الأيدي المرتجفة كانت تبحث بعجلة في صندوق الإسعافات الأولية. يد جايول كانت ممدودة فوق يد شيهو. الدم الأحمر المتدفق على تلك اليدين جعل الأفكار في رأسها تتبخر تمامًا.

كان صوتًا مفعمًا بالقلق. نبرة أكثر انفعالًا من المعتاد. تلك اللحظة التي صرخ فيها تشا جايول بجانب شيهو، وهو الذي لم يرفع صوته أبدًا، شعرت وكأن شظايا الزجاج المتناثرة على الأرض اخترقت قلبها.

لأن شيهو أصيبت.

حتى لو كان شخص آخر قد أصيب، لكانت استجابت بنفس الطريقة. لكن اللحظة التي تدخل فيها جايول، لم تستطع نسيان التعبير الذي ارتسم للحظات على وجه شيهو، وكأنها شعرت بالطمأنينة.

كلما ازداد وضوح ملامح وجهها المستريحة، كان قلبها يخفق بطريقة لا تفهمها.

ما هذا الشعور؟

توقفت الأيدي المرتبكة عن البحث، وسمع مجددًا صراخ جايول من الخارج.

"هاي يون، اعتني بشيهو قليلاً. سأذهب وأحضر الدواء."

ركض خارجًا دون أن يرتدي معطفًا، وكان ظهره يفيض بالعجلة. تقدمت هاي يون نحو شيهو التي كانت يداها ملطختين بالدماء، ممسكة بهما بقوة. رفعت شيهو رأسها المتعب، وكانت عيناها محمرتين.

"هل تريدين الذهاب إلى المستشفى؟"

"لا، ليس الأمر بهذا السوء. لقد تسببت في فوضى بلا داعٍ... كنت فقط أحاول التنظيف والمغادرة... آسفة يا هاي يون."

"لا بأس، يمكن أن يحدث ذلك."

يمكن أن يحدث ذلك. البشر يرتكبون الأخطاء.

نظرت هاي يون إلى شيهو مباشرة في عينيها. دون الحاجة إلى محاولة الفهم، كان واضحًا مدى الارتباك الذي شعرت به شيهو بسبب خطأها المفاجئ. وهذا ما جعل قلبها يزداد ألمًا وضيقًا.

ربما لأن عينيها المليئتين بالبراءة كانت تقولان كل شيء.

هل هذا ما يعنيه أن تتحمل؟

بعد كل هذه المشاعر المتضاربة، يا شيهو، ماذا يدور في بالك الآن؟

في خضم فوضى المشاعر، رفعت هاي يون يدها ببطء وربتت على رأس شيهو. ارتعشت كتفاها بمجرد أن شعرت باللمسة.

"هل يؤلمك هكذا؟"

لدرجة الارتعاش؟

"...لا."

لكنني غاضبة، غاضبة لدرجة أنني أرتعش.

يقولون إن الشخص يُظهر طبيعته الحقيقية وقت الأزمة. يبدو أن قلب تشا جايول كان دائمًا مع شيهو. لم تكن هاي يون تريد التأكد من ذلك بهذه الطريقة، لكن رؤيته يركض في الليل دون تفكير أعادها إلى الواقع.

الحب الذي تجاوز صلاحيته يصبح بلا قيمة على الإطلاق.

حاولت هاي يون تهدئة قلبها المرتجف بحركات لا معنى لها. كلما داعبت بلطف رأس شيهو، ازداد الصمت عمقًا. بدا وكأن شيهو كانت رهينة، بوجه شاحب وهواء ثقيل تخنقه. أخذت شيهو نفسًا عميقًا بالكاد، ثم تحدثت بصعوبة.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 19 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

اخخخ يا جمالك يا وسامتكWhere stories live. Discover now