جوله في وطني

68 4 3
                                    

في ليله امس كنت افكر لو كان لبلدي قلم وقرطاس

ماذا سيكتب؟

هل سيشكو؟

هل سيعتب؟

حزمت امتعتي واتجهت الى بغداد حيث انها في قلب

العراق وموقع آلامه وافراحه وقفت عند تمثال الحريه

وبدأت بتأمله وبعد جوله كامله في بغداد من كرخها

لرصافتها بدأت بغداد بالكتابه:انا قلبي قسى الزمان

حتى صار رحيما...وجرحه الوقت حتى صار طبيبا..

وظلمه البشر حتى صار عادلا...انا القلب الذي بكت

عليه العيون وصار يرى كل مصيبه هينا...

وبعد حديثي مع بغداد ومواساتي لها اتجهت نحو

اقليم كردستان حيث الطبيعه التي يعجز الكلام عن

وصفها ووقفت عند نهر الفرات فحادثتني

الرياح:اشتقت الى تمر البصره وبرتقال ديالى..

اشتقت الى لباس الحرير من الحله والمقدسات من

النجف ومن بغداد...اشتقت الى عطر الانبار وابتسامه

الموصل ابعدوني عن اخواتي وصرت لهم تبعا..

توضأت في مياه الشلال وفرشت سجادتي للصلاه..

وقفت لله وسجدت له ودعوت لكردستان ان ترى

اخواتها مجددا...

ثم حزمت اغراضي وسرت نحو الموصل فحادثني

الرماد المتناثر ع ارضها:هجرني احبتي وسكنوني

اعدائي...رحلوا من عشت لاجلهم عساهم ان يعاودوا

ديارهم وعساني ان اصمد بوجه من آذاني...

رفعت يدي للسماء وقلت:امين يارب العباد القادر ع

احياء العظام وهي رميم...

ثم اتجهت نحو ديالى فحادثني ترابها الخصب الذي

تكحل منه العيون:لقد اختلفوا كيف يسجدون احدهم

ضام ليديه واخرون فارشون ليديهم باسطون...

لم يفترقوا ع من توجهوا اليه ولكن اختلفوا كيف

يسجدون...

رفعت يدي الى السماء وقلت:عساهم يتوحدون..يارب

العرش العظيم امين...

ثم اتجهت نحو كربلاء و النجف والديوانيه وذي قار

وبابل وكركوك واخرون كثيرون وجميعهم كانوا للهم

شاكون....

ثم فتحت كتاب التاريخ فوجدت الكلمات تكون سطور...

تقول فيها سنكون غدا بخير فالله لا ينسى نمله خلقها

فما باله بوطن جريح السيوف...

سنعيد بغداد عامره مبتسمه ونعيد كردستان الى

احبابها والانبار والموصل الى سابق عهدها...

لن نقبل بالتفرقه فنحن لسنها حبات رمان يتبعثر بدلك

اليد فالعراق كالهيل يحتضن مختلف القوميات

والاديان والمذاهب ولن نسمح بفرهدة حبابي الهيل

فتجزئه الجسد اهون علينا من تجزئه وطن...





لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 11, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عاصمه الخيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن