جالساً وحده كالعاده في ذاك المنزل المظلم والجروح تملئ جسده الهزيل ...عيناه قد جفتاه من الدموع حقا صوته يكاد يسمع بقع دماء على ثيابه ...وقف ليتجه نحو سريره تمدد اخيرا ليغمض عينيه بأستياء فحقا لاشي سينجيه من العذاب الذي يكاد ان يموت منه دائما
.بصوت حزين وعابس ..
ابي .امي .لما تفعلان هذاا بي !؟ماذا فعلت؟
اجهش بالبكاء ليغض بالنوم والهدوء مسيطر على المكان ..
.
.في الصباح ذاك الفتى الذي يبلغ من العمر اربعه عشر سنه حيث استيقظ بكل نشاط والسعاده تزين وجهه توجه للحمام ليغتسل ولم تفارق الابتسامه وجهه . نزل للاسفل ليبدأ. بعمله المعتاد ~نادل في مقهى~.
.
بصوت يملؤه الاشراق :صبااح الخيررد زميله زيكو: لا اعرف سبب اشراقك الدائم هذا اريد حقا ان اعرف ما ورأءه فلا احد ينال التوبيخ والضرب وينهض بكل تلك السعاده وكأنك لم تضرب بالامس ..
حسنا لايهم
.الزبائن سيأتون قريبا جهز نفسك ولا اريد أخطاء كالأمس
صمت قليلا ليكمل .اه كدت انسى سأعطيك بعض المستلزمات الضروريه لاحضارها .اولئك المعتوهين لم يحضروا البضائع كاملة من المخزن ..اشتريها من بعض الاسواق ولا تخبر المدير افهمت؟!
وافق بيان ولاتزال الابتسامه على وجهه البريئ ليأخد الورقه من يد زميله واتجه للخارج فوراً
.اما لاخر ابتسم بأستهزاء قائلا :طفلاً مثير للشفقه حقا
.
.
يسير بذاك الطريق بكل اشراق ليتجه لبعض المحلات ويشتري ما يلزم ...حسنا انتهيت منه والان ...
نعم البودرة ولكن من اين سآتي بها
عندما كان يسير وشارداً بالقائمة اصطدم بشخص ليوقع كل اغراضه .ا.اسف حقا.
رفع رأسه لتصيبه الدهشة قائلا بنفسه .وكأني أمام مرآءة ما هذا!؟
انه حقا يشبهني لون شعري وعيناي واظنه بعمري حتما .
.قال موجهاً كلامي للاخر :من أنت
. التفت الاخر ذاهباً بلا مبالاة له قائلا بستهزاء انتبه اين تسير ايها الصعلوق الاحمق .
_حسنا لقد اعتذرت مابك تتحدث هكذا !
توقف الاخر مكانه ليرد وينظر للذي يقابله بطرف عينه ..الا يعجبك كلامي مثلاً!؟
_نعم لا يعجبني!
تقدم صاحب الشعر الاشقر للذي واقف امامه بتلك العيون الزرقاء التي يكاد لونها يتلاشى من كثرة الدموع ..بصوت بارد هادئ
_وهل تراني اهتم للعنة مثلك؟
وقف بيان له ينظر بعينيه!
_انتبه للسانك أيها القصير.