هناك قصة تقول أن رجلا استأجر بيتا في مكان ما
وكان هذا البيت مهجورا لفترة طويلة وقام صاحبه بصيانته
وإعادة طلائة وتغيير ديكوره ثم عرضه
نقلتُ أمتعتي إلى ذلك البيت وبت أنا وأطفالي ليلة هانئة ومرت
عدة أيام وكنت أنا أذهب إلى العمل صباحا لآتي في
المساء وأنام مبكرا لمواصلة العمل ولكن زوجتي
كانت تسهر كثيرا أمام التلفزيون وبعد مرور أسبوع ذكرت
لي والخوف يملا عينيها بأن الأمر في هذا البيت يدعو للريبة
فسألتها وما الذي يدعو للريبة فقالت لي بأنه في كل ليلة
تسمع ضجة في الممر المؤدي إلى المطبخ وأحيانا تسمع صوت
صراخ أطفال وصوت أرجلهم وهو يركضون في أنحاء المنزل فقلت لها أن
ذلك يكون من ضججيج التلفزيون وأن تواضب على صلاتها
وتكثر من قراءة القرآن لكي لا تعود لمثل تلك الوساوس
وفي يوم ما عدت متأخرا إلى البيت ومنهكا من العمل الذي تواصل
طوال ذلك اليوم وعندما دخلت المنزل وجدت
زوجتي لا حراك بها وعيناها شاخصة وهي ترتجف وتتصبب عرقا
وبعدما أفاقت من غيبوبتها أخبرتني أنها شاهدت امرأة جالسة معها في الصالة
وتبادلت معها أطراف الحديث وأفهمتها المرأة أنها هي وأسرتها يسكنون هذا المنزل
منذ مدة طويلة ولا يمكنهم الرحيل عنه ونصحت تلك المرأة زوجتي بأن تبحث لها
عن مكان آخر هي وزوجها وأطفالها لأن هذا البيت صغير ولا يسع الجميع
وقد اصبت بدهشة كبيرة وانا استمع لتلك الرواية التي ترويها زوجتي
وما أن انتهت حتى ظهر رجل قصير القامة أمامي وقال لي نحن لا نريد
أن نضرك ولكن أسرتنا كبيرة وقد سكنا هذا المنزل قبل أن تسكنه أنت بسنوات طويلة فلذلك نحن نطلب منك أن تبحث عن منزل آخر
يقول الرجل لقد حمدتُ الله أن الأطفال كانوا
يغطون في نوم عميق تلك الساعة فلو رأوا ما
رأيت أنا وأمهم فالله وحده هو العالم بما سيحل بهم
ووافقتُ على الرحيل بشرط أن يعطوني مهلة للبحث عن منزل آخر فأعطوني شهرا كاملا على أن لا يؤذوا أحدا من أسرتي ولا يظهروا لهم ليلا أو نهارا ثم رحلنا عن المنزل.