متعة الفشل .
استمتعبالفشلولا تكنفاشلاًً
تأليف : علي الطاهر عبد السلام
الاهداء :
إلى الطامحين للنجاح
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً يليق بجلال وجههوعظمته ، والصلاة والسلام على خير رسله ، محمد المصطفى الأمين ، الذي قال : لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها .
أما بعد :
فقال الله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم "
جوانب التغيير متعددة بتعدد جوانب الحياة ، تغيير في الخلق ، تغيير في الدين من حيث صلاحه ، تغيير في طريقة الحياة نفسها ، تغيير في التعليم من حيث القصد والطريق إلى ما إلى ذلك من تغييرات من شأنها أن ترتقي بالمرء ديناً وخلقاً وتميرزاً وقيادةً وريادة ً .
وما هذا العمل في قصدي ونيتي إلا جانب ـ والله أعلم ـ من قوله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم "، فالمواقف التي يتعرض لها المرء في حياته ربما تسهم في الحد من تطلعاته إذا ما أتت على غير ما توقعه وأراده الانسان ، فتظهر بوادر الفشل ؛ مما يجعل النفس محاطة بهالة من الأوهام ، فيتملكه الإحباط ، وتطبق عليه قبضة التشاؤم ، فيكون عبداً تحكمه ربقة الفشل ، ويجره الهوان إلى ما لا يليق بالانسان المتطلع إلى حياة أفضل . ولم يسبقنا الغرب إلا أنهم لم يجعلوا للفشل بينهم سبيلاً ، على العكس من ذلك ؛ فإنهم استغلوا الفشل في تحقيق نجاحاتهم التي يغمرونا بفضلها ، وما الفضل إلا من الله ، ولنا في ديننا الأسوة الحسنة في النجاح والتفوق والتمييز ، غير أن هذا الكتاب أخذ اتجاهاً آخر ، محاولاً قلب الفشل نجاحاً ، ليولِّد النجاح من رحم الفشل ، فهذه دعوة للفشل ، ومرحباً به إذا كان سيقودنا إلى النجاح وأفضل المراتب ويحقق لنا التغيير الذي نطمح إليه .
علي الطاهر
دعوة إلى الفشل ...
يتساءل بعض القراء ـ ربما ـ عن ما إذا كان للفشل متعة ما ، يمكن أن نتلمسها ، ونطلبها حيث كانت ، والرائي المتمحص ، يرى في الفشل متعة ليست بأقل قدراً من متعة النجاح ، إذ إن الفشل ما هو إلا خطوة في درب النجاح ، ومن لا يعرف الفشل لن يتعرف على النجاح ،لك أن تجعل الفشل سلماً ، ولك أن تجعل منه قمقماً تلجه ولن يكون لك منه مخرج ، ثم ما هو الفشل ؟ ما هو إلا عثرة ، ولا يستطيع الطفل النهوض والمشي دون سيلٍ من العثرات ، ولم نسمع أن أحداًلم يمشِ بسبب تعثره طفلاً ، ولنا أن نتخذ من أنفسنا مثالاً حياً ، الطفل يمتلك بالفطرةقوةً هائلةًمن العزم والهمة العالية أكبر من كثيرٍ من الرجال، فإذا كنا نتمتع بهذه القوةوهذا التحدي وهذه الهمة ونحن أطفال فلما نتخلى عنها حينما تكبر في أعيننا الأمنيات ، يأسرنا الفشل ، نغرق في بحره ، لا نستطيع فكاكاً من ربقته .