الرابع

26 5 1
                                    

مر أسبوع وروز تتردد على العالم العجيب _كما أطلقت عليه_ لم تعرف بعد دورها أو وظيفتها في هذا المكان ولكنها تقربت كثيرا من الرفاق هناك وتعرفت عليهم أكثر وبالأخص أنس،  لم يكن لها أصدقاء مقربين في حياتها الحقيقية لذلك قد شغل هؤلاء الرفاق جزءاً من حياتها  كانت تستمتع كثيرا برفقتهم ولأول مرة تشعر أنها تعيش حياتها بشكل طبيعي مثل البقية  ... 

كان القمر بدرا ينير السماء متفردا يزيل ظلمة الليل الأسود، جلست بجانب أنس لبعض الوقت في هدوء تام لتجده قد وثب فجأة من مكانه وهو ينظر إلى الغابة

روز بفضول: هو فيه حاجه؟
أنس: لقد جاء
قالت بعدم فهم وهي تنهض من مكانها: هو مين؟

وقف أنس على يديه وقدميه معا وبدأ مظهره يتغير شيئا فشيئا فقد بدأ فمه يكبر وتظهر به أسنان وأنياب حادة وقد غطى جسده شعرا رماديا كثيفا وظهرت المخالب في قوائمه الأربعة،  ابتعدت روز بخوف وهي تراه على هيئته تلك لقد تحول إلى ذئب!
نظر لها بعينيه السوداوتين وأشار لها برأسه فلم تفهم، اقترب منها وانحنى أمامها فقالت بخوف: عايزني أركب صح؟  بس لا مينفعش ليه بقى أصل..

لم يسمح لها بقول المزيد وقام بدفعها لتسقط ويلتقطها ثم يركض نحو الغابة ... اعتدلت حتى جلست على ظهره ممسكة به بقوة خشية أن تسقط، ركض هو مسافة ليست بكبيرة ثم توقف ونظر حوله 
كان المكان مظلما إلا من ضوء القمر الذي تسلل من بين أشجار الغابة العملاقة ليضئ بعض أجزاء منها بضوء خافت 
بدأت ضربات قلبها تعلو لتنحني وتقول بصوت خافت بجانب أذنيه: هو إحنا بنعمل إيه هنا؟

لم يجيبها ولكن ظل واقفا في مكانه حتى التقطت أذنيه صوتا قادما من أحد الاتجاهات فركض مرة أخرى حتى انتهت الغابة وظهر السهل الأخضر أمامهم
نزلت روز من على ظهره وهي تنظر حولها بخوف ليُصدر أنس عويلا طويلا يدب الرعب في قلبها أكثر وأكثر  ...

مرت لحظات حتى ظهر وحش عملاق وقد بدأ يقترب من مكانهم، تراجعت روز للخلف حتى استندت على إحدى الأشجار، اقترب الوحش من أنس وكانت هيئته بشعة *يسير على أربعة قوائم نحيفة وله جسد ضخم يبدو أنه يُعيقه في الحركة رأسه كبير وفتحة فمه متسعة تصل بين أذنيه وله صفان من الأسنان بارزة ومسننة بشكل مخيف * عندما وقف أمام أنس أصدر صوتا مرعبا فبدأ أنس الهجوم وانقض على قوائمه الضعيفة ينهشها حتى سقط ذاك الوحـش أرضا ولم يقوى على النهوض، من بعيد راقبت روز ما يحدث كان الأمر بمثابة كابوس بالنسبة لها أو فيلم رعب سيقلق منامها لفترة، كانت تخشى على أنس أن يصيبه مكروه خاصة أمام شئ بشع كهذا  ...

ابتعد أنس عن الوحش وهو ينظر له بغضب فبدأت قوائم الوحش تتجدد لتصبح أقوى وأكبر مما كانت عليه ليبتسم الوحش ابتسامة واسعة ثم يركض بسرعة فاتحا فاه يستعد لقضم رأس الذئب أمامه، صرخت روز عاليا بإسم أنس فانتبه لها الوحش وغير اتجاهه وتحرك نحوها، رأته يتقدم منها فلعـنت نفسها وركضت داخل الغابة لتحتمي هناك، خشي أنس أن يصيبها مكروه وفي الوقت ذاته خشي أن يتبعها ذلك الوحش ويصل إلى الكوخ حيث أصدقائه، ركض خلفه وهو يزيد من سرعته حتى انقض عليه ممسكا بعنقه بين فكيه يحاول كسره التف الوحش بسرعة وقبض على ظهر أنس بفكيه العريضين وهو يغرس أسنانه الحادة به ثم حمله وألقاه بعيدا ليرتطم بشجرة ويسقط أرضا وقد عاد إلى هيئته البشرية، نظر له الوحش بإنتصار ثم تابع تحركه ليلحق بروز  ...

قلادة جدتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن