بطلٌ من الأبطال! أسدٌ في عرينه! قاتل العدوّ بكلّ بسالةٍ وشجاعةٍ ودافع عن وطنه وأهله في ظلّ خذلانٍ مقيتٍ قد أحاط بهم آنذاك. كان يقاتل بصمتٍ وخفية عن الأنظار، ورمى الدّنيا وراء ظهره بما فيها من مالٍ وشهرة ولذّات، وسعى خلف هدفه الأسمى. وبقي على ذلك الحال إلى أن حاول العدوّ الغادر إثبات عكس ذلك! ذلك البطل المرن تناول عصاه ورماها بنفسه الأخير ،قبل أن يرتقي شهيدا، على آلة التصوير، إشارة لحامل اللواء من بعده. وأثبت للعدوّ وللجميع أنه قد كان نعم البطل، نعم القائد، ونعم القدوة!... وكان العدو الساذج قد فوجئ بالمشهد الذي رآه إذ أن البطل الذي وجدوه قد ارتقى كان المطلوب الأول لديهم والقائد الأسمى وفي الصّفوف الأولى عكس ما كانوا يزعمون أنه في باطن الأرض وروّجوا من الشائعات فرجعوا خائبين خاسئين ذليلين أمام العالم بأسره، فكان قائدنا شجاعًا كالّليث، داهيةً كالسّنّور، مغوارًا كالأبطال!