أكثر شيء نخاف عليه و نحاول حمايته في هذه الحياة هو أول ما سنفقده، لذلك ليس علينا المبالغة في الحماية، فلندع الأمور تسير كما تحب.
ذرفت دمعتي على ما خسرت ثم تحدثت رغم الإرهاق.
ـ لا وقت للاندهاش، اسحب السيف.. بسرعة.
و.ع : ماذا؟
ـ السيف، اسحبه.
تحدثت بوهن أشير للسيف و أطالبه بالإسراع خاصة أن الحارس قد نهض من وقعته.
فور أن وضع يده على المقبض تحرك السيف و خرج من مكانه بسلاسة، هذا جعل الحارس يتوقف عن محاولة التقدم منا و يعود لحجمه الأول، قبل أن يركع على ركبة واحدة مسندا قبضته إلى الأرض.
الحارس : مولاي، تقبل احترامي.
لا أخفيكم أنني ابتسمت بانتصار و تنهدت براحة، يبدو أن هذا ظهر بعيني، فقد تكلم قاصدا إياي.
الحارس : مولاي، أوامرك بشأن الساحرة.
أرى أن هزيم صوته قد خبا، غير أنه استبدله بصرير غل عميق.
و.ع : لا تتدخل، سأستدعيك وقت الحاجة.
ـ بفضلك سينتهي أمري.
همست عندما جثى بقربي يساعدني على الجلوس فأجابني.
و.ع : لن أسمح بذلك.
ـ أنا متأكدة أن الجميع يريدون رؤيتي داخل فرن الآن، لكنني حقا أتمنى حدوث معجزة.
أسمع اقتراب دبيب الأقدام الغاضبة مني، و كذلك حلي الملك المجلجلة، و كل ما أملكه هو حجر العبور الذي فقد قيمته على ما أظن.
§ اقبضوا عليها.
إنه صوت الملك، ترافقه أصوات رعيته المتأججة مطالبة بشـ*نق الساحرة و حر*قها و سلـ خ جلدها، و التي هي أنا.
اقترب مني حراس الملك و على بعد خطوة أوقفهم ولي العهد.
و.ع : سأتولى أمرها.
ـ ستتولى أمري، أ لم تكن ستحميني؟
همست لنفسي بسخرية و يبدو أنه سمعني فقد استدار نصف استادرة نحوي.
§ إنها أوامري.
و.ع : أنقذت حياتي.
ارتفع صوت صفعة جعلت الصمت يسود، إنه يوم مليء بالمفاجآت.
§ أنا والدك قبل أن أكون الملك و عندما آمرك بشيء فإنه ينفذ دون نقاش تنح جانبا، أنتما، خذاها.
★ مولاي، اسمح لنا بتولي أمرها.
☆ أجل، فهي خطيرة و للآن لا نعرف مدى قوتها.
★ تركها مع حراس عاديين يشكل خطورة على المملكة أجمع.
اقتحم صوتان المشهد و لا أزال جالسة أرضا خلف ولي العهد الأخرق، الذي تنحى و سمح لصاحبي الصوتين بالاقتراب مني و تكبيلي، كما أخذا مني مقبض سيفي.
ـ لا تكشفا عن وجهي.
توسلت بوهن بعد ان أوشك أحدهما على نزع الوشاح من حول وجهي فأبعد يده بهدوء و قادني إلى هودج مغلق.
حُبست في غرفة يبدو أنها تحت الأرض، مساحتها لا تتعدى المتر المربع الواحد، تم تقييد يدي بسلاسل حديدية مثبتة على الجدران الموازية لكلا جانبي، كما رُبطت أثقال إلى قدمي لمنعي من الحراك.. و كأنني أستطيع ذلك أصلا، هذا المكان أشبه بعلبة ضيقة.
قام الشخصان الذان قاداني إلى هنا بالكشف عن وجهي فور تقييدي و تبادلا النظرات التي تدل على أنني شخص مألوف بالنسبة لهما، إنهما ابنا عم ولي العهد و صادفتهما في العديد من المرات في السوق، اقتربا و قاما بتفتيشي جيدا إلى أن أمسك أحدهما بطرف قلادتي فأبعدت نفسي تلقائيا.
☆ أخي، لديها شيء.
نادى على شقيقه الذي انتبه له بعدما كان يهم بالرحيل.
ـ إياك و الاقتراب مني.
★ أ وَ لا زالت عندك طاقة للحديث؟!
ـ إنكم تجبرونني.
★ أرني ماذا لديها؟
اقترب شقيقه مجددا إلا أنني عضضته حتى لا يلمس القلادة.
☆ ثبتها... أيتها الوضيعة، حتى و أنت مكبلة لم نسلم من شرك.
صاح على أخيه الذي وضع يديه على كتفي يوقفني عن التخبط و يكاد يدخلني بجوف الأرض، بعد أن أنهى جملته قام بصفعي بشدة جعلت طنينا يرتفع في أذني.
★ هل جننت؟
☆ كادت تقتلع قطعة من كفي بين أسنانها.
ـ أنا لم أؤذي أحدا.. لماذا تعاملونني هكذا؟
قلت بهمس شبيه بحديث داخلي، ربما كنت أسأل نفسي و الكلام خرج مني دون وعي.
★ خذ القلادة و خلصنا.
ـ ان اقترب أحدكما سأصبح آكلة لحوم بشر.. احذرا.
☆ هكذا إذن.. فلنر.
شد شعري و رفع رأسي المنكس ثم سحب القلادة بعنف، قُطع خيط القلادة و جُرج جانب من عنقي مع سحبها، ترك شعري و رفع شقيقه يديه عني.
نظر للقلادة بتمعن ثم ابتسم بجانبية.
☆ إن الذي صنعها بارع للغاية.
ـ أعدها.. أعدها حالا.
★ إنها أوامر الملك.
ـ أيها الأوغاد.
حاولت تحرير يدي و رفع قدمي إلا أن هذا لا يجدي نفعا، بل يزيد الطين بلة، لم يأبهوا لي أو لصراخي بل خرجوا و أقفلوا الجدار الرابع علي.
في الحالات الطبيعية عندما يتم سحب طاقة فتاة ما فإنه يتم الاعتناء بها كأميرة حتى تستعيد عافيتها، أما أنا فمكبلة كحيوان بري، ملوثة بالد'ماء و الأوجاع تتجول بكل عظمة في جسدي.
لم أتحمل أكثر فانهمرت دموعي تحسرا على ما أنا فيه، ليتني هربت كما فعلت أول مرة، أو ليتني لم أولد، منذ خرجت من سور حصن السحرة هاربة و أنا أعيش لسبب مجهول و دون هدف، أستمر فقط بفقدان أغلى ممتلكاتي، و آخرهم سيفي، حجر العبور، و الآن... قلادة أبي.
.... شهقت مستيقظة عندما شعرت بألم رهيب في أحد ذراعي بل و ازددت رعبا عندما وجدت ثلاثة أشخاص ملثمين يقفون على رأسي، أحدهم يفك قيودي، و آخر يحرس الممر المؤدي للغرفة و ثالث يمسك شعلة تنير الظلام الدامس.
ـ هل.. حان الوقت؟.. ستنهون أمري؟
[ اهدئي فحسب.. سنخرجك من هنا]
لم أفهم مقصده حتى، حارس الباب كان يبدو متوترا و يطالب الاثنين بالاسراع، أما الذي انتهى من فك قيودي فأسرع بحملي و دفع صاحب الشعلة ليقود الطريق أمامهم.
ـ من أنتم؟ لمَ تفعلون هذا؟
[وعدتك و أنا أفي بوعدي]
[شباب، أحدهم قادم]
[سيوفكم]
قال حامل الشعلة منبها لينطق الآخر مثبتا يده على غمد سيفه، بمجرد أن ظهر هيكل الرجلين أمامهم حتى اشتعل صراع بينهم.
لم يعد هناك صوت سوى صوت ارتطام سيوفهم ببعضها، تقدم حامل الشعلة و حارس الباب المبارزة أما الذي يحملني فبقي خلفهما.
[علينا الخروج.. الآن]
[تعويذة النوم التي ألقيتها ستدوم لفترة، فلنذهب للسطح قبل أن يأتي آخرون]
[لا تنس غبار الذاكرة، لا نريد منهم تذكر أي شيء حصل هنا]
وقفوا يتحدثون بعد إسقاط خصميهما و بدأت أنا أشعر بالدوار .
[ السطح!! صديقك يحمل قنـ بلة بين يديه.. سنـ ـعدم!!]
[ إنها تتعرق بشدة، و حرارتها ترتفع]
كان ينظر لي بعينين قلقتين، و سمعته يسألني عما إذا كنت بخير و إذا كنت أراه لكن أغمي علي قبل أن أجيبه.
أنت تقرأ
Magical Bloods
Fantasíaأحد العوالم المتوازية الضائعة بين الماضي و المستقبل نشأت مملكة جمعت بين كل الأشياء المثالية من كل العوالم، القوة، العلم، الذكاء، الحكمة، و استخدام السحر ، لكن هذا لم يخفي حقيقة أن الجشع، الغدر و الخيانة نقاط سوداء متأصلة في النفوس، لا تتبدد مهما ساف...