سميني نسيان

نهاية البداية

كان يجب علي أتخاذ قراراً بخصوص علاء اذا أستمر بقدومه سأيتعلق به أبي أكثر يجب إن ابعده عن أبي الآن
ولكن أحتاج للراحة أحتاج إن اختلي بنفسي قليلاً تعبت كثيراً وتمزقت أكثر يجب إن أكون بقمة قوتي حين أواجه علاء

نهضت صباحاً حتى اجهز نفسي ستمر ام حسان لتأخذني للبيت

استغرق وصولها نص ساعة وكأنهت خمس دقائق كنت أفكر كثيراً كيف اجمع قوتي كيف أعود جوري القوية
قطعني من سرحاني صوت ام حسان:جوري وصلنا يا حبيبتي هي بنا
وصلنا للمنزل حين دخلت فوجئت بوجود علاء جالساً مع أبي
نظرت إليه أبتسم لي أبعدت عيني عنه فوراً وأبتعدت كنت أمشي نحو درج أريد إن اختلي بنفسي قليلاً قاطعني صوت علاء:جوري الى أين؟
تركته دون أجيب تعبت كثيراً
قد تتسألون عن تعبي وماذنب علاء به
تعبي هو أبي ووجعي هو أبي وشمسي وقمري أيضاً أبي
حين يأتي علاء ليأخذ مني كل هذا ليرميه في مأوى العجزة هنا تعبي
حين يأتي علاء ليعلق أبي فيه ثم يهرب هنا تعبي
اوجعني علاء بكلمته خذيه للمأوى
من هو حتى يأمرني من هو حتى يقرر مصيرنا
تباً له ولجبروته وسخافته ترك والده وأتى ليجبرني على ترك والدي

تعمقت في تفكير كثيراً حتى اغلقت عيني أبوابها

دوماً كانت تخبرني أم حسان أنني متعصبة ومخيفة في أي أمر يخص والدي
نعم أنا دوماً هكذا متسرعة متعصبة في أمور والدي هو أبي وأبني عالمي الذي ينساني أعواماً ويذكرني يوماً

قرع الباب وقطعني من تفكيري
فتحت الباب فأستغربت وجود أبي!
سألته فوراً هل إصابك شيء؟
لم يجيب فقط كان ينظر لي بنظرات غامضة حزينة اوجعتني نظراته أعلم جيداً أنه يتوجع أكثر مني ليس بأسهل إن تفقد عقلك وذكرياتك، لم أفكر يوماً هل يتألم لأنه لايذكرني
هل يتألم لأنه نسي كل شيء اصدقائه أخواته إخوانه
سألته وعيني تدمع: هل يؤلمك شيئاً ياأبي؟
أجاب وكأنه طفلاً صغيراً:جوري هل ستأخذيني الى مأوى العجزة؟
انصدمت كثيراً من اخبره بالماوى؟
سألته وأنا في ذروة غضبي:من اخبرك؟
أجاب وهو يبكي:علاء أخبرني
أبعدت أبي وركضت الى الأسفل أنه وجدته سأذبحه
وصلت إلى غرفة جلوس كان يجلس براحة يرتشف القهوة ويتحدث مع أم حسان
صرخت بكل قوتي انتقاماً لبكاء أبي:من تكون حتى تتحكم في حياتنا؟
من تكون حتى تفكر بوضع أبي في ماوى العجزة من تكون؟
وقفت أم حسان لمحاولة إيقافي وتهدأتي
بينما أجاب بكل راحة ووقاحة:لأنني احببتك واخاف عليك هذا مجنون إن إصابك شيء سأفقد صوابي
صدمت من إجابته لم اتوقع إنه هنا لانه يحبني وليس لأجل والدي ولكن حين قال كلمة مجنون فقدت أنا صوابي:أبي ليس مجنون يا أحمق أبي اعقل منك منك إن كنت تحبني حقا فيجب عليك إن تحب ما أحب
علاء:هو مجنون يجب عليك إن تتقبلي الوضع لايذكرك أبداً لايعرف من أنتي يراك فقط مربية وخادمة له
أنا:نعم خادمة له ومربية له هو أبي وسندي وعكازي حين أقع لماذا عقلك الصغير لا يستوعب أنني اتخلى عن روحي ولا اتخلى عنه علاء أخرج من حياتي ومنزلي فوراً
خرج مسرعاً وانهارت حصوني كلها وقعت على الأرض أبكي قهر سنين أبي ليس مجنون فقط مريض بالزهايمر لن يفهم المجتمع ماهو زهايمر
بكيت ضعفي طوال الأعوام السابقة بكيت قهر وحزن أبي طوال عمره
فوجئت بأحد يضمني من الخلف رأسه على ظهري والماء بلل ظهري شهق بصوته الرجولي
:جوري لاتحزني سيأتي يوم اتذكر من أنتي
كان أبي من ضمني كانت المياة دموع عينيه الطاهرة لعنت علاء مليون مرة حين ابكاه
أبعدت نفسي عنه حتى احضنه أنا ارمي همومي على اكتافه لأنه سينسى كالعادة
أنا:أبي لاتتذكري ليس مهماً المهم أنني أنا اتذكرك المهم أنا اعرفك لاتحزن من كلام الأحمق أرجوك ً