معركة الأبطال

البداية الجديدة

الفصل الأول: البداية الجديدة

في مدينة صغيرة محاطة بالجبال المظلمة والغابات الكثيفة، حيث يختلط جمال الطبيعة بخطر الشياطين، كان يعيش شاب يُدعى جيوفاني، أو كما اعتاد الجميع أن ينادوه: جيو. في السابعة عشرة من عمره، كان جيو يتمتع بجسد قوي أشبه بالدرع، وضربة سيف لا يمكن تجاهل قوتها، لكنها تفتقد إلى السرعة والمرونة. هذه النقطة كانت دائمًا مصدر إحباط له، خاصة عندما يشارك في امتحانات "ساحة معركة الأبطال".

ورغم قوته البدنية، كان جيو يشعر أنه عالق في دور "المدرع"، وهو دور يحترمه الجميع لكنه بعيد عن أحلامه. لطالما أراد أن يكون "السفاح"، المقاتل السريع الحاسم الذي لا يُخطئ ضربته. حلمه كان أن يصبح مشهورًا، محاربًا يتحدث عنه الناس في كل مكان، لكنه كان يدرك أن هذا الطريق يحتاج إلى أكثر من القوة: يحتاج إلى تدريب، تخطيط، وإرادة لا تهتز.

في أحد الأيام المشمسة، بينما كان جيو يتمرن في ساحة التدريب القريبة من منزله، جلس على صخرة كبيرة، ينظر إلى سيفه الذي بدا وكأنه يعكس ضوء الشمس بابتسامة ساخرة. فكر في مستقبله، في الإمكانيات التي لم يحققها بعد. هنا اتخذ قراره: سيبدأ من جديد، وسيبحث عن فرصة لتحسين نفسه، مهما كانت البداية بسيطة.

أمام منزله كان هناك لوحة خشبية تحمل أسماء النوادي القتالية القريبة. عيناه توقفتا على اسم نادي "زوك". كان نادياً معروفاً ببساطته، ليس لديه أي ألقاب أو إنجازات تُذكر، لكن كان يضم لاعبين جيدين، بعضهم متوسط وبعضهم قوي بما يكفي لإحداث فرق.

"هذا مناسب لي"، قالها جيو بصوت منخفض، ثم ابتسم بحزم.

في اليوم التالي، توجه جيو إلى النادي. المكان كان بسيطاً، جدرانه مغطاة بملصقات قديمة لبطولات لم يُكملها النادي. في الزاوية كان هناك عدد من اللاعبين يتدربون بحماس، وأصوات السيوف المتقاطعة تملأ المكان. وقف جيو للحظة يراقب الأجواء قبل أن يقترب من المدرب، رجل كبير في السن يُدعى ماستر كارلو، كان شعره الرمادي وشكله الصارم يوحيان بأنه مر بتجارب كثيرة في حياته.

"أريد الانضمام إلى ناديكم"، قال جيو بثقة.

نظر إليه ماستر كارلو بعينين حادتين وكأنه يقرأ شخصيته من وقفته. "هل أنت مستعد لتحمل مسؤولية التدريب الجاد؟ نحن هنا لا نقدم وعوداً فارغة."

"أنا هنا لأصبح أقوى. أعلم أنني لست سريعًا، لكنني أملك القوة. أريد أن أتعلم كيف أوازن بينهما."

ابتسم كارلو قليلاً وقال: "أول خطوة جيدة هي الاعتراف بعيوبك. تعال، دعني أرى ما يمكنك فعله."

تم منح جيو فرصة لإثبات نفسه أمام بعض أعضاء النادي. المواجهة الأولى كانت ضد شاب يُدعى رينو، مقاتل سريع يتمتع بمرونة استثنائية. بدأ القتال، وكان واضحًا أن رينو يتفوق بسرعته، بينما كان جيو يحاول اللحاق به بضربات ثقيلة لكنها بطيئة.

في النهاية، استطاع رينو توجيه ضربة حاسمة لجيو، مما أدى إلى سقوطه على الأرض. كان الألم في جسده واضحًا، لكنه لم يتخل عن ابتسامته.

"بطيء جدًا، لكنك تملك قوة كافية لكسر درعي لو كنت أكثر سرعة"، قال رينو وهو يمد يده لجيو ليساعده على النهوض.

"لهذا أنا هنا"، قال جيو بثقة، بينما يمسك بيده.

منذ ذلك اليوم، بدأ جيو رحلة جديدة في نادي زوك. كان يستيقظ كل صباح مبكرًا، يتدرب بلا كلل، ويتعلم من رفاقه. لم يكن الطريق سهلاً، لكنه كان مصممًا على أن يجعل من بطء حركته نقطة قوة، وليس ضعفًا.

"الطريق إلى ساحة الأبطال طويل، لكنني سأصل"، كان يقولها لنفسه في كل مرة يتعثر فيها أو يخسر مواجهة.

وهكذا، بدأت رحلته ليصبح ليس فقط محاربًا قويًا، بل بطلاً يعرفه الجميع، يحمل اسمه بفخر على كل لسان.