اتعبته الحياة
اقسم انني كنت اعمل جاهدا حتى لايشعران بالنقص ....جاء الي ولدي كيف سأذهب الى الشركه بأي ملابس سأدخل بها ..قال لي ابي..
-مارأيك ان استعيرها من محمد جارنا ...
-ولكن محمد يلبس بدله مهرج لانه يشتغل في السرك
-ولكن انا لن اللون وجهي.. سأرتديها بشكل لائق
كانت البدلة جميله ولكن الخطوط التي تعتريها هي التي فضحتة امام المدير حيث التفت الية وقال (هل جاءت تبحث عن وظيفة مهرج .......لا اوظف مهرجين !)وضحك هو وموظفه وبكل قسوه قال ابني(فعلآ!ظننتها شركة سرك ..لم اكن اعلم ان الوظائف قد امتلاءت ) قال المدير (يأسفني ان اقول بأنني لا احتاج الى مهرج )
***
بينما كان يتحدث سرعان ماتذكرت هذا الشاب ..ذو البدلة المخطة ...ولكن ...لم اكن اقصد هذا !!ظننته شاب يريد ان يبحث عن وظيفة مهرح ب الفعل ...انا فعلا لم اقصد هذا!!
***
خرج ابني مكسور و حزين ولم يقدم على اي وظيفه من بعد هذا الموقف وكل ما انظر الى ابني وهو اما نائم او مع شلته الفاسده فقد قادته شلته الفاسده الى المخدرات اندرج ابني اليها دون ان يعي انه يذهب بنفسه للهلاك نصحته اكثر من مره حاولت ان امنعه ولكن كل ذلك كان دون جدوى ، فعلت كل الاساليب الممكنة والغير ممكنة وصل الامر الى ان اقوم بضربه لم يكتفي بتوصيلها للشباب فقط ، كان قد ادمن المخدرات ايضا ً الى ان قال لي احد اصدقائه بعد ان توفى..
-ماذا !توفى؟
-نعم...توفى فقد زاد الجرعه لنفسه ومات ...ساق بنفسه الى الهلاك ، دعيت الله ولم ينسيني ...فقد عوضني هذه العربة التي اقضي بها حالي على الرغم من انني لن اجد شئ يعوضني رحيل ابني
-تذكرت هذا الشاب لم اكن اقصد هذا كنت اظنه يريد ان يبحث عن وظيفه مهرج فعلآ.. لم اقصد احراق قلبه وابيه،تسببت في دمار حياة شاب وجعلت جهد هذا الرجل كاسراب ...
اتمم حديثة قائلاً .....
دعيت الله بان يحرق قلبه مثلما احرق قلب ابني وكان احد اسباب ضياعة ..فلا تظن ان الله سيترك حقك
-امسكت كتف الرجل العجوز الطيب قلت لي بان اللة لن يترك حق اي مظلوم ......
وقد احرق قلبي مثل ما احرقتُ قلب ابنك ...فسامحني ..
لن انسى تعابير وجهة ..بكل هدوء توجهت الى سيارتي اخرجت الهاتف المحمول الذي كان مغلقا ...
يا الهي ...خالتي ام امير اتصلت بي كثيرا شعرت بالقلق توجهت حالآ الى المستشفى .
***
-بدأت استعيد توازني فتحت عيناي واذا بخالتي...ام امير تجلس بجانبي بجهه وقمر من الجهه لاخرى وقد كان القلق
في يملاء اوجههم..تذكرت ماقالةلي امير قبل لحظات كلماته القاسية ادمعت عيناي من قساوه كلماتة الجارحة ...اه يا للأسى ....
