يوم في حياتي واحلامي

6 1 0
                                    


في صباح يوم هادئ، استيقظت على رنين المنبه، وتوجهت بسرعة نحو نافذتي، لأستقبل أولى إشراقات الشمس. جلست للحظة أحتسي فنجان قهوتي، وأفكر في جدول اليوم الذي يبدو مزدحمًا، لكنني أملك العزم على إنجاز كل مهمة. بدأت يومي بتنظيم أوراقي وتحضير المواد المطلوبة لدروسي. كنت أعلم أن اليوم يتضمن بعض المهام التي تحتاج إلى تركيز كبير، فقررت تقسيم الوقت بين الدراسة والراحة القصيرة. بعد الانتهاء من بعض المهام الدراسية، توجهت إلى دروسي، حيث قابلت أصدقائي وناقشنا بعض المواضيع المهمة. كنت سعيدًا بالمشاركة وأشعر بالإنجاز. في فترة ما بعد الظهر، أخذت قسطًا من الراحة، حيث قضيت بعض الوقت في ممارسة الرياضة للتخلص من التوتر. لاحقًا، جلست لمراجعة المهام المتبقية قبل انتهاء اليوم. قضيت وقتًا في العمل على بعض المشاريع الخاصة، وأضفت لمسات نهائية جعلتني أشعر بالفخر. مع غروب الشمس، شعرت بالرضا عن الإنجازات التي حققتها حيث كان  يومًا مليئًا بالتحديات، لكنني تعلمت الكثير، وحصلت على لحظات من السعادة. انتهى اليوم، وأغلقت كتابي بهدوء، استعدادًا ليوم جديد مليء بالأمل والطموح.

في تلك الليلة، وبعد يوم طويل من التعب والإنجاز، غفت عيناي، وبدأت أحلم... وجدت نفسي في طائرة، متوجهًا إلى إسبانيا، البلد الذي لطالما حلمت بزيارته. كان حلمي يتحقق بمنحة دراسية من جامعة شهيرة، ولم أكن أصدق كم أنا محظوظ!عند وصولي إلى برشلونة، كنت أتجول في شوارع المدينة العريقة، أستمتع بجمال المباني وروعة الأجواء. وفجأة، بينما كنت ألتقط صورة أمام ملعب "كامب نو"، شعرت بشخص يمر بجانبي. استدرت، وإذا بي أرى بيدري، لاعب برشلونة الشهير. للحظة لم أصدق، حاولت التحلي بالهدوء، وتقدمت نحوه. بعد تردد بسيط، ألقيت عليه التحية، فابتسم ورد بلطف.لم أكن أتوقع أن ألتقي به مجددًا، لكن الأقدار كانت مختلفة. بعد عدة أيام، بدأت العمل الجزئي في ملعب برشلونة ضمن برنامج المنحة، وكأن حلمي يتوسع مع كل لحظة. وفي أحد الأيام، أثناء تجهيز الملعب قبل إحدى المباريات، رأيت بيدري مجددًا. ابتسمنا وتبادلنا بعض الحديث السريع عن المباراة والأجواء. بدأت أشعر بأنني أقرب إليه، خاصة بعد أن لاحظت تواضعه وودّه.تكررت اللقاءات، وفي كل مرة كنت أتعرف عليه أكثر، ونتبادل أطراف الحديث عن كرة القدم وأحلامنا. أصبحنا أصدقاء مع الوقت، وكانت صداقتنا مزيجًا من الاحترام المتبادل والحب لكرة القدم. أدركت حينها كم أن الأحلام قد تبدأ بمصادفة، لكنها تصبح واقعًا حين نسعى ونعمل لتحقيقها.هكذا، استيقظت من حلمي في الصباح التالي، وشعرت بحماسة كبيرة. لم تكن صداقتي مع بيدري حقيقية، لكنها ألهمتني للمضي قدمًا في سعيي لتحقيق أحلامي، وأن أثق بأن الأقدار تحمل لي دومًا مفاجآت جميلة.

مع مرور الأيام، ظل حلمي بالعيش في برشلونة يتردد في ذهني وكأنه واقع ينتظرني. وبينما استمررت في حياتي، لم أفقد الأمل بأن هذا الحلم قد يصبح حقيقة يومًا ما. في أحد الأيام، وصلني بريد إلكتروني يحمل خبرًا رائعًا: تم قبولي فعليًا في منحة للدراسة في برشلونة! كنت غارقًا بين فرحتي ودهشتي. لم أصدق أن حلمي بالعيش في إسبانيا والعمل في ملعب كامب نو قد بات أقرب إلى التحقيق. عند وصولي إلى برشلونة، كان كل شيء جديدًا ومثيرًا؛ المدينة بدت كلوحة حية، وجمالها انعكس في كل شارع ومبنى. بدأت بالدراسة في الجامعة وتقديم وقتي للعمل الجزئي في الملعب، وكنت محظوظًا بالتواجد في المكان الذي لطالما حلمت به. وفي أول يوم لي في العمل، كان من المقرر أن أكون ضمن الفريق الذي يشرف على تجهيزات المباريات، وللمرة الأولى دخلت إلى أرضية "كامب نو" الشهيرة. كانت اللحظة مهيبة، وقفت هناك، على العشب، ونظرت حولي، وكأن الحلم بأكمله قد أصبح واقعًا. وفي إحدى الليالي، وبينما كنت أساعد في ترتيب مقاعد الجماهير قبل مباراة مهمة، وجدت بيدري يقف قريبًا منّي، يتحدث مع أحد المسؤولين. جمعت شجاعتي وتقدمت نحوه محييًا، فالتفت إليّ مبتسمًا وبدأنا الحديث. تذكرني من لقاءاتنا السابقة، وكان ودودًا للغاية. بفضل تواضعه، بدأ الحديث بيننا وكأنه حوار بين صديقين قديمين. مع مرور الأسابيع، تكررت لقاءاتنا في الملعب، وبدأت صداقتنا تتوطد. كنا نتبادل القصص والأفكار، وكنت أتعلم منه عن التحديات التي يواجهها كلاعب محترف. كان يشجعني على مواصلة دراستي وعلمي، ويحدثني عن شغفه بكرة القدم وأهدافه المستقبلية. ومع الوقت، أصبح الملعب المكان الذي نلتقي فيه بعد انتهاء التدريبات والمباريات، نتحدث عن كل شيء وأي شيء، وكأن الحلم الذي كان مجرد خيال قد أضحى واقعًا أعيشه يوميًا. في يوم من الأيام، دعاني بيدري لحضور مباراة خاصة من مقاعد الملعب الرئيسية، وقد كانت تجربة لا تُنسى. جلست هناك، وسط الجماهير المحتشدة، أشعر بالفخر والعرفان لأن حلمي قد تحقق، ولأنني أعيش هذه اللحظات التي لا تقدر بثمن. هكذا، ووسط تشجيع وصداقة لا تقدر بثمن، أدركت أن الأحلام قد تبدأ كخيالات، لكنها تتحقق بالعمل الجاد والشغف.

رحلة الأحلام :"من برشلونة الى قلب العائلة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن