Part 9🤩🥳

29 2 5
                                    

بعد مرور شهر 

مرت الأيام على علاقتهم بهدوء نسبي. كانت ليا وتودوروكي يقضيان الكثير من الوقت معًا، يكتشفان أشياء جديدة عن بعضهما البعض، ويغوصان في تفاصيل حياتيهما اليومية. كل لقاء بينهما كان بمثابة صفحة جديدة تضيف إلى علاقتهما بريقًا خاصًا، وكأنهما يجمعان قطعًا صغيرة لبناء شيء أعظم.

كانت ليا تشعر بالأمان بجانب تودوروكي، ودفء يرافقه في كل لحظة يجمعهما. وفي كل مرة تلتقي نظراتهما، كانت ترى فيه عينيه وعدًا غير معلن بالبقاء إلى جانبها، مهما حدث. ومع ذلك، كانت هناك أشياء في قلب ليا لا يزال يكتنفها الصمت. لحظات كانت تدفعها إلى التفكير والعودة إلى ماضٍ ربما كانت تظن أنها تجاوزته.

وفي يومٍ غير متوقع، بينما كانا يتجولان في أحد الأسواق الشعبية المزدحمة، ظهر شبح من ماضيها بطريقة غامضة، قلب كل شيء رأسًا على عقب.

رجل طويل القامة، بشعر أسود وملامح مألوفة. كان يحمل ابتسامة لم تتغير أبدًا رغم السنين. ليا تجمدت في مكانها، ارتجاف غير مرئي استقر في قلبها، بينما غمرها شعور غريب لم تختبره منذ سنوات.

راي، بابتسامة واثقة، كأنه لم يغادر حياتها أبدًا: "ليا! يا لها من مفاجأة جميلة. لم أتوقع أن أراكِ هنا بعد كل هذه السنين."

ترددت ليا في الرد، وصوتها بالكاد خرج مسموعًا، كأن الكلمات قد حبست في حلقها. "راي... هذا غير متوقع." كانت ملامحها شاحبة وعيناها ترتجفان بخوف، وهي تنظر نحو تودوروكي الذي يراقب الموقف بعينين حادتين، يلاحظ ترددها وتوترها.

يمد راي يده إليها بودٍ، ويقول: "تذكرين تلك الأوقات التي قضيناها معًا، أليس كذلك؟"

شعرت ليا وكأن جسدها يرتجف دون أن تدري، ولم تستطع أن تمد يدها إليه، فبقيت ثابتةً كتمثال جامد، عاجزة عن الحركة، كأن شيئًا يمنعها من التنفس بحرية. عادت ذكرياتها تشتعل في عقلها، وصورة أيامٍ قديمة كانت تشعر فيها بالحب والألم معًا.

أما تودوروكي، الذي كان يتابع نظراتهما، فقد شعر بالغيرة تغلي داخله، لكنها لم تكن مجرد غيرة عابرة، بل إحساس عميق بالمسؤولية تجاه حماية ليا من أي شيء قد يؤذيها. كان يراقب ترددها وارتباكها، ليشعر بموجة من الغضب والحرص تغمره، فأخذ خطوة للأمام ليضع يده بلطف حول خصرها، محاولاً أن يشعرها بالأمان الذي تحتاجه.

تودوروكي، بنبرة حازمة ونظرة مليئة بالثقة: "أعتقد أن الماضي قد انتهى بالفعل، وليا معي الآن. لا حاجة للعودة إلى أمور قد انتهت."

تلفتت ليا نحوه بنظرة امتنان، وكأنها تجد في عينيه ملاذًا هادئًا وأمانًا يمحو أثر الخوف. أما راي، فلم يُظهر أي تراجع، بل أمعن النظر في تودوروكي وكأنه يتحداه.

ملك  شوتو تودوروكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن