WINGS OF THE NIGHT•

البارت الثاني - وميض من الماضي

جلس ماركو على الأريكة الجلدية الداكنة في الغرفة الجانبية التي كانت مليئة بالظلال. جدرانها المطلية باللون الرمادي كانت تشعره بالبرودة، لكن الأفكار التي تملأ رأسه كانت أكثر برودة من أي شيء آخر. أما ليديا، فقد جلست على الكرسي المقابل له، محدقة فيه بعينين مليئتين بالتصميم. تلك العيون لم تكن لامرأة عادية؛ كانت تحمل خلفها الكثير من الألم والتحدي.

"إذن؟" قال ماركو بهدوء، بعد لحظة من الصمت، "ما هي هذه المعلومات التي تظنين أنها ستغير كل شيء؟"

لم تتردد ليديا، وكأنها كانت مستعدة لهذه اللحظة طوال حياتها. "الأمر يبدأ قبل سنوات، حين كان والدي يحقق في عمليات غسيل الأموال التي قامت بها عائلتك. كان قريبًا جدًا من كشف الحقيقة عندما قُتل."

ماركو نظر إليها بتركيز، لكن عينيه لم تُظهرا أي تعبير. "وهذا ما جعل والدك يدخل في مشاكل مع المافيا؟"

"أكثر من مجرد مشاكل"، قالت ليديا وهي تحاول السيطرة على مشاعرها، "كان والدي يعمل على كشف معلومات تتعلق بوالدك وببعض الحلفاء الذين خانوه. كان يعرف أن هناك صراعًا داخليًا في عائلتكم، وأن والدك قد تم استهدافه من قبل بعض المقربين."

تراجع ماركو في مقعده، والظلام في الغرفة بدا وكأنه يزداد كثافة. "لماذا أصدقك؟ يمكن لأي شخص أن يأتي بقصة مشابهة."

نظرت ليديا في عينيه مباشرة، غير خائفة من قوة حضوره. "لأنني وجدت وثائق سرية محفوظة في مكتب والدي. كان يخفيها عن الجميع. وهذه الوثائق تكشف عن أسماء الأشخاص الذين قد يكون لهم يد في مقتل والدك. بينهم أناس تثق بهم، ماركو."

صمتت الغرفة للحظة، وكأن الهواء قد توقف عن الحركة. لم يكن من السهل على ماركو هضم هذه المعلومات. كان يعرف أن العائلة مليئة بالخونة، لكنه لم يكن يتوقع أن يكون أحدهم قريبًا منه لهذه الدرجة.

"أين هذه الوثائق؟" سأل ماركو بنبرة هادئة لكن تحتها قلق واضح.

ليديا ترددت للحظة، ثم قالت: "في مكان آمن. سأطلعك عليها، لكن بشرط."

ماركو ضاق عينيه بتركيز. "شرط؟"

أومأت ليديا بجدية، وقالت: "أريد مساعدتك في كشف من قتل والدي. إذا كنت تبحث عن الانتقام لوالدك، فأنا أبحث عن العدالة لوالدي. كلاهما قُتل بسبب نفس الأشخاص."

ابتسم ماركو بخفة، لكنها لم تكن ابتسامة فرح، بل ابتسامة تعكس السخرية والمرارة. "العدالة؟ في هذا العالم؟ لا يوجد شيء اسمه عدالة هنا، فقط انتقام."

ليديا لم ترتبك، بل أضافت بقوة: "إذن، دعنا نتعاون. الانتقام والعدالة قد يكونان وجهين لعملة واحدة."