براءة

173 6 4
                                    



براءة فتاة الرابعة عشر عاماً مواليد مدينة غزة ..
كبرت وترعرعت في حجر والديها واي والدان كانا فلم ترى من حنان الدنيا وشفقتها الا هما ولم تنعم عيناها بسكون وامان الى في احضانهما شااءت الأقدار ان تفقد والدها
ان تفقد الشيء الكثير من ابتسامتها التي لاشت بسمة والدتها اخواتها واخوتها
وبدت الأيام تشد خناقها عليهم شيئاً فشيئاً حتى اخذت من التقاء قلوبهم وحديث افواههم مسافات ارتحال الى اماكن متباعده لأجل لقمة العيش
الا براءة بغيت مع والدتها التي تعاني الكبر ولا تستطيع ان تقوم بأغلب احتياجاتها
تهالك جسد .. وهموم قلب .. واوجاع تداريها ابتسامتها المصطنعه .. وشيب يغزو سواد الشعر
كانت تأخذ ابنتها الى مكان عملها لأنها لاتستطيع القيام بكل شيء وبراءة كانت تساعد امها بقلب طفلة طاهر لاترى فيما حولها الا جمال وصفاء
ودارت الايام وتبدلت الأحوال ارتحال طال .. وحياة تشد خناقها على المسكينتان
اكملت براءة الخامسة عشر عاماً وكانت لابد ان تعمل شيئاً يزيد من مقدار كسبها هي و والدتها
فالحياة اصبحت متطلباتها اكثر واكثر
حتى اتى اليوم الذي كان لابد ان يأتي ليغير فصول الحكاية
بعد ضغوطات تعرضت لها والدة براءة في ترك المنزل الذي تركه زوجها والدكان الصغير او ان تزوج ابنتها الصغيرة براءة لرجل في السابعة والثلاثون من عمره وكانت الام لاتعلم ماذا تفعل
حارت بها الامور .. ولا مغيث ولا معين
هل تتخلى عن منزلها وليس لها سواه ومن لبناتها الصغيرات نايا ابنة التاسعة ونور ابنة الثالثة واين سيكبرون ام تضحي بأبنتها براءة وتزوجها لمن لاتعرفه الا بــ عمو ..
اخذ عم براءة يحاول ان يجعلها توافق وهي لم تكن تدرك حقاً على ماذا ستوافق كذب عليها اخبرها بأشياء لن تحدث وامور تحبها حتى استمالها للموافقه
تزوجت براءة بدون حفل زفاف حتى مجرد اناس يبادلونها المباركات والتهاني وهي تبتسم ولم تكن تدرك حقاً ماذا وراء هذا الزواج
وكانت اصعب مما يكون عليها مرضت كثيراً واصبحت تهذي وتصرخ اثناء نومها ماذا اغتال براءة ايامها وسنينها
تعايشت براءة مع كونها اصبحت زوجة بمن هو عمو بالنسبه اليها ولم تكمل عامها الأول الا وهي حامل كانت تقاسي قسوة بنات زوجها وتتحمل حتى انجبت طفلتها الأولى لارا احبتها جداً تعلقت بها كثيراً كانت ترا في عيناها براءتها التي اغتالتها الايام
اكملت العامان وبدأت الايام تضيق خناقها حتى انفصلت براءة عن زوجها وتطلاقا .. اخذ والد لارا يضار براءة بأبنتها حتى يقيضها ولكن ما لبث الا ان اعادها لأنه لم يحتمل اكثر مما لديه من الابناء
وبعد مرور عام تقاربت ساعات اللقاء وتقصعت حبال الارتحال وعاد الغائبون مازن بيان وليليان ايليان محمد وعبدالملك اخوتها الذين جرفتهم السنين عن احضان الوطن ودفء الأم و اهات ما قاسته اختهم
عادو بعد غياب استمر ثلاثة اعوام براءة لم تعد سوا فتاة تدرف الحزن حسرات الى قلبها وابنتها التي اختصرت العالم في حضن والدتها
وام مريضة طريحة الفراش كانت كالصاعقة على رؤوس اخوتها المنزل لم يعد لهم فيه الا القليل دكان والدهم الصغير لم يعد لهم اختهم وابنتها ام والدتهم التي يحتضنها سرير باهت اللون
مرت الايام في تقبل متوالي من العائله على ما اصابهم من اقدار الله حتى اتى يوماً بهتت الوان الازهار ذبلت البسمة وتقطعت اسباب السعادة فحضن براءة الدافئ الذي تلجأ اليه لجاأ الى رب السما وغادرهم
منزل بلا لون ورائحة قهوة تفوح بلأرجاء صوت قرأن ونسائم باردة والكثير من البكاء والنحيب
مهما حدث فألايام لن توقف مكابحها لأجل من رحل ستستمر حتى وان ضاقت وان عسرت
كبرو كثيراً وقلوبهم تحمل الشيء الكثير من الحياة
عملو جاهدو كثيراً وعوضو مالم يعملوه في ثلاثة اعوام ومازالا طيفا والديهما نبراس الليالي العتماء
واملاً لليأس ذو رائحتة النتنه وانكساره بأعينهم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 19, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قاصرة الى العشرينياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن