لغة... ( الضــاد )

47 6 9
                                        

أنا وقلمي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


أنا وقلمي

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية،

لغة القرآن الكريم، نغوص في أعماق هذا البحر الزاخر بالجمال والبيان، نستشعر روعة الكلمات ودفء المعاني التي حملت عبر القرون إرثًا عظيمًا من الثقافة والإبداع.

يا  لغة الضاد، يا لغةً امتدت جذورها في قلوب الأمة لتصبح رمز الهوية والانتماء، وحافظةً لقيمنا وتراثنا، وعنوانًا لحضارتنا. في كل حرف منكِ يُكتب مجدٌ، وفي كل كلمة تُقال فخرٌ. كنتِ شاهدةً على نهضة الأمة، وعلى ألسنة الشعراء، وعلى صفحات القرآن الكريم، حيث أبهرتِ العالم بجمال بلاغتكِ ودقة تعبيركِ. كنتِ جسرًا يصل بين الثقافات، وأداة نقلٍ للمعرفة من حضارة إلى أخرى، فأثريتِ الإنسانية وكنتِ لها منارة.


كيف لا نفتخر بكِ وأنتِ لغة التنزيل الإلهي، التي اختارها الله لتكون وعاءً لكلماته الخالدة، ووسيلة هداية قلوب البشر إلى النور؟ وكيف لا نعشقكِ وأنتِ المفتاح لفهم كتاب الله الذي يهدي قلوبنا ويضيء عقولنا؟ كنتِ ولا زلتِ لغة المعجزات التي أذهلت الفصحاء والبلغاء، وجعلتهم يقفون عاجزين أمام جلالتكِ، مكتفين بالخشوع والتسليم.

في يومكِ هذا، نستحضر روعة الأدب العربي الذي خطّه كبار الكتاب والشعراء، والعلوم التي صيغت بحروفكِ في أوج الحضارة الإسلامية، فأنتِ لستِ لغة أدب فقط، بل لغة علم وفكر. بكِ انتقل الطب والفلك والرياضيات من الشرق إلى الغرب، وبكِ صيغت أرقى النظريات التي أثرت البشرية. كنتِ الحاضنة الأولى للإبداع العلمي، ولغة التواصل بين العلماء عبر القرون.

يا لغة الشعر، كم من شاعر صاغ أبياته بحروفكِ، فجعلها أنغامًا تتراقص في القلوب كأنها سيمفونية من الجمال! يا لغة البيان، كم من خطيبٍ اعتلى المنابر ليُضيء بنور كلماته عقول الناس! ويا لغة الفكر، كم من عالمٍ نقّب في أسراركِ ليُخرج من جوهركِ أسمى الأفكار التي غيّرت مسار التاريخ!

لغة القرآن، أنتِ ليست فقط لغة الماضي، بل لغة الحاضر والمستقبل. عبركِ نحيا معاني الوحدة والقوة، نستلهم العزم ونُجدّد الولاء للهوية التي صاغتها حروفكِ ببلاغة لا مثيل لها. لستِ لغة جامدة كما يدّعي البعض، بل لغة حيّة نابضة، قادرة على التكيف مع كل عصر، ومجاراة كل جديد. أنتِ لغة الفن والإبداع، ولغة التكنولوجيا والعلوم، ولغة القلب والروح.

في هذا اليوم، نُجدد عهدنا بحمايتكِ من كل تبددٍ أو ضعف، ونعاهدكِ أن تبقي متألقة على ألسنتنا وأقلامنا. سنغرس حبكِ في نفوس أبنائنا، ونعلمهم أنكِ لغة الأصالة، لغة الحضارة، لغة القرآن. أنتِ النبض الذي يحفظ أمة بأكملها، والحضن الذي يجمعنا مهما فرقتنا المسافات.

كل عام وأنتِ تاج لغات العالم، يا لغة الضاد، يا لغة الهوية والانتماء، يا نبض قلوبنا وصوت أرواحنا الذي نُفاخر به الأمم.

18.12.2024  ديسمبر
𝖠𝖽𝗇𝖺𝗇-𝖺𝗅𝗓𝖻𝖽𝗂

لغة الضادِ- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن