غابة...

35 5 71
                                    

لَا تَنظُر لِماضِيهم أُقتل الجميع...

                                                                            
      .......................................................

عِندَما تُعطي ثِقتَك لِلناس، كَأنّك قُمت بالدّعس عَلى قلبك...
كأَنّك عَلى قَيد الاستِعدَاد بِأَن تُكسَر...
حِينَها إستَمتِع بِهدُوء الثّقة...
فَعليك أن تَكون جَاهِزاً لِضجيج الخِيانة...
--------------------------------------------------

تناغم اوتَار الكَمان...هُو مايسمَع وسط الغابَة...
لَحنٌ هادِىء لِمَن لَا يَعرِفَه...وإِذَا كُنتَ تَعرف..
فلَا تُفكّر وإهرُب...

يَسنِد الكَمَان عَلى ذَات الكَتف... الّذي يَسنِد عَليه قنّاصَته....
يَعزِف لَحنً فَريد مِن نَوعِه...يُوحِي للرّعب المَمزُوج بالمَاضِي...
حَفيف الأَشجَار... و صَوت الرّعدُ الّذي يُبشّر بِقدوم عَاصِفة
مَن يَرَاه سَيقُول أَنّه شَاب حَزِين...نَعم حَزِين...
لَكن فَوقَ جِثّة...يَعزِف الكَمَان كَما عَادَته كُلّما قَتلَ ضَحِيّة مِن ضَحَاياه...
يُواسِيها قَبل أَن تُسحَبَ رُوحَها...
مُغمِض العَينين...يُخفِي مَجرّتا عَيناه خَلف أَهدَابِه...رُمُوشُه السّودَاء كَما شَعرُه المَرفُوع نِصفَه والنّصف الآخر عَلى جَبَينِه...
هِندَامٌ مُرتّب...هُودي أسوَد وبِنطال أسود واسِع..
يُخفِي دَم الضّحيّة...
فَتَح عَينَاه عِندَما استَشعَر وُجودَ أَحدٍ بالمِنطَقَة...
إبتَسمَ بِشبَح إبتِسامَة عِندَما أَدرَك مَن يَكون..أَو مَن تَكون بِالأَصحّ...
"إنتَبهِي يُوجَد مِصيدَة"
قَالَها مِن دُون الإستِدارة لَها
"اللّعنة عَلَيك رِيسكَا كُنت أُودّ قتلَك"

"لُوسِيڤَر لَا يُقتَل بِسهُولة"

"لَكنّي مَلَاكٌ لَعين...مَلاكٌ يَستَطيع قَتلَك وَهو يَبتَسم"
أَردَفت المَعنيّة وَهي تُعدّل يَاقة قَميصِها الّتي إنزَاحَت أَثنَاء تَسلّقها لِلشّجرة
نَظَرَت بِزمرّد عَينيها لِمجرتيه...
كَانَت تَرتَدي قَميص أَخضَر تَطوي أَكمَامَه لِلأَعلى ،وبِنطَال أَبيَض..
تَرفَع شَعرَها الأَحمَر لِلأَعلَى عَلى شَكل ذَيل حِصان...
تَبادَلا النّظَرات قَلِيلاً قَبلَ أَن تُشيح الفتَاة بِناظِريها عَنه تَضع مِعطَفه عَلى الأَرض وتَجلُس عَليه...
لِيرفَع الفَتَى حَاجِبه الأَيمَن كَردَة فِعل فَهي الآن وضَعت مِعطَفه عَلى الأَرض كَأَنّه بِساط تَضَع عَليه طَعام نُزهَتَها مَع أَصدِقائِها...
"المِعطَف يُساوي خَمسة آلاف دُولار"

" فَقط؟ بِنطَالي يُساوي سَبعة لِذلِك أُصمُت"

أُلجَم فَمه عَن الحَديث وإستَدار يُناظِر الجثّة أَمَامَه...
كَانَ صَاحِب المَطعَم الّذي بِجوار كُوخِه

مَلاكَه الأعظَم...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن