لا تشكُو للناس جرحاً أنتَ صاحبةُ
لا يؤلُم الجرحَ الا من بِهُ المُ
شكواكَ للناس يا ابن الناسِ منقصةُ
ومن من الناسَ صاحِ مابهُ سقمُ
الهم كالسيل والامراضِ زاخرةُ
حمرَ الدلائلِ مهما اهُلها كتموا
فإن شكوتَ لمن طاب الزمانَ لهُ
عيناك تغلي ومن شكوت لهُ صنمُ
وان شكوت لمن شكواك تسعدهُ
اضُفت جرحاً لجرحكَ اسمهُ الندمُ
هل المواساة يوماً حررت وطنناً
أم التعازي بديلُ ان هوى العلمُ
من يندب الحظُ يطفئ عين همتهِ
لا عين للحظ أن لم تبصر الهِمَمُ
كم خاب ظني بمن اهديتهُ ثقتي
فأجبرتني على هجرانهِ التُهمُ
كم صُرت جسراً لمن احببتهُ
فمشى على ضلوعي وكم زلتُ بِه قدمُ
فداس قلبي وكان القلب منزلهُ
فما وفائي لخلّ ما لهُ قِيمُ
لا اليأسُ ثوبي ولا الاحزان تكسرني
جرحي عنيدُ بلسعُ النار يلتئمُ
اشرب دموعك واجرع مرها عسلاً
يغزوَ الشموعُ حريقُ وهي تبتسمُ
والجم همومك واسرج ظهرها فرساً
وانهض كسيفٍ اذا الانصال تلتحمُ
عدالة الارض مَنذُ خُلقتَ مزيفةُ
والعدلُ في الارض لا عدلُ ولا ذممُ
فالخير حملُ وديعُ طيبُ قلقُ
والشر ذئبُ خبيثُ ماكرُ نِهِمُ
كل السكاكين صوب الشاة راكضةُ
لتطمئن الذئب ان الشمل ملتئمُ
كن ذا دهاءِ وكن لصاً بغير يدُ
ترى المللذات تحت يديك تزدحمُ
فالمال والجاه تمثالان من ذهبِ
لهما تصلي بكُل لغاتها الأممُ
والأقوياءُ طواغيتُ فراعنةُ
واغلب الناسُ تحت عروشهم خدمُ
شكواك شكواي يامن تكتوي المُ
ماسال دمعُ على الخدين سال دمُ
ومن سوى ﷲ نأوي تحت سدرتهِ
ونستعينِ بهِ عوناً ونعتصمُ
كنُ فيلسوفاً ترى ان الجميع هنا
يتقاتلون على عدمِ وهُم عدمُ.🚬🕳