³-"مفقود "

6 2 0
                                    

" القسم الثاني "

الساعة 2:54 صباحا ...القسم الولائي ..

في أروقة قسم الشرطة كان الرواق الطويل مضاءً بأضواء نيون بيضاء باردة انعكست على الأرضية النظيفة وأضفت على الجو إحساسًا بالصرامة و قد ظهر ماكس من نهاية الرواق خطواته ثابتة مع كتفاه العريضتان تتحركان بانتظام كأنهما تحملان العالم عليهما جسده الفارع وهيئته المهيبة جعلته يبدو وكأنه جزء من المكان نفسه رمزًا للانضباط والهيبة بِزيه الرسمي الذي بدا وكأنه صُنع خصيصًا له قميص أزرق داكن مشدود على صدره وسروال مكوي بإتقان وحذاء جلدي يلمع بانعكاس الضوء.

كاثرين التي وقفت عند المدخل ما إن رأته حتى بدأت تتحرك نحوه بخطوات متسارعة كان القلق بادياً على وجهها حاجباها معقودان، وعيناها البنيتان تحملان مزيجًا من التوتر والتساؤل و عندما اقتربت منه، رفعت يدها قليلاً وكأنها تستعد لسؤاله صوتها خرج مضطربًا.
"ماكس ، ماذا يحدث ؟ لماذا طلبتني بهذه الطريقة ؟ هل كل شيء بخير ؟"
اقترب منها المدعو ماكس وبنظرة واحدة منها إلى عينيه تلك العينين العميقتين التي بدت وكأنهما تطمئنانها أكثر من أي كلمات ، شعرت بشيء من الراحة يتسلل إلى داخلها رفع يده ووضعها برفق على كتفها ثم انحنى قليلًا ليطبع قبلة على جبينها يقول بصوت هادئ لكنه يحمل ثقة قاطعة"كل شيء بخير، جميلتي. لا داعي لكل هذا القلق."
لكن اللحظة لم تدم طويلًا حيث سحب انتباهه فجأة شيء خلف كاثرين رفع نظره قليلًا ليرى كارلا تقف هناك ، مسندة ظهرها على الحائط ذراعاها معقودتان وعيناها تنظران إليه بحدة من زاوية غير ودية.
بتنورتها القصيرة جدًا وبلوزة كاشفة لم تبدُ مناسبة لأي شيء سوى حفل صاخب . نظر إليها ماكس للحظة ثم تفحص ملابسها من الأعلى إلى الأسفل بنظرة لم تخفِ استياءه أشار إليها بإصبعه بطريقة صارمة يقول بنبرة جافة"هل تدركين أنكِ في قسم شرطة ، كارلا ؟ هذا ليس ملهى لتأتين بملابس قصيرة كهذه ."
كارلا، التي كانت دائمًا سريعة الردود ضيقت عينيها، ورفعت ذقنها بتحدٍ واضح و قالت بلهجة ساخرة "وما شأنك بي يا حضرة الضابط؟ هل أصبح القسم ملكك أو ملك والدك ؟"
لم تكتفِ بذلك بل أمسكت بحواف تنورتها القصيرة وسحبتها للأعلى قليلًا كاشفة عن جزء أكبر من فخذيها و القليل من ملابسها الداخلية نظرتها مليئة بالتحدي وهي تردف "هكذا ؟ هل يكفي لك الآن أم أرفعها أكثر؟"
تصلبت ملامح ماكس وبدأ يفتح فمه للرد ، لكن كاثرين التي كانت تقف بينهما رفعت يدها فجأة بإشارة هادئة حازمة، وكأنها تطلب منهما التوقف فورًا قالت بصوت هادئ لكنه مفعم بالرجاء "ماكس ، كارلا... رجاءً، هذا ليس وقت الشجار ."

كان صمت قصير قد عم المكان لكن التوتر بين الثلاثة ظل معلقًا في الهواء مشحونًا ماكس أخذ نفسًا عميقًا ثم أدار وجهه بعيدًا عن كارلا، وكأنه اختار أن ينهي الجدال قبل أن يبدأ بينما كارلا اكتفت بهز كتفيها في لا مبالاة وهي تتمتم بشيء غير مسموع.

حِـيْن تَنطَفِئِ الـشُمُوْع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن