أشعة الشمس الذهبية تتسلل عبر الشقوق في ستائر الغرفة، ترسم خطوطاً ذهبية على الأرض الخشبية الباهتة. فتحت عينيّ ببطء، واستنشقت عميقاً الهواء البارد المشبع برائحة الكتب القديمة والغبار. نظرت إلى النافذة، فوجدت المدينة القديمة تستيقظ . أبنية حجرية مهيبة تطل على شوارع مرصوفة بالحصى، عربات تجرها الخيول تمر ببطء، وأصوات باعة الجرائد والأطعمة تملأ الأجواء.
أنا وارس، فتاة تعيش في زمن مضى، زمن حيث كانت الكتب هي نافذتي على العالم. أقضي معظم وقتي في مكتبة أبي، محاطة بالروايات التاريخية والمغامرات المثيرة. أحب أن أتخيل نفسي في عوالم بعيدة، أعيش مغامرات لا حدود لها.
أجلس على مكتبي الخشبي، وأفتح كتابي المفضل. صفحاته صفراء اللون، وحروفه مكتوبة بخط رقيق. أتبع الكلمات بعينيّ، وأسمع الكلمات تتردد في رأسي. أشعر وكأنني جزء من القصة، وكأنني أعيش المغامرة مع الأبطال.
أفكر في أخي الأكبر، وارنست. على عكس ما يعتقده الكثيرون، وارنست ليس مجرد رجل أعمال. فهو بحار ماهر، يقضي معظم وقته في البحر بحثًا عن الؤلؤ الثمين. يعود وارنست كل فترة محملاً بالقصص عن مغامراته في البحر، وعن الشعوب التي قابلها. يحب أن يشاركني هذه القصص، ويستمع باهتمام كبير إلى أحلامي وأفكاري.
أغمض عينيّ وأتذكر أبي. كان يحب القراءة مثلي، وكان دائماً يشجعني على استكشاف عالم الكتب. أتذكر كيف كان يجلسني على ركبتيه ويقرأ لي قصصاً عن البحار والكنوز المخفية. كان يقول لي إن الحياة مليئة بالمغامرات، وأن علينا أن نكون مستعدين لاستكشاف كل ما هو جديد ومجهول.
أقفز من على السرير وأذهب إلى النافذة. أشعر بهواء الربيع الدافئ يهب على وجهي، وأنا أتطلع إلى يوم جديد مليء بالمغامرات ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
