NEMU.le

tre |03|

ظهر ذئب رمادي ضخم عيناه كشعلة تحرق ما حولها من بين أشجار يحيطه السواد ويتلألأ البدر خلفه كنت أشعر بأوصالي تهتز كأوتار القيتار حين زمجر بخشونة
غيرت مجرى نظري لأعاين الرجل الذي إحتدت عيناه أمامي، كل ما أستطيع سماعه دقات قلبي وهي تحارب قفصي للخروج، إنها نهاية بلا شك
برودة يده التي كانت تعطي ملمسا دافئا على خدي زالت فنظرت إلى ردة فعله الباردة وكأنه أمر إعتيادي

"إفعل شيئا"
قلت بنبرتي مرتعشة، لا أعلم لماذا طلبته منه نجدتي بدل ركض لكن ما أعلمه أنا لن أستطيع تحرك فقد تيبست أطرافي من منظر المخلوق الرمادي الضخم؛ لدرجة أنه يوازي كبر أشجار مرتفعه

إبتعد جسمه قليلا عني ليخرجني عن سرب أفكاري، أغمض عينيه بقوة يولد ضغطا على جفونه مما سبب تجعدها بشدة

فتحهما بغتة على شكل آخر، عيناه قرموزية كل منها آخدت لونا مغاير يسراه أصبحت حمراء ويمناه زرقاء قاتمة. إهتزت أنفاسي أتأمل شكلها

"أنظري بعيدا عن عيني الحمراء وإياك وإختلاس النظر إليها"

ساجعت كلامته شرودي في عينيه أعطي لكل منها حقا من إهتمامي، لقد توقف الوقت لدقائق حيث كنت هائمة في تفاصيله لدرجة أنستني أنه يقبع خلف جسده هيكل ذئب ضخم

تقهقر بحركات سريعة للخلف يضع يده اليسرى على عينه اليمنى المزرقة يغطي ضيائها ويقوس إصبعه الإبهام والسبابة ليعطي مجالا لإبصار عينه الحمراء فقط، إلتفت بكامل بنيانه في استكانة يواجه ذاك الضخم ويعطي ظهره لي يمنعني عن ابصاره
كانت سوى دقائق حتى رأيت جسد الذئب يتبخر حتى بات هيكلا أسود بالكامل. هبت ريح خفيفة لتمحوه ولم يتبقى سوا بقايا رماده متناثره على أرض

تنفسي أصبح مبعثر حينما إستدار إلي وعينه الحمراء تنزف دما من جوانبها، إرتجف قلبي لبغثه حينما تحركت الأغصان فوقي رفعت رأسي إليها مما سبب تشنجات لرقبتي نظرة إليها لحظات حينما لمحت احد أغصانها يتداعى ليواشك على سقوط، لم تقوى قدماي على فرار فشردت في غصن وهو يتحرر من فروعه ليتهاوى وأغمض عيناي بفتور متناسية من حولي

"إفتحي عينيك"

صوته أمرني ولم أستطع تركيز معه كثيرا، يكفيني ما رأيته

"لا إتركني في حالي"

أدرت وجهي للجهة الأخرى وملامحي متعكره بإستياء. أريد العودة للمنزل ونوم

تحير من أفكاري الحالية في موقف كهاذا ليتبسم بتردد يساير تصوراتي

"إذا هل علي الذهاب الآن وترككي تعودين كل هذه الطريقة وحدكي لمنزل ساحرات الذي تقطنين به، مع أنه كان بإمكاني إعادتك برمشة عين"