jikook ~ Hearts Among the Dead ♡

فضفضة.....

"الوحدة تقتل ببطء، ليس فقط لأنها غياب الآخرين، بل لأنها غياب الاهتمام، غياب الأمان. عندما يبتعد الناس فجأة، دون أي سبب، تشعر وكأنك كنت تعيش كذبة. كنت تظنهم قريبين، وتكتشف أنهم كانوا بعيدين طوال الوقت. الوحدة ليست مجرد شعور، إنها فراغ يبتلعك، يجعلك تسمع صدى أفكارك، فيوجعك أكثر من أي صوت آخر.

الألم أصبح جزءاً مني، يسري في عروقي كأنه جزء من دمي. المرض يأخذ مني كل شيء، يأخذ قوتي، يأخذ طاقتي، حتى الابتسامة صارت ثقيلة، كأنها عبء لا أقدر على حمله. الضغط والقلق لا يرحمان، أفكار سوداء تدور في رأسي كدوامة، وأنا واقف في المنتصف، لا أملك مهرباً.

أما الاكتئاب، فهو أعمق من مجرد حزن. إنه ظلام يغمر كل شيء. تفتح عينيك فتجد نفسك محاصراً، غارقاً في بحر من مشاعر لا اسم لها. الأشياء التي كنت تحبها فقدت معناها، والناس الذين كنت تعتمد عليهم تخلو عنك. كل لحظة تمر عليك ثقيلة، كل نفس تأخذه يبدو كمجهود فوق طاقتك.

تحاول أن تقاوم، تحاول أن تقول لنفسك: 'ربما يتغير شيء، ربما يكون الغد أفضل.' لكن الحقيقة؟ حتى الأمل بات شيئاً تخاف منه، لأن كل مرة تتمسك به، تصدمك الخيبة من جديد. الوحدة، الألم، المرض، الضغط، الاكتئاب... كلها وحوش تعيش داخلي، وأنا أقاتلها وحدي، لكن أحياناً أشعر أنني على وشك الاستسلام... ومع ذلك، أكمل. لأنني، رغم كل شيء، أريد أن أعيش، أريد أن أجد معنى وسط هذا الظلام."

"فقدان جدي كان كالسكين الذي مزق قلبي كان عمري 6 سنوات لم ترحمني الحياة ، رغم أنني أدرك تمامًا أنه لم يكن إنسانًا مثاليًا، بل كان قاسيًا في أفعاله، وسيئًا في كثير من تصرفاته. الناس الذين يتحدثون عنه بسوء الآن يقولون الحقيقة، وأنا لا أستطيع إنكار ذلك. لكنه، رغم كل شيء، كان يحبني بطريقته الخاصة، وأنا أحببته بالرغم من عيوبه.

لا يعني حبي له أنني أتغاضى عن أخطائه أو أدافع عنها، لكنني رأيت فيه جانبًا لم يره الآخرون. رأيت لحظات ضعفه، وأوقات حنانه النادر الذي كان يخفيه خلف قسوته. ربما كان شديدًا، وربما تسبب في أذى للآخرين، لكنني أحتفظ بالذكريات التي جمعتني به، اللحظات التي شعرت فيها بحبه لي، حتى وإن لم يكن يعبر عنه بالطريقة التي تمنيتها.

أنا لا أبرر أفعاله، ولا أحاول أن أصنع صورة مثالية له. أعلم أنه لم يكن شخصًا جيدًا في عيون الكثيرين، وربما حتى في عيني أحيانًا. لكن الحب لا يخضع دائمًا للمنطق. أحبه بكل ما كان عليه، بخيره وشره، لأن ذكراه جزء من حياتي، جزء مني. قد لا يكون مثاليًا، لكنه سيبقى جدي، وستبقى مكانته في قلبي مختلفة، مهما كان ما يقوله الآخرون."

ولا استطيع نسيان كيف كان يصارع الموت امامي في الساعة 2 او 3 فجرا في شهر رمضان.
لقد كانت الكهرباء مطفئة والظلام سيد المكان واصوات عائلتي والجيران المضطربة التي تتصل بالاسعاف لا انساها ولا انسى كيف اخذتني والدتي وادخلتني غرفتها المظلمة في الواقع كنت انام بحضن جدي وفزعت عندما كان يصرخ ويتلوى من الالم.