كفر العيص
نورا حسين جاب اللهالموسيقى اشتغلت، ومن اول ثانية حسيت بحاجة غريبة، مكنتش موسيقى عادية زى اللى احنا عارفينها، الايقاع كان غريب، والنغمات داخلها همهمات، او اصوات ناس بتتكلم بس الصوت جاى من بعيد، انا وقفت فى مكانى مش قادر اصدق اللى بسمعه، الناس فى الاول مكنتش فاهمه، وبدأوا يبصوا لبعض وهما مستغربين…………
*****احنا فرقة فنون شعبية، بننزل الافراح نقدم فقرات تهيص الناس، مرة رقص صعيدى ومرة اسكندرانى وكمان دبكة وحجالة، ولازم طبعا يكون معانا عصام.. ملك التنورة.
فرقتنا دى بتلف بلاد كتير اوى، وكمان القرى والكفور، الافراح اللى بتتعمل فى القاعات أو فى البيوت، افتتاح محلات ومطاعم، اى حاجة محتاجة هيصة هتلاقينا، وخصوصا بقى فى سيزون الصيف… بنولعها عالاخر، احنا اللى بنعرف نخلى الناس تفرح، ويسيبوا كل حاجة وراهم… عشان يغنوا ويرقصو معانا، والزغاريط تملا المكان كله،
القصة اللى هحكيلك عنها دلوقتى… بدأت فى فرح كان فى قرية كفر العيص، دى قرية تبع محافظة البحيرة، الفرح دة كان بتاع واحد من الناس الكبيرة فى البلد، ودة كان معناه ان كل القرية هتكون معزومة،
طول الطريق انا والفرقة كنا بنتكلم ازاى نقدم حاجة جامدة، لان المكان اللى بنسيب فيه اثر كويس.. بيعملنا اسم ، وبيزود الشغل بعد كدة،
وصلنا البلد على بعد المغرب، وكنا متحمسين جدا ، كنت انا وعصام ومعانا اتنين كمان مدحت وعلاء،
اة صحيح انا معرفتكش بنفسى، انا اسمى حسين، وتقدر تقول انى بلا فخر، قائد الفرقة دى ومؤسسها كمان،
المهم… اصحاب الفرح رحبوا بينا واكرمونا عالآخر، وسابولنا اوضة جوه البيت عشان نغير فيها هدومنا، ونبقى براحتنا بين كل فقرة والتانية،
ارتحنا شوية.. وبعدها قومنا غيرنا هدومنا ولبسنا هدوم الشغل، ووقفنا مستنين دورنا يجي عشان نعمل شغلنا،
الناس بدأت تتجمع.. والكل كبير وصغير قاعد مستنى الفرقة اللى هتحيى الليلة، خدنا بعضنا وطلعنا برة عالساحة اللى منصوب فيها الفرح، ادينا الفلاشة بتاعتنا لبتاع الدى جى..عشان احنا لينا اغانى معينة بنرقص عليها، وابتدى الشغل… اغانى وطبل ورقص، رقصنا العريس والعروسة وحتى المعازيم مسبناهمش، ورقصة ورا التانية خلصنا شغلنا وجه وقت اخر فقرة، الفقرة اللى الكل بيستناها بشغف، فقرة التنورة اللى بيعملها عصام، كان واقف فى جنب بيستعد وعنيه بتلمع، الدفوف اشتغلت الاول بصوت هادى تمهيد لدخوله، وبمجرد ما بدأ صوت المزمار.. طلع عصام وسط تسقيف الناس وصريخهم من الحماس، وقف وهو باصص للناس بابتسامة، وببطء وخفة ابتدا يلف، وخطوة بعد خطوة ابتدت لفاته تبقى اسرع واقوى مع الايقاع،
فضل مستمر فى لفاته لغاية ما الوان التنورة بقت داخلة فى بعضها، كان بيسحرنا بيها، فضل يرفعها وينزلها ويحركها..كأنها جزء منه، ولنهاية فقرته.. احنا واقفين بنتفرج عليه، رغم انه معانا على طول وشوفناه مليون مرة وهو بيلف تنورته.. لكن عمرنا ما ملينا من الفرجة عليه،
بعد حوالى ربع ساعة عصام خلص فقرته… والناس كانت منبهرة بيه اوى، الكل بيبصله بإعجاب.. وهو واقف فى نص الساحة غرقان فى عرقه.. بسبب المجهود الجبار اللى بيعمله، حيا الناس..وبعدها جه وقرب منى، وقاللى وهو بيتنفس بصعوبة:
_ يالا يامعلم، لم الحاجة بتاعتنا واتحاسب مع صاحب الفرح، عقبال ماادخل الحمام اغسل وشى بشوية مية، احسن العرق مغرقنى.
بصيت عليه وشوفت وشه المحمر من الحر والمجهود، قولتله وانا بحاول انى اهون عليه شوية:
_ ماشى ياعصام، خد وقتك، متقلقش احنا هنا.