عدت إلى المنزل بخطوات بطيئة، بعد تلك الليلة الغريبة التي قضتها على الشاطئ.
عندما وصلت إلى غرفتي، أغلقت الباب خلفي بصمت، واتجهت نحو سريري، مستلقية على الوسادة وعيوني مثبتة على السقف.
كانت تفاصيل لقائي به غامضه تتردد في ذهني كأنه حلم لم اتستيقظ منه بعد.
ظلت افكر في صوته، هدوئه، ونظرته التي كانت تحمل نوعًا من الأمان الغامض.
كيف يمكن لشخص غريب أن يظهر بهذه الطريقة؟
وكيف لي أن اشعر بتلك الراحة بجانبه؟
أحست وكأن هناك شيئًا خفيًا يربط بينى و بينه، شعورًا مألوفًا ولكنه غريب.
مرت الساعات و انا استعيد تفاصيل اللقاء مرارًا و تكرارًا، دون أن استطيع إغلاق عيني.
وفي كل مرة كنت اتساءل، هل كان هذا حقيقة أم مجرد خيال؟
هل سنلتقي مجددًا؟ كانت تلك الأفكار تملأمني بشعور من الحماس والفضول، لكنها أيضًا تثير بداخلي حيرةً وخوفًا من المجهول.
عندما بدأت الشمس تُشرق، أدركت أنني قضيت الليل بأكمله افكر فيه، ولا تزال مشاعري متضاربة بين الأمل والخوف.
أحست برغبة عارمة في العودة إلى الشاطئ، علّها تراه مرة أخرى، لكن شيئًا بداخلي همس لي بأن كل شيء سيتكشف في وقته.
لم استطع التوقف عن التفكير فيه طوال اليوم.
كانت تفاصيل لقائنا تطاردني، وبينما يقترب الليل، شعرت برغبة ملحة في العودة إلى الشاطئ.
كان في نفسها شيء يشدّها نحوه، شيء أقوى من مجرد فضول.
مع حلول الليل، تسللت بهدوء من منزلي، متجهة نحو البحر.
كانت الأمواج تتراقص بهدوء تحت ضوء القمر، وكأنها تنتظرني. جلست على الرمال، تطلعت إلى المياه على أمل أن يظهر مرة أخرى.
.
لم تكد تمر بضع دقائق حتى لاحظت حركة خفيفة في الماء، وشيئًا فشيئًا ظهر هو، وكأن البحر أطلق سراحه من أعماقه مجددًا.
اقترب منى ببطء، دون أن ينبس بكلمة، ولكن في عينيه بريق غامض يشع دفئًا وطمأنينة.
"لماذا عدتِ؟" سألني بصوت منخفض يحمل شيئًا من الحزن والاهتمام.
ترددت قبل أن اجيب، لم اعرف كيف افسر له الشعور الذي جذبها نحوه.
"لا أعرف... شعرت بأنني يجب أن أراك."
ابتسم برفق، وقال، "أحيانًا، البحر يحمل لنا ما نحتاج، حتى وإن لم نفهم السبب."
ثم أدار نظره نحو الأفق، وأردف، "هل تعلمين أن البحر يخفي بداخله أسرارًا لا يعرفها سوى من يتعمق فيه؟"
شعرت بأن كلماته تحمل معنى أكبر من مجرد حديث عابر. سألته، "هل أنت أحد تلك الأسرار؟"
ابتسم ولم يجب مباشرة، بل استدار نحو البحر، وقال وكأنه يتحدث لنفسه، "أحيانًا، نكون عالقين بين عالمين، نحاول الوصول، لكن لا أحد يرى حقيقة وجودنا."
نظرت إليه محاولة فهم كلماته، لكنني شعرت بأن هذا الحديث يحمل معنى غامضًا، وبدأت الأسئلة تتوالى في عقلي.
أرادت أن اسأله عن نفسه، عن مكانه، عن علاقته بها.
لكنه توقف للحظة، ثم نظر إليها بابتسامة غامضة، "كل شيء في وقته.
فقط لا تخافي من البحر."
ثم، وكما ظهر فجأة، اختفى وسط الأمواج مجددًا، تاركًا إياها في حيرة بين رهبة هذا العالم الجديد وشوق لاكتشاف المزيد.
يمكن. ده اطول بارت كتبته بين الاربعه بس فعلاً بيحكي عن حاجات كتيره
مش عارفه اقول ايه بس بتمني ان روايتي تعجبكم بكل بارت بنزله فيها و بس كدا بحبكم:(((((
![](https://img.wattpad.com/cover/383606656-288-k72653.jpg)
YOU ARE READING
ليالي القمر
Action"الحب ليس مستحيل لو كان الشخصان من عوالم مختلفه" يبدأ الأمر ب حبي أن آتي امام البحر و افرغ طاقتي و أبكي طوال الليل بسبب معامله أبي لدي و تعنيفه لي كنت اشعر من وانا طفله ان احدا معي و لكن لم آري اي حد حتي آتي هذا اليوم في منتصف الليل آشعر بالأمان مع...