المشهد الأول

0 0 0
                                    


11:31
________
22/11/2024

(15/7/20230)
في هذا اليوم من الشهر

كانت الغرفة مظلمة، الضوء الوحيد الذي يشرق من خلال النوافذ كان خافتًا، يكاد يُضيء الزوايا المهجورة. صافية جلست على سريرها، محنية رأسها نحو يديها التي كانت ترتجف. أصابعها كانت تتحسس سطح جلدها، وكأنها تبحث عن شيء غير مرئي. كان الجو هادئًا، لكن صافية شعرت بشيء آخر في الهواء، شيء ثقيل يجعل قلبها ينبض بسرعة.

كل شيء في الغرفة بدا طبيعيًا، لكن نظراتها كانت تنجذب نحو الثقب في الجدار. كان صغيرًا، ربما لا يتجاوز حجم حبة خرزة، لكنه كان موجودًا، وهو يكبر ببطء في ذهنها.

"أين جاء هذا؟" تساءلت بصوت منخفض، حتى أنها لم تلاحظ نفسها وهي تهمس.

فجأة، شعرت بشيء غريب في يديها. لم يكن فقط شعورًا عاديًا، بل كان كأن الجلد تحت أصابعها بدأ يتفتت، كما لو أن ثقوبًا صغيرة بدأت تظهر على سطح جسدها. صرخت صافية بصوت غير مسموع، وحاولت أن ترفع يديها عن جسدها، لكن الألم الذي شعرت به كان يجعلها غير قادرة على الحركة.

الصداع الذي بدأ يزحف في رأسها كان يزداد قوة. شعرت وكأن عروقها تتفجر في رأسها، وكلما حاولت التنفس بعمق، كانت الرؤية تصبح مشوشة، وكان الظلام يلتهمها من كل زاوية. الحكة كانت تنتقل بسرعة من ساقيها إلى ذراعيها، كما لو أن جسدها كان يتحول إلى سطح مليء بالثقوب الصغيرة.

صافية سحبت يديها إلى وجهها، أغلقت عينيها بشدة، لكن ذلك لم يساعد. الثقوب كانت هناك، في كل مكان. في جسدها، في الجدران، في الهواء المحيط بها.

"لا... لا..." همست وهي تقاوم الرغبة في أن تُغمض عينيها بالكامل. لكنها كانت تعلم أن هذه الثقوب، مهما حاولت إغلاق عينيها أو تجاهلها، ستظل تلاحقها. كانت تفكر في شيء واحد فقط: كيف تتخلص من هذه الثقوب؟ كيف يمكنها أن تشعر بالأمان مرة أخرى؟

ثم، في لحظة، شعرت بشيء غريب تحت جلدها، كأن هناك شيء يتحرك. مخلوق صغير، أم أن عقلها بدأ يخلق هذا كله؟ هل هو مرض نفسي، أم أن هناك شيء في جسدها يستجيب لهذا الرعب؟

صافية جثت على ركبتيها، محاولةً أن تجد إجابة. لكن الثقوب كانت هناك، تزداد كلما بحثت عنها. لم تستطع الهروب منها.








انتهى البارت:

رأيكم في البارت ✨
اكتر جملة حبيتوها ✨
تفكرو ايه الي بيحصل لصافية ✨

"ثًقُبً" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن