بقيت ليا واقفة في مكانها، تحدق في راي بشيء من الصدمة والتردد. كلمات راي كانت ناعمة، ولكنها محملة بتهديدات خفية لا يمكن تجاهلها. كان وجهه يظهر واثقًا، لكن عينيه تحملان بريقًا غامضًا؛ بريقًا يعرف كيف يستغل ذكرياتها ويجعلها تستسلم لتردداتها.
همست ليا، بصوت لم يكن واضحًا حتى لها: "راي، لقد مضى كل شيء… الأمور تغيرت، أنا تغيرت."
أخذ راي خطوة نحوها، محافظًا على نظراته الحادة، وقال بنبرة هادئة ولكن حازمة: "ربما تغيرت، لكنكِ لا تزالين أنتِ يا ليا. والأشياء التي كانت بيننا، كانت حقيقية."
ابتلعت ليا ريقها بصعوبة، وأخذت خطوة للوراء. كلما اقترب منها، شعرت بأنفاسها تتسارع وذاكرتها تعود للوراء؛ لأيام مليئة بالشغف والألم، أيام كانت تظن أنها طوت صفحتها إلى الأبد.
لكن رغم التوتر الذي بدا واضحًا في جسدها، تمكنت من إيجاد القوة لتقول: "راي، تودوروكي هو حاضري ومستقبلي، وأريد أن أترك كل ما كان في الماضي. لقد تجاوزت ذلك."
هز راي رأسه بابتسامة ضئيلة تحمل ثقة عميقة، وقال بصوت ناعم لكنه مليء بالتحدي: "ربما تقولين ذلك لنفسكِ، لكني أرى في عينيكِ الشك. أنا هنا، ليا، ولن أذهب بعيدًا بسهولة."
---العودة إلى تودوروكي
بعد ذلك اللقاء المفاجئ مع راي، لم تستطع ليا التخلص من شعورها بالخوف والتوتر. كانت تود أن تعتبر اللقاء عابرًا، ولكن كلماته الأخيرة تلاحقها أينما ذهبت. تودوروكي كان يشعر بثقل ما تمر به، ولكنه التزم الصبر إلى أن يحين الوقت المناسب لمساعدتها.
وفي أحد الأيام، قرر تودوروكي أن يأخذ ليا بعيدًا عن الأجواء المتوترة التي تحيط بهما، فاقترح أن يذهبا إلى الحديقة التي تُطل على المدينة في لحظة غروب الشمس. كان المكان هادئًا، والهواء منعشًا، مما سمح لليا بأن تأخذ نفسًا عميقًا وتبتعد قليلًا عن القلق.
بينما كانا يقفان بالقرب من النافورة، شعر تودوروكي برغبة في طمأنتها، فاقترب منها ببطء وهمس: "ليا، أنا هنا بجانبك مهما كان ما يواجهك." وبابتسامة صغيرة، وضع يده على وجهها برفق، ونظر في عينيها ليتأكد من عمق مشاعرهما. ارتبكت ليا للحظة، لكنها شعرت بقلبها ينبض بشدة وهي تدرك حجم حبها له. دون أن تشعر، مالت نحوه ببطء، ووجدت نفسها تقبله برقة، وكأنها تُعبّر عن امتنانها واطمئنانها له. كانت تلك القبلة هادئة، مليئة بالدفء والمشاعر الصادقة التي تعيد لها الأمان.
ولكن، لم يمرّ هذا السلام طويلاً، إذ أن راي لم يكن يعتزم التخلي عنها بسهولة. في اليوم التالي، ظهرت رسالة غير متوقعة على هاتف ليا. كانت رسالة تهديدية من راي، تلمح إلى أمور حدثت بينهما في الماضي قد يستخدمها للتأثير على حياتها الحالية. "لا تظني أنني سأرحل ببساطة، ليا. لدينا ذكريات تستحق التذكر، وأمور أظن أنكِ لا ترغبين في أن يعرفها تودوروكي." كان أسلوبه قاسيًا وموحيًا بأنه لا ينوي التراجع.
أنت تقرأ
ملك شوتو تودوروكي
Romanceكذا لو كانت هنالك فتاة تدخل اليو اي فتثير انتباه بطلنا البارد تودوروكي لنرى مجرى الأحداث في القصة بدات 23/06/2022 انتهت 24/02/2024