وفارقتُ صحبي وحيدًا بدربي
أُداري حياءً دموعًا سخينة
وغامتْ رؤايَ وعُدت سواي
َوأطلقتُ روحاً بجسمي سجينه
سجدتُ.. سَموتُ.. عبرتُ السماءَ
وغادرتُ جسمي الكثيفَ وطينَهْ
ولاحَ الجلالُ وباحَ الجمالُ
ذكرتُ رياضَ الخلود وعِينَهْ
ومرَّ الزمانُ.. وآن الآوانُ
فقلبي حزينٌ وروحي حزينهْ
وقلتُ: أعودُ إذا شاء ربي
وخلّفتُ روحي هناكَ رهينهْ
د. عبدالمعطي الدالاتي .
في مركز الشرطه "تورونتو"
جالساً في مكتبه بَملامحه الشرقيه البحته وينظر الى الأوراق المبعثره التي أمامه.
طُرقَ الباب
هتان لم يرفع رأسه: تفضل
دخل أحد أفراد الشرطه: سيدي حضرت الضابط نيك يُريدك .
هتان: حسناً سأذهب
خرج الشرطي وخرج خلفه هتان متوجهاً الى مكتب الضابط نيك طرقَ الباب ومن ثُم دخل ،رأى الضابط نيك والمحقق إيان جالسين .
الضابط نيك: تفضل سيد هتان
جلس هتان على الكرسي
الضابط نيك: اولاً صباح الخير
هتان: صباح الخير
الضابط نيك: لن أُطيل سأدخل في الموضوع حالاً ،في صباح هذا اليوم بالتحديد الساعه ٦:٢٦ وقعت حادثة إطلاق نار على سياره في أحد الشوارع وكان في تلك السياره الأم وابنيها أحد الابناء توفى اما الأم والأبن الاخر في المستشفى الأن ،فلقد أخترت السيد هتان لأستلام تلك القضيه لأني واثق تماماً من قدرته وذكائه وأنتَ يا إيان ستكون معه لأني اثق بك وبقدرتك.هتان: شكراً لك سيدي على ثقتك فلن نُخيب أملك بنا سنبذل مافي وسِعنا للأمساك بالفاعل وتحقيق العداله.
الضابط نيك: أعلم هذا ولهذا وقع الأختيار عليك وعلى إيان ،صمت لوهله ومن ثُم أردف: بإمكانكم الذهاب الأن وسأرسل لكم ملف القضيه .
إيان: حسناً شكراً لك
خرج هتان وخرج خلفه إيان الذي يحاول اللحاق به
إيان يمد يده: سعدتُ بالعمل معك
هتان بإبتسامه يصافحه: وانا أيضاً
إيان:برأيك من يُجني على نفسه ويقوم بجريمة قتل في وضّح النهار !
هتان: لا أعلم من لكن سأعلم في القريب العاجل ،ما أعلمه الان أنهُ يريد أن يوصل رساله إلى احدهم بكل تأكيد.
إيان بتفكير: بالطبع
هتان: أنت اذهب وأستمع الى أقوال من شهدَ تلك الحادثه وانا سأذهب الى المستشفى لرؤية الأم والأبن.
إيان: حسناً
توجه إلى مكتبه أخذ مفاتيح سيارته وسِلاحه وذهب إلى المستشفى."اوتاوا" في مقهى بالقرب من الجامعه
جالسه في المقهى وأمامها ميرا التي يبدو أنها منشغله بأكمال بحثها ،تنظر لمن حَولِها بملل غاده وشيخه كانت لديهم محاضره فأخذت تعبث بهاتفها لعلها تَجُد مايُشغلها
نظرت إلى الصور ولفتت إنتباهِها صوره من بينِ جميع تلك الصور ،صوره تجمعها بذالك الأسمر صاحب العينين الناعستين والثغر البّاسم،أخذت تنظرُ إليه وهي تتحسس ملامِحه بِـ بنانها قائله فيما بينها:ماهذه القسوه التي تكسو وجهك أيها المُبجل !
ملامحك قاسيه بحق لكن جميلة كجمال دموع تائب ،صمتت للحظه وأردفت: وعينيك مَاذا عساي أنْ أقولَ فيها؟ عينيك عندما أنظُر إليها اشعر بأني اذبل من العشق وحدها هي التي تفضح الحنان الذي يختبئ بداخلك ،عينيك وطن أحتضن ملايين التائهين عينيك بغداد وأنا الشاعر العِراقي المُتيم بها عينيك قصائد بابليه وطفله سومريه عينيك أُعزوفة والف أغنيه عينيكَ فردوسً ونعيمُ أبدي ،هل يكفي هذا؟ لا لن يكفي ولن أغلّو في وصفك لكن حتى الغزل العِراقي لن يفيك قدرا.
ً
فاقت من غيبوبة عشقها وهي تشعر بإختناق مُميت و وجع يفتك بها سقطت دموعها كاللهب واحرقت وجنتيها ألماً ،مسحت دموعها بسرعه ونظرت إلى ميرا
أيناس: انا بطلع أتمشى شوي
ميرا لم تنظر: طيب
خرجت تمشي قليلاً ،وبينما هيَ تمشي توقفت عندما رأت عاشقين يحتضنان بعضهما أبتسمت وأخذتها ذاكرتها إليه.
في ليلة شتاء أشعلَ الحطب وجلس بجوارها
إيناس وعينيها مُتعلقه بعينيه: عيونك فيها حنيّه غريبه أحب اتأملها .
عبدالرحمن بإبتسامه: انا ياحمامتي أقوطر حنان بس عيونك منعميه عن محاسني
إيناس بضحكه: ياحنيّن أنتٓ ،يانبع الحنان
عبدالرحمن: أشم ريحة طنازه
إيناس: ههههه حشى لله ما اطنز
ألتزم عبدالرحمن الصمت ودخلت إيناس بإحضانه كقطه صغيره
أبتسم وقبّل راسها
إيناس: أبي اجيب صغنون يشبهك بكل شي
عبدالرحمن: تبين ورع؟
إيناس بإبتسامه: ايه
عبدالرحمن بنذاله: والله واضح انك مستعجله
إيناس أحمرت وجنتيها خجلاً وكأنها فهمت مايقصد: نعمم ! بسوي نفسي كأني ماسمعت شي وكأنك ماتكلمت
عبدالرحمن بضحكه: مقصدي مستعجله على المسؤوليه وحنّت البزران
إيناس بإحراج وهي تتمنى أن تحدث مُعجزه وتختفي: ايوه فكرت شي ثاني
عبدالرحمن: وش فكرتي؟
إيناس بتوتر: هاه ولاشي
عبدالرحمن: والله أنا دايم تفكيري وش زينه بس بعض الناس مايعرفون يحسنون الظن أبد.
إيناس خجلت وشتت أنظارها بعيداً عنه
عبدالرحمن بهدوء: وش رأيك تبقين عندي للصبح
إيناس: لا والله!
عبدالرحمن: ايه والله
إيناس: بالأساس امي محذرتني أني ألتقي بك كثير وانت تبيني أبقى عندك مستحييلل
عبدالرحمن: ياحيل الله المشكله أنها خالتي ولاكان صارت علوم ثانيه
إيناس: لاتنسيك كندا عاداتك وتقاليدك
عبدالرحمن ونبرة صوته ترتفع: مانسيتها ولا ممكن أنساها وبعدين تراك زوجتي ما اظن اني فجرت لما قلت ابقي خلاص بتروحين روحي
إيناس بخوف: طيب وش فيك عصبت علي
عبدالرحمن ببرود: أنا ماني معصب بس اقولك
إيناس: هذا وانت مب معصب اجل لو معصب شلون؟
عبدالرحمن: خلاص لاعصبت تشوفين.
ألتزموا الصمت ،تخلص عبدالرحمن من غضبه وقبّل أنفها المُحمر ثُم رفعَ رأسه إلى السماء قائل : أنظري إلى شبيهك
إيناس تنظر إلى القمر: شبيهي القمر وشبيهك العشق.
عادت إلى وعيها والأبتسامه تُزين ثغرها وما أن تلاشت تلك الذكرى ،تلاشت إبتسامتها معها.
أنت تقرأ
كيف للوطنِ أن يخون !
Mystery / Thrillerخيانة تُدميهم ورياح الحنين تفتكَ بِهم ،يقفوا على مسارح الحياة ويسقطهم الحزن ليُضحك العابرين عليهم ولايروا بإن خلف الستار شخصاً ما يصفق بحرارة .