بدأت يومها بكوبٍ من القهوة بالحليب و قطعة كرواسون خرجت لتوّها من الفرن في المقهى المفضل لديها حيث سعر زجاجة الماء لا يقلُ عن الثلاث دولارات فهي كما تزعم " أن هذه الأماكن لا يتواجد فيها من هم دون المستوى لارتفاع سعرها " وبدأت بالتخطيط لثأرها وارتسمت على وجهها ابتسامة انتقامٍ أظهرت أسنانها اللتي كاللؤلؤ .
في نفس الوقت كان ايزرا قد استيقظ للتو ، بعد أن استغرق ١٢ ساعة في النوم ، مدّعيًا أن صوت الإنشاءات المجاورة لم يدعه ينَم جيّدًا ، اخذ استحمامًا باردًا فهو على حدِّ قوله " يريحُ الأعصاب " و ارتدى ملابسه ونزل للدور السفلي حيث يقبع متجر الزهور الخاصُ بهم .
ايزرا : كايت ؛ سأناوب عنكِ واذهبي للأعلى وأعدّي لي إفطارًا .
كايت : تمّ ، هل من أوامرٍ أخرى أيّها الرئيس ؟
- حبذا لو طبعتِ لي ورقة الأماكن المُراد توصيل الطلبيات لها .
- أنت تحلم ، اصنع افطارك وأدّ عملك بنفسك ، من يرى أوامرك هذه يظن أنّك مليونير .
- واللذي يرى انفعالك هذا يظن انني طلبت منك ڤيلا بمسبح !تناول ايزرا رقائق الذرة المفضلة لديه وجهّز الطلبيات و وأدخلها شاحنته الصغيرة الحمراء وانطلق على الطريق و صوت الموسيقى العالي يجعل السيارة تهتز ، كانت كلماتها تتحدث عنِ الحب اللذي لم يجربه ايزرا في حياته ، الكلمة اللتي لطالما سمع بها ولم يعِشها .
عند وصوله للمكان الأول حيث كانت الطلبية عبارة عن باقةٍ ضخمة من زهور الأوركيد السوداء ، أخذ نفسًا عميقًا " ها نحن من جديد ، يبدو أن صاحب هذا القصر يعشق تلك الأزهار ، المشكلة أنه يطلبها كل يوم ! أزهارنا ليست رديئة لكي تموتَ في غضون يومٍ واحد ، ما شأني ؟ في النهاية المكسب لنا " مشى بخطواتٍ متثاقلة نحو البوابةِ مهولة الحجم ، قرع الجرس بإحدى يديه بينما يحملُ في الأخرى تلكَ الأزهار ، في تلكَ الأثناء ترجل كيڤن من سيارته السوداء القاتمة ، تقدم نحوه بخطواتٍ رصينة ، "احذر ايها الفتى ، هل تعلمُ كم تكلفةِ هذه الأزهار ! " أخذ ايزرا يلتفت باحثًا عن مصدر الصوت ، حتى وجد كيڤن يرمقه بنظرات استحقار " اولًا أنا لست فتى ، وجود خاتم الزفاف هذا حول اصبعك لا يعني أن كل من لم يتزوج فتى ، كما أنني بالتأكيد أعرف تكلفة هذه الباقة ، فأنا من يبيعها " اكتفى كيڤن بالاعتذار عن حكمه المستعجل ، قاطعه ايزرا " عامل متجر مونتغمري للزهور " مجيبًا عن سؤال الخادمة عن هوية قارع الجرس .
اصطحبته عبر الحديقة الفسيحة ، المليئة بشتى أنواع النباتات ، عبر ذلك الممر الواسع اللذي ينتهي على طرفه الأيمن نافورةٌ رخاميّة تتساقط من جوانبها شلالات المياه وتلامس الأرضية قطرات الماء الباردة ، بينما في الطرف الأيسر تلك الأرجوحة الملتف حول أعمدتها تلك الزهور الخلّابة ، كلُ هذهِ التفاصيل تثبت بأن صاحب القصر ، فاحش الثراء !
أخذ ايزرا يحدق في تفاصيل هذا المكان ، حتى قاطعه صوت الخادمة " يمكنك وضعها هنا " وضع ايزرا الباقة على الطاولة وأخذ قيمة الأزهار
الخادمة : إذًا ، دعني أرافقك إلى المخرج
ايزرا : شكرًا ، هذا القصر فِعلًا آيةٌ في الجمال
- إنه كذلك ، أنا ممنونة جدًا كوني أعمل هنا
- هل تعملين هنا منذ فترةٍ طويلة ؟
- نعم ، لماذا ؟
- إذًا حتمًا أنت تعرفين سبب تغيير زهور الأوركيد كل يوم رغم أنها لا تزال جديدة
- أوه ، ذلك بسبب أن السيدة الصغيرة تعشق هذه الأزهار ، ولا تود ان ترى بها عيبًا كأن تذبل او يذهب شذاها ، لذلك نحن نبدلها كل يوم ونضع بدلًا عنها أخرى جديدة
- يبدو أن لها ذكرى خاصة في قلب هذه السيدة
- من يعلم ، فالسيدة الصغيرة كصندوق مغلق لا أحد يعلم فحواه
- على كلِ ، سررت بالتحدث إليك
- وأنا ايضًا"إذًا لدينا قصرٌ مهيب .. سيدة صغيرة .. أوركيد أسود ، مثيرٌ للاهتمام "
على الهاتف
- لا أحد يجب أن يعرف بشأن هذه المكالمة ، وإلا أنتِ أدرى بمصيرك .
- حسنًا سيّدتي .
أغلقت الخط"بعد أن حصلت على عنوانك ، كلّ ما عليّ فعله هو إرسال بعضِ الأزهار "
في متجر "مونتغمري" للأزهار
تايلور : ارسليها لهذا العنوان في الثالثة مساءً وتأكدي من وجود البطاقة .
كايت : بالطبع ، زورينا مجددًا .صعدت تايلور سيارتها الرياضية رمادية اللون وقادت مبتعدة ، بينما كان ايزرا قد ترجل لتوّه من شاحنته وقد لمح تايلور ولكنّه لم يميزها .
ايزرا : كايت ، هل هذه السيدة ابتاعت منا شيئًا
كايت : نعم ، كن جاهزًا فهناك طلبية في الثالثة مساءً .
- هذا غريب ، أظن أنني أعرفها .
- لا تضحكني ، ما علاقتك بهؤلاء الأغنياء ، يا ابني لقد دفعت ببطاقة ائتمانية ذهبية ، حتى أنها لم تكتب البطاقة بقلم المتجر بل أخرجت قلمها الخاص المنقوش عليه حروف اسمها .
- إذًا ؟ ألا يمكن أن يكون لديّ معارف أغنياء ، انظري إنّك تقللين من شأني .
- لو كان لك لما عمِلت فتى توصيل .
- لا يهم ، أريني ماذا كتبت في البطاقة لقد انتابني الفضول .
- مستحيل ! هذا ليس من شأننا .
- سأبدأ بك وبأمانتك الآن ، أعطيني إياها .
- ابتعد لن أسمح لكَ بأخذها .
- "في نفسه" سأقرأها في الطريق ، "بصوتٍ عالي" حسنًا إذًا ، لا تريني إياها .الثالثة مساءً | في الطريق إلى منزل السيد كيڤن
ايزرا " أظن أن هذا هو المكان ، يا الهي سأموت من الفضول ، هل أفتحها ؟ لا ، لا يمكنني فعل ذلك ، ولكن .. كف عن الحماقات ! اف كم أكره هذه الأخلاق النبيلة أحيانًا "
يقرع الجرس
زوجة كيڤن " قادمة " تفتح الباب " تفضل ؟ ".
ايزرا " هناك أزهار للسيدة مارغريت فيلدز "
مارغريت " نعم أنا هي "
ايزرا " تفضلي ، وقعي هنا من فضلك ، طاب يومك "