في صباح يوم السبت الساعة العاشره دخلت خطوات كعب متوسطة الصوت إلى الغرفة تملأ المكان برنين هادئ قبل أن تفتح الستائر غمرت أشعة الشمس الذهبية أرجاء الغرفة لتكشف عن من ينام في وسط السرير بانزعاج
"أمي لما فعلتِ ذلك" قال بصوت ناعس ومتذمر
"كان عليّ القيام بذلك أيها الخروف عليك الذهاب اليوم إلى عمتك لقد تأخرنا في رحلتنا بسببك هيا"تنهد تايهيونغ الشخص المقصود ورفع جسده من السرير بكسل وخمول متجهًا نحو الحمام ليأخذ حمامًا سريعًا بعد ذلك بدأ بتغيير ملابسه وجمع بعض الأغراض فقد كان سيقضي يومين فقط هناك وسيعود في الليل
عندما وصل إلى الطابق السفلي استقبلته والدته بسؤال تقليدي "هل وضعت كل الأشياء لم تنسَ شيئًا"
رد عليها وهو يدس أغراضه في الحقيبة "نعم نعم وضعت كل شيء امي لا تقلقي"
لكن والدته رفعت حاجبيها وأضافت "وماذا عن كتب الروايات"تجمد للحظة ثم ضرب جبهته بكف يده "صحيح كتبي لقد نسيتها"
اندفع نحو الطابق العلوي بسرعة ليبحث عن كتبه لكن في عجلة من أمره اصطدم بوالده الذي كان ينزل مما دفعه للاعتذار على الفور ومواصلة صعوده في تلك اللحظة نظرت والدته إلى والده بتنهد طويل
في سيارة
كان تايهيونغ جالسا في المقعد الخلفي يتصفح هاتفه دون اكتراث بينما تتحرك السيارة نحو منزل عمته المنزل لم يكن بعيدا جدا عنهم لكنه لم يكن قريبا بما يكفي ليجعل الرحلة مريحة
بعد دقائق قليلة توقفت السيارة أمام المنزل نزل تايهيونغ ببطء خلف والديه يتبع خطواتهما دون أن ينبس بكلمة عند الباب رنوا الجرس مرتين وسرعان ما فتحته العمة سايانغ بابتسامة واسعة وترحيب حار
"أهلا وسهلا لقد اشتقت لكم كثيرا" قالت العمة بحماس وهي تفتح الباب على مصراعيه مستعدة لاستقبالهم
لكن والدة تايهيونغ السيدة كيم قطعت حماس العمة وهي تنظر لساعتها قائلة "في الواقع نحن مستعجلون جدا كنا نود البقاء معكم لبعض الوقت لكن الأمر كله بسبب هذا الخروف" ثم أشارت نحو تايهيونغ الذي كان يقف متكئا على حقيبته بتعبير عبوس "والآن هيا ادخل"
تبادل تايهيونغ ووالدته نظرات قصيرة في محاولة أخيرة منه للتوسل من دون كلمات لكنه سرعان ما أدرك أن الأمر قد حسم أدار وجهه متذمرا وشاهد والديه يغادران المكان
التفت إلى عمته التي كانت تنظر إليه بابتسامة مشجعة ودفعت الباب للخلف لتفسح المجال قائلة بحماس "تعال سأعرفك على ابني"
دخلا إلى الصالة لتنادي العمة بصوت مرتفع نسبياً "جونكوك جونكوك" تقترب من السلالم وتكرر "جونكوك تعال بسرعة ابن خالك هنا" كان تايهيونغ يقف بصمت ينتظر فقط ظهور هذا "جونكوك" الذي لم يره قط شعور غريب من الفضول بدأ يتصاعد داخله تساؤلات بسيطة تراوده مثلاً عن شكله أو عن انطباعه العام
لكن تفكيره قُطع فجأة بصوت فتح باب في الطابق العلوي تلاه صوت خطوات تنزل بهدوء مقدمة عليهم رفع تايهيونغ عينيه بتلقائية وها هو ذا جونكوك يظهر أمامه أخيراً ينزل من السلالم حتى وقف وجهاً لوجه أمامه
"سررت بقدومك يا ابن خالي"