عليه أسئلة بنية صافية: "شلون صار عندك هالهدوء، عقاب؟"

عقاب ضحك ورد عليه: "الحياة علمتني، مو المدرسة ولا الفلوس. أحياناً لازم الواحد يعرف يسكت مو لأنه ضعيف، بس لأن القوة الحقيقية تكون بهدوءه."

تدريجياً، أيهم بدأ يشوف عقاب بنظرة مختلفة. ما عاد يشوفه كعدو، بالعكس، صار يشوفه كشخص يستحق الاحترام... وأكثر. وحبه اللي كان بداخله ما كان ظاهر بس اتطور وصار قوي، لكن كان خايف يصارحه بهالشعور  .
__

هذي مجرد احداث للروايه  .

He follows..

أطيَاف الانتقامُ  . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن