Voice "1"

15 3 0
                                    

القضية التي سوف نرويها من اكثر القضايا التي هزت كياني ولقد فضلت بالذات ان افتتح بها هذا الكتاب.

فهي ليست عن امرأة عجوز او عن فتاة شابة بل عن طفلة ! وقد اخذت نصيبها من الاذى من قِبلهم ايضا ... "الرجال" فكل الضحايا في هذا الكتاب قد وقعوا ضحية لمفترس على هيئة بشري الا وهو "الرجل."

فحتى هذه الطفلة البريئة لم تسلم من نواجذهم ومخالبهم القذرة.. فبطلة قصة اليوم نعم ادعوها بالبطلة فليس هنالك شخص قد يتعرض لكل هذه المأساة ويظل على قيد الحياة لهذا يجب علينا ان نناديها بالبطولة فهي بالفعل بطلة من ابطال هذه الحياة قد لا تكون لديها قدرة خارقة ولكن لديها قدرة اقوى من كل قدرات الأبطال الخارقين وهي "النضال"

لقد كانت بطلتنا من احدى قبائل الرعاة التي تقوم برعي بالأغنام او كما نناديهم هنا "العرب الرحالة" و كان زمن حدوث هذه القصة في وضح النهار حيث ان عمة البطلة أجبرتها على الذهاب لرعي الأغنام في غياب اخوتها ولقد كانت كما نقول سبباً من مسببات المعاناة لتلك المسكينة.. بعد ان استمعت لكلام عمتها وذهبت للرعي بأغنامها التقت بمجموعة من العمال وكانوا يقومون بصنع ما نسميه "الطوب" وللأسف قاموا قسراً بإختطاف المسكينه والاعتداء عليها ولم يكتفوا فقط بذلك بل قاموا بتعذيبها بشتى الأساليب من الجلد والحرق والكسر وقاموا برميها في مزرعة احدى المزارعين ظناً منهم انها كانت جثة هامدة.

"ولكن كان لقضاء الله قول آخر"

فلقد افتقدت العائلة فقيدتهم او طفلتهم التي خرجت منذ النهار ولم تعد حتى غروب الشمس فقاموا بحشد رجال القبيلة والبدء في البحث عنها وبعد يوماً من البحث المتواصل وجدوها مُلقاة في احدى المزارع وسط الأعشاب الضارية وجسدها النحيل الذي كان مليئاً بالكدمات والرضوخ ووجها الذي لم يكد ان يتعرفوا عليه بسبب الجروح والأورام الناتجة من الضرب المتواصل لساعات.... ولقد سارعوا بنقلها إلى المشفى لإنقاذ ما تبقى منها...

ولقد لحق بهذه الطفلة قدر من الأذى النفسي والجسدي والخوف يكفونها لعدة قرون فكانت هذه التجربة المريرة نقطة "انكسارها" وأدت لذهاب عقلها و اصبحت لا تطيق ان يقترب منها او ان يقوم بلمسها احد حتى عائلتها وكلما اتى شخص بالقرب منها  ارتفعت اصوات نحيبها وصراخها المتواصل وتصاب بنوبة من الصرع والجزع وهي تستذكر تلك الاحداث المريرة....

انه لمن المؤلم ان تتجرد تلك الطفلة من هالتها المشرقة وتفقد الحياة ألوانها الزاهية في ناظريها فقط بسبب اولئك الاوغاد فلقد أخلت هذه القضية بحياة اكثر من طرف واحد فيها و تسببت بالمعاناة ليس فقط لها بل امتدّت تلك المعاناة لأسرتها ايضاً وهم يشاهدون طفلتهم البريئة وحبيبتهم وهي تصارع الموت والخوف فقط بسبب وحوش بربرية وضيعة!

الخوف ،الالم ،الندم ، الحسرة والغضب كل تلك المشاعر اجتمعت في ذلك الجسد الهزيل للطفلة التي لم تكن حتى لديها القوة للدفاع عن نفسها او الصراخ فلقد كان صوت صرخاتها "غير مسموع" فأصبحت غير قادرة على تقبل كل تلك الصدمات وهي تنهمل عليها دفعة واحدة وماذا عساها ان تفعل تلك الفتاة ذات التسعة أعوام.

اقوم بكتابة هذه النصوص وانا على ثقة تامة من انه اي شخص يقوم بقراءة هذا الجزء الان قد صادف قصة مثيلة لها سواء سمع بها او عن تجربة قد عاشها من قبل... فلهذا يجب علينا جميعا التوقف عن السكوت والنهوض والبدء في الكلام عن حقوقهم والصراخ مطالبة بتلك الحقوق !

من اجل ان تُسمع تلك الاصوات يجب علينا ان نوحد من صوتنا جميعا والصراخ بصوت واحد

"انتم لستم لوحدكم"

فأقل ما يمكننا فعله تجاه انفسنا وتجاههم هو الحديث عنهم وعن تجاربهم وقصصهم بكثرة لنشر الوعي ليس فقط لأجلنا بل لأجل أطفالنا وجميع الاطفال الذين لا يجب عليهم القلق حيال هذه المشاكل على الإطلاق!

|انهض وشارك بصوتك |

-Voices

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Voicesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن