تقود سيارتها الفارهة في شوارع نيويورك المزدحمة ؛ تنظر عبر النافذة تارةً وتعاود النظر للطريق تارةً أخرى ، مشتتة هي ؛ وكأنها ترى هذا المكان لأوّل مرة .. ترفع صوت الموسيقى الصاخبة لتتجنب التفكير ، لم تتغير قط ؛ بشخصيتها الواثقة .. كبرياءها وتعاليها .. ولكن ؛ هل يعقل بأنها ! وقعت في شباكه ؟ لم ترد تصديق هذا أبدًا ؛ وبين تخبط تفكيرها .. إذ وجدت نفسها أمام بوابة القصر الحديدية ، شامخة الطول ؛ تشير بيدها بتكبر للحارس فيفتح البوابة دون التفوه بحرف .
تترجل من السيارة برشاقة ، تتنهد بعمق معلنة وصولها للمنزل ، تحمل سترتها على كتفها "كما تفعل دائما" ، تضع خصلاتها المنسدلة خلف أذنها ، وتتوجه نحو المدخل متجاهلة صف الخدم عن يسارها ، تدخل وإذا بطاولة مستديرة تتوسطها مزهرية مليئة بأزهار الأوركيد السوداء "نوعها المفضل" تقع مباشرة تحت تلك الثّريا المتدلية من السقف ؛ ينعكس بريق كريستالاتها على الأرضية الرخامية ، على يسار المدخل يستقبلها والدها بعتاب على تأخيرها .. بكل هيبة وهدوء مرتشفا قهوته واضعا قدمًا فوق الأخرى وسط تلك الصالة البنية الفسيحة ، تجلس على أحد الأرائك واضعة قدميها على الطاولة بعد أن قبّلت رأسه بخفّة .. قائلة بكل ثقة : أنت تعلم جيّدًا يا أبي أننا لا نسكن إحدى ضواحي لانسيلوت ، حيث السكان هناك لا يتعدوّن المئتان .. الشوارع مزدحمةٌ للغاية .
يجيبها بحدة "
حسنًا إذًا ، ألا تعرفين كيفية الإتصال و قول أنكِ سوف تتأخرين ؟بلامبالاة "
أظنني لم أعد طفلةً كما في السابق ؛ والآن إعذرني أود الذهاب للنومتايلور "
٢١ سنة ، يتيمة الأم ، صاخبة ، جريئة ، عنيدة ، واثقة ومشاكسة ؛ لديها جانب مكسور وحزين ولكن لا يعرف بشأنه سوى والدها .إيزرا "
٢٤ سنة ، يتيم الأب ، فظ بعض الشيئ ، عنيد ، يحب إثارة أعصاب تايلور ، مستفز قليلًا ، فكاهي ومرح .