الفصل الرابع: وداع الأصدقاء

11 0 0
                                    


جلس كين على طرف السرير بينما كان صديقاه آدم وكايتو يقفان أمامه، تبدو على وجوههم مشاعر القلق.

آدم: "كين... هل أنت جاد بشأن هذه الرحلة؟ أنت ما زلت صغيرًا، وليست لديك القوة الكافية بعد!"

كين بابتسامة ساخرة: "أنا قوي بما يكفي يا آدم. لا أحد سيمنعني."

آدم بصوت يملؤه الخوف: "لكن... هذه ليست مجرد رحلة عادية. أنا فقط لا أريد أن أخسرك."

تقدم كايتو نحو كين، وعيناه تملؤهما الجدية: "كين، هذه الرحلة لن تنتهي بخير. قد تكون مميتة."

كين بضحكة خافتة: "كايتو، هل تظن أنني سأموت على يد سيروس؟ مستحيل، سأجعل منه بطاطا مهروسة."

آكيو، الذي كان يستمع بصمت، اقترب بفضول: "سيروس؟ من هو سيروس هذا؟"

كين بغموض: "مجرد حشرة صغيرة سأسحقها قريبًا."

نظر آكيو لكين بحيرة، ثم قال: "مهلاً.. هل تقصد... ملك راكويا؟"

أومأ كين برأسه، وأجاب بنبرة باردة: "نعم، هو. الملك الذي جعل حياتي جحيماً."

صُدم آكيو للحظة، لكنه تمالك نفسه وسأله بحماس: "إذاً... ستكون هذه رحلة انتقام؟"

كين بابتسامة حازمة: "نعم."

آكيو مبتسمًا ومتحمسًا: "أعجبني هذا! لن أتركك وحدك في هذه الرحلة. لدي حلم كبير أيضاً، وأنت تعرف ذلك."

كين: "أهدافنا مختلفة، لكننا نسير في نفس الطريق. لذا، دعنا نبدأ."

آدم، متنهداً بحزن: "فقط... كن حذراً، كين. لا أريد أن أفقدك."

كين بابتسامة مطمئنة: "لا تقلق، سأعود أقوى مما كنت."

بدأ كين يحزم أمتعته وبعدها وقف عند الباب وهو يحمل حقيبة على ظهره، بجانبه كان يقف كايتو وآدم، بينما كانت يوكو وآكيو يقفان على مقربة.

بدأ آدم يبكي بصوت منخفض وهو ينظر إلى كين بعينين دامعتين: "أرجوك، تواصل معي دائماً. لا تتركنا أبداً. و... انتبه لنفسك يا كين."

كين: "لا داعي للقلق، سوف أكون بخير دائماً."

كايتو، بملامح جادة وهدوء معتاد، نظر إلى كين وسأله: "وماذا عن المدرسة، كين؟ هل ستتركها بهذه السهولة؟"

كين بابتسامة هادئة وثقة: "يمكن تأجيلها الآن. لدي ما هو أهم لأحققه."

ثم التفت كين إلى يوكو، التي كانت تقف متكئة على الحائط بيدين متشابكتين، وسألها: "وأنتِ يا يوكو، ما الذي تنوين فعله الآن؟"

ابتسمت يوكو بنبرة حماسية بعض الشيء، قائلة: "سأذهب في مغامرتي الخاصة. لقد هربت من منزل عمتي التي لم تكن تعاملني جيدًا... والآن أريد أن أجوب العالم، وأرى كل شيء بنفسي."

آكيو بابتسامة مشجعة: "هذا رائع، يوكو! أتمنى لكِ التوفيق في ذلك!"

نظر كين إلى أصدقائه الواحد تلو الآخر، ثم قال بنبرة قوية: "هذا ليس وداعًا، بل بداية جديدة. سنتغير ونتطور، وسنلتقي مرة أخرى، أقوى مما كنا عليه."

آدم يمسح دموعه بابتسامة حزينة: "فقط، لا تجعلني أحتاج إلى وداع آخر، كين."

كايتو بتنهيدة بسيطة: "حسناً، كين، أتمنى أن تجد ما تبحث عنه، وأن تحقق العدالة التي تسعى إليها."

كين: "شكراً لكم، والآن وداعاً..."

ثم خرج كين من الباب، وآكيو ويوكو يتبعانه، تاركين خلفهم مكاناً يحمل ذكرياتهم، ومستقبلهم المجهول ينتظرهم.

بعد توديع الجميع، التفتت يوكو نحو كين وآكيو، تأخذ نفسًا عميقًا وهي تستعد للانطلاق في رحلتها الخاصة بعيدًا عنهم. نظرت إلى كين بابتسامة صغيرة، وعيناها تلمعان بشيء من التردد والحنين. كانت وجنتيها تحمرّ قليلاً كلما التقت عيناها بعينيه، لكنها كانت تحاول جاهدة أن تخفي ذلك.

أشعل كين سيجارته أشعل سيجارته وأخذ منها نفسًا عميقًا بملامح الهادئة، ثم أدار رأسه نحو يوكو.

كين: "ياله من يوم."

ابتسمت يوكو برقة، وحاولت إخفاء ارتباكها: "كين، يجب عليك الاعتناء بنفسك جيداً، هزيمة سيروس أمر صعب جداً ولا يستوعبه العقل."

مدت يوكو يدها لتصافح كين وكانت تبدو عليها ملامح التوتر، وقالت: والآن حان الوقت لنفترق مجدداً، أتمنى لك كل التوفيق!

شعرت يوكو بنبض قلبها يتسارع عندما تلامست يدها مع يد كين.

قال كين بنبرة هادئة: "حسنًا، يوكو. سنلتقي مجددًا عندما يكون لكلٍّ منا قصته الخاصة."

نظرت يوكو نحو الأرض بخجل ثم رفعت رأسها بابتسامة متفائلة: "أجل... سأكون بانتظار ذلك اليوم!"

ثم استدارت وابتعدت، تاركةً كين وآكيو خلفها، وكل منهم يحدق في طريقه الخاص.

ملوك السامورايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن