شياطين تحت السطح

2 0 0
                                    


شقه 12 حي الثمانيات أمور غريبة ما تتصدقش. حصلت في الشقة دي أغرب الحكايات هو أن أربع أسر الزوج فجأة يهيج بدون أي أسباب ويقتل كل أفراد أسرته وينتحر الأربعة. حصل معاهم نفس التفاصيل حتى الأماكن اللي بيتلاقوا فيها وهم ميتين، طريقة الضرب، وطريقة الذبح، وطريقة القتل في تطابق غريب وملفت. بس دي مش كل حاجة عن الشقة دي لأنها فيها كمان أصوات خناق بتطلع زي ما يكون في حد بيتخانق بصوت عالي مع مراته. وده بيحصل بس لما الشقة تكون مش مسكونة. أما بقى الناس اللي سكنوا الشقة فقالوا كلام غريب جدا قبل ما يتلاقوا ميتين. الشقة بيجي لها أكتر من زبون، ما فيش غير أربعة هم اللي حسوا براحة غريبة في الشقة واصروا إنهم ياخدوها رغم اللي هم سامعين عنها. وكان إصرار غريب جدا ومش مفهوم ومالوش أي تبرير لدرجة أن الزوج والزوجة بيبقوا كأنهم تحت تأثير سحر ويمدوا عقد الشقة ويفضلوا تقريبًا شهرين وهم بيحكوا للي حواليهم عن إن الشقة دي نعمة وتحفة وفيها كل المميزات اللي هم كانوا بيدوروا عليها. بس بعدين بيبدأوا يقولوا إن في تهديدات بتجي لهم وإن في حد بيارم وإن في حاجة غريبة. الموضوع اتكرر بنفس التفاصيل مع الأربع أسر ونفس يوم النهاية يوم 13. تاريخ الأربع حوادث علامات استفهام كتير ولغز محير في حكاية الشقة دي. وتعالوا أحكي لكم القصة من البداية، وعشان تعرفوا اللي ورا الشقة دي هنشوف بنت صغيرة اسمها عزيزة. فهمت البنت من صغرها إزاي تروض الوحوش وعرفت سر أنوثتها وضعف الراجل لما شافت أبوها الصعيدي العصبي والعنيف وهو ضعيف قدام اغراء أمها اللي ما كانتش تمتلك من الجمال كتير لكن كانت محترفة في فنون الإغواء والإثارة. الست اللي كانت بلمسات ونظرات بتخلي جوزها من بركان هايج لآخر بيت يلف، فان صعب أن يفهموا أي حد. لكن سماح لقيته الطريق الوحيد عشان تحافظ بيه على حياتها مع الراجل العنيف والعصبي والصعب جدا في طباعه وصعب المزاج واللي ما كانش سهل أبدًا إرضاؤه. فهمت سماح أم عزيزة.

من البداية، إنها لو ما قدرتش تمتلك سلاح قوي قدام الزوج الأشبه بتور هايج هتكون ضحية صامتة متألمة طول حياتها. فقررت تكون هي السجان لِسجانها زي أي سجين محكوم عليه بالسجن في حياة فقد فيها حريته. فدور على وسائل للتأقلم بيها. وهي عملت كده مع فتحي جوزها وأبو عزيزة. واسمحوا لي أقول لكم حاجة صغيرة قوي عن عزيزة بس وهي كبيرة. كانت في عربية في شارع ضلمه وهادي، فضلت تبص بعينيها للراجل اللي قاعد جنبها بطريقة فعلاً مش طبيعية. أدرت تهزر معاه وتضحك بمياسه وابتدت تقول تلميحات جنسية صريحة وواضحة. ابتدى الراجل يحاول يقرب منها وهي ابتدت تلمسه في مناطق خاصة وبطريقة مميزة جدًا. بعد ما حست إن الراجل وصل لإثارته فجأة وبدون مقدمات قالت له: "كفاية، احنا مش هنكمل". وهو مش قادر يتحكم في نفسه لأنه فعلاً وصل لمرحلة صعبة حاول إنه يكمل لكن بكل أسى راحت ضربته وهي بتقول له: "أنت حيوان، قلت لك كفاية مش هنكمل". الراجل اتصدم وهو بيقول لها: "أنا تعبان". ضحكت وهي بتقول له: "وده شيء ما يخصنيش. دي حاجة تخصك أنت. وعامة لازم تعرف إنك معايا هتتعب ومش هريحك أبدًا". وضحكت لكن ضحكتها كان واضح جدًا فيها الاستمتاع بتعذيبه وبهانه وبذله. هو ما كانش قادر يفصل من شهوته، ابتد يبص لها برغبة، لكنها كانت بكل برود بتقول له: "أهو أنت كده زي الحيوان ما تعرفش تتحكم في غريزتك. شعَّلتك وانت مش هتبقى على بعضك، لكن أنا مش هريحك. وأوعى تتخيل أنك في يوم هتقدر تبعد عني أو تسيبني لأن أنا اللي بيقرب مني بيمني أنا ست الكل. مفيش ست في الدنيا تقدر تعمل ولا توصل اللي أنا بوصلك ليه ولا اللي أنا بعمله معاك". وهو قال بعصبية: "أنت ما تحبنيش". ضحكت وهي بتقول له: "لا خالص أنا بحبك". وبعد لحظة لقيها بتقول له: "أو يمكن أكون ما بحبكش. أنت عارف أن أنا حواليَّ رجالة كتير جدًا يتمنوا إنهم يكونوا معايا ويتمنوا أن أنا أطلب منهم أي حاجة. أيت لي إنك ممكن تكون حابب تشوف بعينيك". وبصت له بطريقة عنيفة وهي بتقول له: "أوعى تتكلم معايا بالنبرة اللي اتكلمت معايا بيها دي تاني". ونزلت من العربية، وهو نزل وراها وفضل يتحايل عليها إنها تسامحه وإنها ما تزعلش منه. كان بيتحايل زي طفل صغير مع إنه راجل. مالهو هدومه ومحترم. يوه نسيت أقول لكم أنا مين؟ أنا دكتور طارق عبد الله، طبيب شرعي، واحد من اللي دمرت حياتهم عزيزة. استنوا بس ما تفهموني غلط. أنا حكايتي ابتدت مع عزيزة تقريبًا من 12 سنة لما جت لي أول جثة كانت للمعلم صابر الوحش الجزار، مضروب بالسطور في دماغه للدرجة اللي هشمت عظام الجمجمة بطريقة فيها غل مش طبيعية. نسيت أقول لكم إن أنا بسمع في غرفة التشريح أصوات الموتى وبكلم معاهم وأحيانًا بيورونكس يقدر يوصله منه رسائل للعالم بتاعنا قبل ما ينطلقوا لعالم الأرواح. وشفت المعلم صابر وهو في قمة فحولته. كان راجل فتوة، كل الشارع بتاعه ده، كل المنطقة بتخاف منه. راجل له كلمة وهيبة ومش أي حد كان متجوز ثلاثة في نفس الوقت ومطلق قبل كده. ستة. راجل مش عادي، بسم الله ما شاء الله عليه. استغربت إنه وراني كل ده. ما كنتش فاهم هو عايز يقول لي إيه لحد ما شفته وهو بيتجوز بنت صبية عندها 26 سنة. وهو تقريبًا في الوقت ده كان 52 سنة، يعني ضعف عمرها، بس كانت البنت دي نظرتها مش عادية. شفت المعلم صابر وهو معاها على السرير. كنت معاهم في أوضة النوم وشايف كل حاجة. حسيت إن الأوضة هتتهدم، لكن البنت كل جبروت بعد ما المعلم صابر انتحر في علاقته معاها، لقيتها بتقول له: "هو ده أخرك إيه يا معلم؟ أنا كنت فاكرَك تقدر على أكتر من كده". وش المعلم اتغير في حاجة، اتكسرت جواها، بس هي ابتدت تطبطب عليه وتحاول تغويه تاني. والمعلم كان تفكيره كله في إزاي مستحيل ومش قادر يصدق. كان متلخبط. دي أول مرة يعمل كل المجهود ده. مش بس الست اللي معاه تستحمله، لا. دي كمان تقول له إن كل المجهود ده مش كفاية. كان فعلاً الموضوع ملفت. وشفته وهو قاعد لوحده وكان هيتجنن. وشفت في الوقت ده مراته وهي بتاخد حقنة بنج موضعي عشان ما تحسش بحاجة. هنا فهمت إن في حاجة غلط. البنت دي كان قصدها إنها تكسر المعلم صابر وليها هدف من الحكاية دي. عايزة تحسسه إن ولا حاجة. وتكسر اعتزازه برجولته. لقيت المعلم صابر بيقوم وبيمسك من يدي ودخلنا أنا وهو الصالة. كان واقف هو وهي وهي بتقول له: "أعمل إيه يا معلم؟ الرجالة كلها عينيهم تدب فيها رصاصة. أنت عارف أن جسمي ما فيش راجل يقدر يقاومه. إيه؟ تقتل رجالة الشارع كله؟ وأنا نازلة عشان أنت ما تغيرش؟ ولا أعمل إيه؟ ما هم معذورين برضه؟". وهي بتقول الكلام ده كانت بتدلع عليه بطريقة مغرية جدًا. واللي كان مخلي المعلم هيتجنن، إزاي هي شايفاه إن هو ضعيف وفي نفس الوقت هي اللي بتسعى كل مرة إن هتبدا العلاقة الجنسية معاه، وإزاي في نفس الوقت هي اللي بتحكي له عن نظرات الرجالة ليها. ودائمًا بتستاه إنها تخليه يشوف مواقف ما يقدرش يتكلم فيها. آخر مرة كانت بطنها وجعها. قعدت تصرخ وطلبت منه إنه يوديها المستشفى. بس لما راحت أصرت إنها تكشف عند دكتور، وكانت مستقصدة إنها تلبس عباية من غير بنطلون عشان لما ترفع العباية أغلب جسمها يبقى باين قدام الدكتور المعلم أول ما شاف كده ابتدى زنهر وكان متضايق قالت له يوه يا معلم حتى وأنا تعبانه ههون عليك تسيبني أموت وابتدت تدلع عليه قال لها طيب غطي رجليكي بالملايه وفعلا فرش الملايه قبل ما الدكتور يدخل ورا برافان عشان يكشف عليها لكن هي قدام عينين المعلم كانت بتقصد إنها تتحرك عشان الملايه تنزل وهي مركزة جدا على نظرات المعلم وغيظه وغضبه وده مش موقف واحد دي عملت كده كتير وباحترافية احترافية شديدة وشفتها وهي بتروح لدكتور نفسي ما كنتش شايف ملامحه لكن شفت العياده سمعتهم وهم بيتكلموا الدكتور ده هو اللي كان بيديها الحيل النفسية اللي تقدر تسيطر بيها على المعلم صابر الدكتور ده متفق معاه على كل حاجة عشان يسرقوا الأربعة أبراج بتوع المعلم صابر والدكتور هو اللي مخطط لكل حاجة لكن شفت عزيزه وهي بتبص له كده نظرة غريبة ومش مريحة غير إنها بتحاول تمثل على الدكتور إنها بريئة وإنها واقعة في حبه وغرامه مع إن عينيها مش بتقول كده خالص ولقيتها بتمارس بطريقة طبيعية جدا كانها ست عادية الجنس مع الدكتور وبتحاول تخليه يشوفها ست عاشقة كنت حاسس بصراع الدكتور اللي مش قادر يصدقها وفي نفس الوقت مش قادر يكذبها لأن مافيش ست بتتعامل كده إلا لو كانت عاشقة فعلا الموضوع كان غريب بالنسبة لي كنت مصدوم إن حكايه مع صابر واللي حصل له وكنت مستغرب أكتر هو ليه بيحاول يوصل لي الرسائل دي الموضوع مش سهل إن أنا أفهمه الحكاية فيها لغز كبير أنا كل اللي عارفه إن المعلم صابر اللي قتله واحد من صبيانه وقتله بالسطور والولد اتقبض عليه يعني الموضوع روتيني بحت لأن القاتل مقبوض عليه أصلا إيه الرسالة اللي بيحاول يوصلها وإيه علاقة مراته بقت له وإيه علاقة الدكتور ده كمان ما كنتش فاهم حاجة بس الجثة ما قالتش أي حاجة تانية والروح اختفت وما ظهر ليش فضل يومين أقعد معاه لكن روحه مش بتيجي وجثته مش بتتكلم معايا ما فيش أي حاجة طبية أقدر أوصل لها كنت هتجنن كنت بقعد معاه طول الليل لحد ما اتفاجئت بالقصة رقم اثنين جثة الدكتور عادل وفيق دكتور الأمراض النفسية والعصبية لو مقتول في عيادته اتضرب بالرصاص اتضرب عليه تسع طلقات جه منهم أربعة في أماكن متفرقة في الجسم المسدس كان من مسافة قريبة جدا والقاتل اتقبض عليه بسهولة وكان واحدة ست ما كانش معروف في البداية إيه هي الدوافع الجريمة لكن هي اعترفت بارتكابها الجريمة وهي أصلا اتقبض عليها متلبسة وأول ما جت ودخلت معاه غرفة التشريح شفته واقف قدامي بس شفته عريان زي ما ولدته أمه وشفته وهو بيعمل علاقة مع الست اللي قتلته وبعدين بيقول لها إحنا لازم نخلص من جوزك في أقرب فرصة عشان كفاية كده وتوريس أنت وفهمت من اللي دار إنه كان بيخطط لقتل جوز الست دي هي كمان وخدت بالي إنه في كاميرا كانت مستخبية بس مش أنا لوحدي اللي أخدت بالي لأن الست هي كمان عينيها وقعت عليها وفضلت مركزة لثواني كده وبعدين تظاهرت إنها ماشفتهاش أساسا وكملت اللي بتعمله عادي جدا بعد ما خلصت لقيتها بتقوم وبتقول له إنها رايحة الحمام بس هي ما راحتش الحمام دي دخلت الصالة فتحت اللاب توب بتاعه ولقت ملفات مكتوب عليها ملفات خاصة ولقت جوه فلترات مكتوب عليها أسماء بنات ولقت اسمها من ضمنهم فتحت ولقت نفسها متصورة في كل علاقة جنسية عملتها مع الدكتور وفتحت الملفات الثانية بسرعة جدا وشافت نفس الكلام وعرفت إن الدكتور [__] بيخلي البنات تتجوز رجالة معينة وبيعلم إزاي يخلوهم خواتم في صوابعهم عن طريق ألاعيب نفسية وبعدين الدكتور بيدبر وسيلة لقتل الزوج الضحية وبكده الزوجة تورث كل حاجة ولأن هي مضحوك عليها من الدكتور وسرها معاه وفضايحها معاه فبتطر إنها تقسم معاه في الورث وطبعا الدكتور بيبقى مرتب كويس جدا مين الشخص اللي هيلبس القضية وتخلص منه هو كمان وما يحسش لثواني إنه كان مغفل زي بالظبط الصبي بتاع المعلم صابر أيوه الدكتور هو اللي مرتب أساسا طريقة قتل المعلم صابر لكن شفت حاجة غريبة شفت خناقة ما بين الدكتور وما بين عزيزه وهو بيهددها إنه هيكشف كل حاجة وإنه مش هيسيبها تتمتع بمليم واحد من ثروة المعلم صابر في اللحظة دي عزيزه اختفت شفت الدكتور وهو قاعد في الصالة وهو بيفكر يا ترى يا عزيزه هتعملي إيه وبعدها تقريبا ما فيش خمس دقايق وجت البنت اللي قتلته ده كان بعد موت المعلم صابر بحاجة بسيطة تقريبا مان ساعات وبعدين الدكتور اتقتل الست دي أنا عرفت الدافع للقتل هو الفيديوهات لكن إيه اللي خلاها تتعامل عادي لما شافت الكاميرا الموضوع ده في حاجة غلط في شيء مريب ومش مفهوم الست دي وهي بتمارس مع الدكتور الجنس كانت عارفة إن في كاميرا ما اتفاجئ دي كانت بتتاكد ومرت على ست سنين الدكتور ومعلم صابر ملازمني كل شوية يطلع طبعا أنا كتبت في التقرير بتاعي اللي أنا شفته لا مش اللي أنا حكيته لكم اللي أنا شفته علميا من الجثث إنه فعلا اعترافات الجناة تطابق التشريح وبكده هم فعلا اللي عملوا الجرائم دي وما كانش عندي أي كلام أقوله تاني ست سنين كاملة بشوف مشاهد مختلفة من حياة المعلم صابر ومن حياة الدكتور مش فاهم هم ليه مش راضيين يسيبوني، أنا عارف أن في حاجة بخصوص عزيزة، لكن ما كنتش عارف إيه هي وحصلت المفاجأة اللي أنا ما كنتش متوقعها. بعد الست سنين جت لي جثة عزيزة، أيوه، جثة عزيزة كانت آخر شيء أفكر أن ممكن يجي، وقفت قدامي، كانت ست بدماغ شيطان، ساحرة في طرق الإغواء والإثارة، لكن هي مش جميلة أساساً، بس عليها طرق فعلاً ساحرة. استغربت، هي ليه اتقتلت؟ وخصوصاً أني عرفت كمان أن اللي قتلها كان جوزها، رجل الأعمال اللي كان متجوز الست اللي قتلت الدكتور. أيوه، واللي بالمناسبة كان اسمها مرفد شوقي. واللي عرفته أن الراجل ده اللي كان اسمه عاصم مدبولي اتجوز عزيزة تقريباً بعد ما مراته اتقبض عليها بسنة، وكانوا الاثنين في علاقة غرامية وكانت التجارة بتكبر بيهم لأنهم عملوا تجارة مشتركة ما بينهم. والأمور كانت ماشية زي الفل، علاقات عاصم برضه كانت مسهلة لعزيزة حاجات كتير. أصر عاصم أنه ما يعترف بدافع القتل، ولا كان ظاهر، ما كانش مفهوم هو ليه قتلها، لكن أنا شفتها معاه، كان وضع غريب، ماعده على الكنبة فاتح له القميص، بتحرك أطراف صابعها على جلد صدره، بتبص له بنظرات إغراء رهيبة وهي بتحرك شفايفها جنب شفايفه، كل ما بيقرب شفايفه بتبعد، هي وفجأة بتقوم، بيحاول يقوم وراها لأنه بيبقى مش قادر جداً، لكنها بتقول له بصيغة حادة، "أنا دلوقتي نازلة"، بيقول لها يعني ماينفعش تقعدي شوية، بترد وبتقول له لا مش هقعد، وفعلاً بتمشي وبتمشي قدامه بطريقة مغرية وملفتة، بس بعد ما اختفت كان واضح عليه جداً أنه بيمثل وأن الحالة اللي حاول يبينها لها ما كانتش حقيقية، وواضح جداً أنه كان فاهمها وفاهم هي بتحاول تعمل إيه بالضبط، وبيحاول يوصل لها أنها قدرت تعمل كده. كنت مستغرب، إيه العالم الغريب اللي أنا فيه ده؟ إيه اللي أنا شايفه ده؟ ولقيت عزيزة قدامي، بس المرة دي في قاعة التشريح. جسمها متوسط الجمال، ما كانش عندها ملامح أنوثة، لكن كان عندها تصرفات أنثوية رهيبة، دي الحقيقة. تشريح الجثة أثبت حاجات كتير وحاجات غريبة. تعاطي عزيزة كميات كبيرة من المخدرات للمنطقة السفلية، اللي وصل الموضوع لموت كل النهايات العصبية. بمعنى أدق، عزيزة ما كانش عندها أعضاء تناسلية تحس فيها بالشهوة، إحنا بنتكلم على إنسان كان عايش ميت، عزيزة ما كانتش بني آدم أصلاً، وده اللي خلاها تبقى قادرة تتحكم في نفسها بالدرجة دي وتبقى الشهوة بالنسبة لها مجرد "لا"، لأن هي ما بتحسش أساساً، غير أنها اكتشفت أنها بتاخد هرمونات زي الاستروبل والدوبامين في صورتهم النقية، مش في صورة مواد بترفع أو بتكبر المخ إن يفرز الهرمونات دي. الحالة دي كانت عارفة كويس جداً هي بتعمل إيه، عزيزة كانت شيطان في جسم ست، بس قتلها ليه؟ هل إنه شك فيها؟ تعب منها؟ ما كنتش فاهم. بس تخيلوا، غرفة التشريح وفيها أرواح الثلاثة. حقيقي كان الموضوع لا يحتمل، مجرد دخول الغرفة كنت بحس نفسي مخنوق، حضورهم الثلاثة مع بعض كان بيخلي روحي جوه ضلمة شديدة جداً، ودخلوني في اكتئاب لمدة أكتر من شهر ونص. مشاعر صعبة وغامقة قوي، عايز أصرخ لكن مش قادر، حاسس أني عاجز، أصواتهم الثلاثة كانت في دماغي طول الوقت. لحد ما أخيرًا عزيزة قررت تكشف السر، واللي كان أن عاصم وميرفت هم المفتاح اللي حصل لها. البداية لما حبت عزيزة تخلص من الدكتور، راحت قالت لميرفت إن الدكتور بيصور كل حاجة حصلت وبتحصل ما بينهم وإنها عارفاها، وإن الدكتور ده مش طبيعي ومجند بنات ثاني. ميرفت راحت تتأكد ولما اتأكدت، خدت القرار أنها لازم تقتله، وفعلاً عملت كده، وأخفت الدافع وراء ذلك، لأن اللاب توب اللي كان عليه كل حاجة اختفى تماماً، والكاميرات اللي كانت مزروعة في الأوضة ما بقاش ليها أي وجود، وده كله كان من تدبير ميرفت. آخر حاجة قالتها ميرفت لجوزها أنها فعلاً قتلت الراجل ده لكن لسبب ماحدش في الدنيا يعرفه ولا هي حابه تقوله لحد ومنته إنه ياخد حقها وقالت له السبب واللي كان إنها كانت بتعاني في فترة من الفترات من مرض نفسي وكانت بتروح للدكتور ده وكانت مكسوفة تقول لجوزها بس فجأة اكتشفت علاقة غير شرعية ما بين واحدة من مرضى الدكتور وما بين الدكتور، الواحدة دي هي عزيزة وشافتهم أكتر من مرة وهم في أوضاع بشعة جداً وصعبة جداً وهم التفتوا لوجودها ولما عزيزة خدت بالها قررت إنها لازم تكسر عين ميرفت وخلت الدكتور يغتصبها وهي كانت بتصور وده وهي تحت تأثير مخدر وطبعا ميرفت ما جتش تعرف أي حاجة عن الكلام ده والدكتور واجهها بيه وكان طالب منها فلوس وكمان يعاشرها جنسياً فهي ما فكرتش غير في أن هي تقتله رداً لشرفها وطبعا طلعت قدام عاصم بطلة وهي الشريفه الخضراء اللي بتحافظ على شرفه. عاصم قرر من هنا إنه لازم ينتقم هو كمان من عزيزة ولازم يقتلها وده اللي عمله فعلاً وبكده هم موتوا بعض كلهم لكن كان في سر غريب جداً وغامض جداً شقة الثمانينات وعلاقتها بالجرام دي سماح أم عزيزة اتشهر عنها في بلدهم إنها كان ليها في الأعمال والسحر والدجل وأمور الشعوذة وكانوا بيقولوا عنها إنها أحياناً بتبلل لالي جوه المقابر وإنها بتعاشر الجن وإنها عندها المعرفة المحرمة وإنها نزلت تحت الأرض أكتر من مرة وأمور كتير كانت معروفة عنها. سماح هي صاحبة الشقة اللي بتدور حواليها كل الأحداث دي والحقيقة هي إن الشقة دي فعلاً كانت مريبة وغريبة لأن سماحة اشترتها وفضلت قفلها وما جابتش سيرتها نهائي غير قبل ما تموت بفترة بسيطة قالت لعزيزة على الشقة ووصيتها إنها لازم تروح هناك ولما راحت عزيزة اكتشفت إن أمها فعلاً كان ليها في السحر ولقت هناك كمية مش قليلة من العرايس القماش والورق واللي جواهم أعمال وسحر بأشكال مختلفة ولقت زجاجات صغيرة فيها دم وطلاسم مكتوبة وكتب وحاجات كتير عزيزة أول ما دخلت المكان اترعبت وحست بطاقة مش طبيعية موجودة في الحتة دي كانت عايزة تهرب مع إن عزيزة خدت حاجات كتير من أمها لكن السحر ما كانتش تفهم فيه وده اللي خلاها تتجنن وتحس برهبة شديدة وكان كل اللي في دماغها إنها تبيع الشقة دي بأي طريقة لكن كان عليها الأول تتخلص من كل حاجة مدفونة في الشقة عشان أي حد يرضى إن يشتريها ومع إنه في أعمال كتير في الشقة لكن ما كانش فيه غير صورة واحدة لزوجين ومكتوب على الصورة دي مجموعة كبيرة جداً من الكلمات منهم كلمة موت، قتل، جنون، وحروف ودايرة وحاجات مرسومة والبنت اللي في الصورة دي محطوط وشها على عروسة وناحية الفرج محطوط قفل ومكتوب على العروسة بالدم موت. عزيزة لما شافت كل ده حست برهبة ما كانتش عارفة هي المفروض تتصرف إزاي في الحاجات دي وعشان كده قررت إنها تتصل بأنور خليل كان من نفس بلدها ويعتبر المساعد بتاع سماح أمها وقالت له على اللي هي لقيته بالضبط في الشقة. أنور ما كانش له نفس القوة اللي كانت مع سماح لأن سماح كانت مخاوية فعلاً وكان لها عهود مع الجن أول ما دخل الشقة قال لها إحنا لازم نهرب من هنا بسرعة قالت له في إيه قال لها لازم نخرج من هنا بسرعة يا أما مش هيسيبو ولما خرجوا وهدوا قال أنور لعزيزة أمك كاتبة على جدران الشقة دي تحصين يمنع قارنين من إنهم يخرجوا من بره الشقة دي هي حابساهم جوه واضح جداً إن القرنين دول كانوا عايزين ينتقموا من أمك أكيد هي أذت الاثنين بني آدمين أذية بشعة ولما عزيزة وريته الصورة قال لها هو ده هو ده المهندس اللي فجأة اتجنن وبقى مش طبيعي فضل يكسر في البيت وذبح مراته وعياله وبعدين قتل نفسه. أمك اللي كانت ورا الموضوع ده مش بعيد يكون اللي في الشقة اللي فوق ده روحه أو روح مراته ومحبوسة بتطالب بالقصاص أمك أكليها في سحر الجنون وعن طريقه كانت بتصور للبشر أي حاجة هي عايزاهم ينفذوها كانوا فعلاً بينفذوا. أنا شفت ده بنفسي خدي بالك الشقة دي ملعونة ولعنتها بسبب اللي حصل في الراجل والست الغلابة اللي أمك ما سمتش عليهم. عزيزة قالت له أنا عايز أخلص منها مش عارف أعمل إيه الحاجة اللي فوق دي المفروض أتصرّف معاها إزاي؟ قال لها خطر جداً إنك تغيّري أي حاجة في الشقة أنا معرفش أمك محصنة ومنع القراين اللي فوق إنها تخرج إزاي بس لو خرجتم ماحدش عارف هم ممكن يعملوا إيه. سيبيها، لكن هي أصرت وفعلاً جابت عمال وخدوا كل حاجة في الشقة اللي كان موجود من عرايس وأمور سحر. عزيزة طلبت إنه يدفن في قبر قريب من قبر أمها أما بالنسبة للي كان مكتوب على الحيطان فطلبت إن كله يدهن ويتشال وما يبقاش ليه أي وجود. ورجعت الشقة كأنها جديدة وأساساً ما كانش في أي حد يعرف أي حاجة كانت جوه الشقة وبكده قدرت عزيزة بيع الشقة دي اللي اشتروها كانوا أول الضحايا، أول اثنين ماتوا جوه الشقة راجل ومراته وثلاث أولاد. فجأة الراجل اتجنن ابتدأ يكسر كل حاجة، يتصرف مش طبيعي ودخل على مراته ذبحها هي والعيال وفي الآخر قتل نفسه. اللي ورثوا الشقة دي قرروا إنهم ياجروح والكلام ده كان بعد أربع سنين من الحادثة اللي حصلت فيها وكررت نفس الحادثة بنفس التفاصيل، وثالث مرة ورابع مرة هي هي نفس التفاصيل ما فيش أي اختلاف. أنا حاسس بالأرواح اللي موجودة جوه الشقة وإن الأرواح دي كل شوية بتزيد وفي غضب مش عادي في رغبات للانتقام. الروح اللي جوه الشقة عايزة تلفت نظرنا لحاجة عايزة تخلينا نعترف إن اللي حصل في حقها كان ظلم ويستاهل القصاص، لكن القصاص من مين؟ أنا مش قادر أعرف. المشكلة إن الأرواح اللي عندي في سالط التشريح لسه مربوطين وموجودين هنا. أنا مش فاهم إيه اللي هم عايزين يقولوه. أنا بقيت عارف إن في رابط قوي ما بين الشقة وما بين اللي حصل في حكاية عزيزة، لكن مش قادر أريح الأرواح دي عشان تتحرر وتدخل لعالمها، عالم الأرواح وتسيب عالمنا للأبد. هو ده كل اللي عندي عن الشقة واللي حصل فيها. بس الصراحة انا لحد دلوقتي مش عارف هي الأسر اللي ماتت أو قتلوا بعض جوه الشقة دي إيه الرابط اللي بينهم وبين عزيزة وامها تفاصيل كتير ناقصة في الحكاية دي وأمور كتير غامضة ومالهاش إجابة مش دايماً الأرواح بتكون واضحة وبتقول كل حاجة أحياناً الأرواح بتكون زي البشر بيخبوا أجزاء كتير من الحقيقة كل اللي أعرفه دلوقتي هو إن الحكاية دي خلصت من عندي كده وما عنديش لحد دلوقتي تفاصيل جديدة ممكن يكون في أجزاء تانية من الحكاية دي عند حد غيري أو يكونوا متواصلين مع شخص تاني لكن عندي أنا الحكاية واقفة لحد كده

شياطين تحت الارضWhere stories live. Discover now