يستيقظ قبل شروق الشمس، وهو يتسلل بهدوء من غرفته الواسعة في الفيلا الفاخرة. الحديقة الخلابة التي تحيط بالفيلا كانت تغطى بعباءة من الصمت. توجه مباشرة إلى النافذة الزجاجية الكبيرة التي تطل على الحديقة، وكأنه إطار لوحة فنية يلتقط آخر لحظات الليل وقف الياس، ووجهه إلى القبلة، وبدأ صلاة الفجر. بعد الانتهاء من الصلاة، جلس على ركبتيه ودعا الله بكل خضوع "اللهم ارزقني الزوجة الصالحة التي تكون لي سندًا وعونًا في هذه الحياة. اللهم اجعلني في أعلى مراتب الجنة، واجمعني بأهلي وأحبتي. اللهم احفظ بلادي، وبارك في شبابها. اللهم استر عوراتنا، واغفر لنا ذنوبنا. اللهم اجعلنا من الصالحين." بعد الدعاء، شعر براحة غامرة. وقف وتوجه إلى غرفة أخته ندى. طرق الباب بلطف، ثم انتظر. بعد لحظات، سمع صوتها الخافت وهي تستيقظ. "ندى، هل أنت مستيقظة؟" سأل الياس بصوت هادئ."نعم، يا أخي و ساوقظ يزن" ردت ندى تأكد من أن أخته استيقظت فلا يريد ازعاج والديه، ثم ترك الغرفة وتوجه إلى خزانة ملابسه واختار بدلة أنيقة. نظر إلى مرآته، وتأكد من أنه مستعد للذهاب إلى الجامعة. خرج الياس من الفيلا، وحمل معه حقيبة ظهره، وتوجه إلى سيارته الفارهة. كان الهواء منعشًا، والشمس بدأت تظهر من خلف الأشجار. شعر الياس بالحيوية والنشاط بدا في قيادة سيارته الفارهة، وفي المقعد الأمامي تجلس شقيقته ندى وفي المقعد الخلفي، يجلس شقيقه الصغير يزن، وهو يلعب بدمية دب كبيرة. "يا ندى، هل قرأتِ سورة الكهف هذا الأسبوع؟" سأل الياس وهو ينظر إلى المرآة. ابتسمت ندى وقالت: "نعم، يا أخي. لقد تعلمت الكثير من هذه السورة، خاصة قصة أهل الكهف."
"رائع! وما هي أبرز الدروس التي استخلصتيها من هذه القصة؟" "لقد تعلمت أن الله وحده القادر على إحياء الموتى، وأن الصبر على البلاء يؤدي إلى النجاة." أجابت ندى بثقة أشاد الياس بإجابتها، ثم التفت إلى يزن الذي كان يحدق به. "يا يزن، هل تعرف من هو النبي الذي كان يطلق عليه لقب الأمين؟" نظر يزن إلى الياس بعيون واسعة، ثم هز رأسه بالنفي. ضحك الياس وقال: "إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الناس يطلقون عليه هذا اللقب لأنه كان صادقاً وأميناً في كل أموره." "ولماذا كان الناس يحبونه؟" سأل يزن بصوت بريء "كان الناس يحبونه لأنه كان طيباً وكريمًا، وكان يعامل الجميع بعدل ومساواة." أجاب الياس أومأ يزن برأسه، وكأنه يفهم كل كلمة يقولها أخوه وصل الياس إلى مدرسة ندى، وأوصلها إلى البوابة، احتضنها وقال: "ادرسي جيداً." "إن شاء الله، يا أخي." قالت ندى وهي تبتسم ثم توجه الياس إلى روضة يزن، وأنزله من السيارة. حمل يزن دميته وودع أخاه بابتسامة عريضة بعد أن غادر الياس الروضة، توجه إلى الجامعة. كان يشعر بالسعادة لأنه تمكن من قضاء بعض الوقت مع أخويه، وتأكد من أنهما على الطريق الصحيح فهو بالكاد يرتاح و ما يساعده على استعادة نشاطه هو اكرم الكارمين صلاة الفجر....
عيناه تتابعان الشرائح المعروضة على السبورة. كانت المحاضرة عن علم الأنسجة، وهو أحد الفروع الهامة في علم الطب. كان الأستاذ الجامعي، وهو رجل في الخمسينات من عمره، يشرح بنبرة حماسية عن أنواع الأنسجة المختلفة ووظائفها في جسم الإنسان. "إذاً، أيها الطلاب، كما نرى، فإن الأنسجة العصبية هي المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية بين الدماغ والحبل الشوكي وبقية أجزاء الجسم. وهي تتكون من خلايا عصبية متخصصة تسمى النيورونات..." كان الياس يستمع باهتمام شديد، ويسجل الملاحظات الهامة في دفتره. بعد انتهاء الشرح، رفع يده وسأل: "أستاذ، هل يمكن أن تشرح لنا بالتفصيل آلية عمل الخلايا العصبية في حالة الإصابة بالزهايمر؟" أومأ الأستاذ برأسه بإعجاب، وقال: "سؤال جيد يا سيدي الياس. في مرض الزهايمر، يحدث تدهور تدريجي في الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة وتدهور الوظائف الإدراكية..." وبدأ الأستاذ بشرح تفصيلي عن المرض، مستعيناً بصور مجهرية للخلايا العصبية المتضررة. انبهر الطلاب بعمق معرفة الياس واهتمامه بالتفاصيل الدقيقة جلس الياس في ركن هادئ من القاعة، وفتح مصحفه. بدأ يقرأ آيات من سورة يس بصوت خاشع، وكان صوته يملأ المكان برنين جميل. توقف الطلاب عن الحديث، وانصتوا لصوته رغم ان معظمهم لا يفقه ما يتفوه به الا ان نعيم صوته اغرقهم في بحر الاستماع فوق وسامته الطاغية اقتربت فتاة جميلة ولكنها تضع الكثير من المكياج بعيد عن ما يفضحها و الذي يجب ان يكون ساترا لها ، من الياس. بدأت تتحدث معه، ولكن الياس لم يرفع عينيه عن المصحف. حاولت مرة أخرى، ولكن دون جدوى هو منغمس في قرانه و اذناه لا تسمع غير همسات تجويده صكت على اسنانها و تكاد تنفجر فهرولت من هناك و كل الفتيات تسخر منها.
.
.
اجتمعت العائلة على مائدة العشاء، والهمس والضحكات تملأ المكان. جلس الياس بين والديه وأخته ندى وشقيقه الصغير يزن. كانت الهام، والدة الياس، تضع اللمسات الأخيرة على المائدة، بينما كان محمد، والد الياس، يقرأ جريدة المساء.
بدأت ندى حديثها بحماس، "يا أماه، يا أبي، تعرفت اليوم في المدرسة على فتاة ذات عيون زرقاء تخطف العقل قبل القلب اسمها بتول ، وهي مسلمة متدينة مثلي تماماً. تدرس في نفس الصف!" ابتسمت الهام وقالت: "هذا أمر جيد يا ابنتي، صداقة الصالحات نعمة كبيرة." "ستاتي غدا لدراسة معي فنحن نريد معدل بكالوريا عالي" ألقى الياس نظرة سريعة على أخته، ثم عاد إلى طبقه. حاول أن يتجاهل وصفها المبالغ فيه للفتاة، فهو يعلم جيداً أن الإسلام نهى عن النظر إلى النساء الأجنبيات بشهوة نظر إليه محمد وقال: "يا بني، هل أنت مستمع إلينا؟" أجاب الياس: "نعم يا أبي، أنا أستمع." "أريد أن أطلب منك معروفاً، هل تستطيع الذهاب إلى اجتماع الشركة بدلاً مني غداً؟ أنا مشغول جداً في هذا اليوم." فكر الياس للحظة، ثم قال: "بالتأكيد يا أبي، سأذهب بدلاً منك."
نهض الياس وقبل رأس أمه وأبيه وأخته و خد يزن. قال: "لا تقلقوا، سأقوم بكل شيء على أكمل وجه." ابتسم محمد وقال: "جزاك الله خيراً يا بني." بعد العشاء، صعد الياس إلى غرفته وفتح المصحف. بدأ يقرأ آيات من سورة النساء، وتذكر الحديث الشريف الذي يقول: "وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم". قرر الياس أن يلتزم بتعاليم الإسلام، وأن يحافظ على قلبه من الوقوع في الفتن فهو في بلد مختلط و لكن من شدة خضوعه لربه و ايمانه اصبح النظر لنساء صعبا انه يتقزز من رفع راسه امام اي امراة رفع يديه ليقول ببسمة "اللهم إني أسألك الصبر والسلوان، والقوة على طاعتك، والنجاة من عذابك اللهم ثبت قلبي على طاعتك، وحفظ لساني عن زلته، وقوِّ بصري على غضه اللهم ارزقني قوة الإيمان، وثبات العزم، وصبراً جميلاً على ما ابتليت به اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، وقوِّ بصري على غضه عما حرمت اللهم اجعلني من الذين هديت بصرك عن المحارم، ورزقت قلبك طاعتك اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، وحفظني من فتنة النظر." وضع القران فوق الطاولة و سمح لجسده بالاسترخاء و الراحة
______________رايكم🎀❤
الياس🫠🫀
(رجل الاحلام😭)الادعية🫀
نلتقي قريبا
أنت تقرأ
هدية ربي || My Lord's gift
ChickLitقال الله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" كما قال: "وَمَنْ يَعْمَلْ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَي...