فتاة مثالية

52 2 4
                                    

إنها التاسعة ، وما زالت يوكيكو تتسلى مع صديقتها كيساكي وقد نسيت تلك الفتاة اللتي علقت في المكتبة ...
حملت شيهو كرسيها ، وجلست بجانب اكاي ، وسترت قدميها بمعطف طويل كان معلقا على الكرسي
أما أكاي ، فقد كان يسترق النظر الى وجهها عدة مرات ، وأحيانا يشرد لبرهة في جمالها حتى أنه بدا كالأحمق ، إنها فتاة مثالية ، هادئة ، ذكية باردة وجميلة بشكل لا يصدق ، من الصعب أن يقع في حب امرأة لكنها كانت مميزة .. حتى جعلته مهووسا بها حتى عندما كانت بحجمها الصغير ...
بقيا صامتين لفترة ، حتى قاطعت شيهو ذلك الصمت قائلة : أكاي ، لدي سؤال ... لكن جاوبني بصراحة، لن أحزن
- قال بسخرية : يبدو أنه سؤال خطير ، تفضلي ..
-هل أحببت أكيمي ...
تفاجئ اكاي من سؤالها الغريب ، نظر إلى عينيها باستغراب، لتعيد كلامها :
- هل أحببت أختي؟ أجبني!
- تنهد أكاي ثم قال : احببتها .. احببتها من كل قلبي ، لكنني لم أصل إلى درجة العشق
- العشق ؟ هه ،لم أتوقع أن كلمة كهذه تخرج من فمك
- ضحك أكاي ضحكة قصيرة
- أتعرف...
- ماذا ؟
- اختي كانت مهووسة بك .. كانت تحدثني عنك طوال الوقت. كانت تحبك حبا خياليا .
- أنتي تشعرينني بأنني أسوأ إنسان في العالم ..
ثم أسند رأسه على حافة الكرسي ونظر إلى الأعلى ، ثم قال : الندم .. يا له من شعور سيء (قالها بصوت مخنوق) وكلما نظرت في عينيكي ازداد هذا الشعور سوءا .. أشعر وكأن شيئا ثقيلا يضغط على صدري ، ثم ابتسم ونظر إليها نظرة حزينة رقيقة ، وقال : لن أنساها ما حييت ..
نظرت إليه شيهو نظرة حزينة وكأنها لا تعرف ما تقول ، احمرت عيناها وكأنها تحاول أن تحبس بحرا من الدموع ، ثم قالت : يبدو أن كلانا ما زال حبيس ماضيه ..
- يبدو الأمر كذلك
ثم سكت كلاهما فجأة ، حتى قامت شيهو وأخذت تتجول بين الكتب وما إن وصلت إلى طرف بعيد عن اكاي ، حتى ترغرغت الدموع في عينيها وانزلت دمعتين أو ثلاث لكنها مسحتها بسرعة حتى لا يلاحظ ، وفجأة قال أكاي :
شيهو ...
- نعم
- ستسمحين لي بحمايتك .. صحيح ، كل ما أريده الآن من هذا العالم هو البقاء بجانبك ..
- اقتربت منه شيهو وامسكت يده وقربت وجهها من وجهه وقالت بصوت منخفض: أريدك أن تبقى بجانبي .. حتى لو لم تحميني
اكتفى اكاي بابتسامة ردا على كلامها.. لكنه في داخله كان يشعر بسعادة لا توصف .. هل وقعت هي الأخرى بحبه ؟

فجأة فتحت يوكيكو الباب ، وكانت شيهو ما تزال ممسكة بيد اكاي ، فسحبت يدها بسرعة واحمر وجهها خجلا ، قالا يوكيكو : آسفة يا عزيزتي ، لكنني لم أجد حلا أسرع
- لا داعي للاعتذار فالمكان هنا جميل أيضا ..
همست يوكيكو في اذن شيهو أثناء خروجهما من غرفة المكتبة : يبدو أن علاقتكما بدأت تتحسن
احمرت شيهو وقالت : الأمر ليس كذلك
فضحكت يوكيكو ضحكة خبيثة ثم قالت : لقد تعبت ... يبدو أنه علي الذهاب للنوم
- تصبحين على خير
- وانتي بخير أيتها الجميلة ..
بينما بقي اكاي في غرفة المكتبة شارد الذهن يتذكر كلام شيهو .. وجهها .. نظراتها .. ذلك الفستان ، ماذا به ! هذا ليس من طباعه ، هو لا يمكن أن يُفتَن بفتاة بتلك السهولة ، إنها الوحيدة التي دخلت أعماق قلبه ، بل هي الوحيدة التي جعلته يشرد أو يفقد تركيزه لبرهة .. لقد كان شعورا غريبا عن اكاي لأنه لم يجربه سابقا ، حتى مع اكيمي ، ربما احبها لكنه أحبها كإنسانة ، لم يشعر للحظة أنه متعلق بها إلى تلك الدرجة ...

حُب استثنائي / أكاي وشيهو🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن