وقاحة غريب

35 1 0
                                    

لم استطع إن انام وانا افكر ماذا لو لم تكن جارتنا في المنزل واتصلت بالاطفاء
ماذا لو ان الاطفاء والاسعاف لم يصلوا في الوقت المناسب
ماذا لو مات أبي
هنا توقف عقلي عن تفكير وتوقف قلبي عن نبض كيف اعيش من دون والدي ، كيف ستكون حياتي من دونه
ستكون طبيعية من غير مغامرات وصراعات ستكون هادئة جميلة
ولكن فارغة جمال فارق من غير معنى سعادة لا معنى لها
أريد أبي حتى وان تغلغل الزهايمر في عقله
أريد أبي حتى وإن لم يعرفني يكفيني أنني اعرفه

لم استطعت النوم يومها اشرقت الشمس وانا افكر ماذا بعد أبي
كانت أكبر مخاوفي لو أني لا استطيع ان أوفر لأبي حياة كريمة خالية من الألم والمواجع
أعددت لأبي الفطور وفطرت معه وانا انظر لعينيه
قطعني من تأملي لعيني أبي الجميلة صوت الجرس المزعج
نهضت لفتح الباب رأيت الضابط يحمل باقة ورد بيده
هو:صباح الخير
أنا:صباح النور
هو:هل يمكنني الدخول أتيت لزيارة والدك
أنا:تفضل
دخل وبدأ يكلم والدي وانا ذهبت لحضر له صحن ل يتناول فطوره معنا
جلس على المائدة بجانب والدي وكان أبي يضحك معه كأنه يعرفه من قبل
سألني:هل تضايقتي من وجودي
أنا:لماذا اتضايق أساساً
ابتسم ابتسامة شاحبة ثم سأل: ما اسمك؟
أنا:جوري وأنت
هو:علاء تشرفت بمعرفتك
أنا:ماقصتك مع أبي؟
هو:لاشيء لمّا تضايقتي من وجودي؟
أنا:لم اتضايق ولكن غريب امرك أيها ضابط
هو:ما الغريب؟
أنا:هل تتفقد كل شخص يحدث معه ماحدث لأبي؟
هو:لا
أنا:لماذا والدي اذا؟
هو:أبي كان يعاني زهايمر أيضاً وامي لم تكن تريد الاعتناء به أخذته الى ماوى العجزة كنت صغيراً وقتها حين كبرت ندمت كثيراً على تفريط ب والدي وحين رأيت وضع والدك احببت أن افعل لأباك ما لم افعله لوالدي لعل ضميري يرتاح
أنا:بسيطة اذهب الى مأوى العجزة وخذ والدك معك يرتاح ضميرك وتعين والدك
هو:والدي توفى هناك
أنا:حقا أنا آسفة لم أكن اعلم
هو:لامشكلة، إنت تدرسين؟
أنا:نعم ولكني قررت ان اترك الدراسة لأهتم ب والدي
هو:لاداعي لذلك عندي اقتراح لك
أنا:ماهو؟
هو:اعتني بوالدك في وقت دراستك وحين تعودين للمنزل أنا اذهب هكذا اريح ضميري وأنت تكملين دراستك
أنا:لايمكنني القبول
هو:لماذا؟
أنا:نحن في مجتمع شرقي سيتحدثون الناس عني بسوء وأنا لن اقبل بذلك
هو:مجتمعنا سيتحدث حتى وإن لم تفعلي شيئاً
أنا:امم حسنا قبلت

قبلت وأنا اعلم حقا إن ذلك سيفتح لي ابوابا كثيرة سيفتح قضايا عديدة لم أدرك أنني قبلت بنهايتي حينها

علاء
اسم جديد شغل عقلي مؤخراً لا اعلم ماذا حدث لي اصبحت انتظر إن يأتي وانا متلهفه له
علاء
ذو شخصية غريبة ولكنها جميلة مثقف جداً يعجبني الجلوس معه لمناقشة وضع عالمنا العربي الحالي هو يدافع بكل قوته عن شعب وأنا كعادتي اقف مع طغاة هكذا انا منذ صغري اعشق القوة حتى وان كنت ظالمة ولكني أعلم ان طغاة لم يطغو إلا حين وجدوا شعوباً تعبدوهم هكذا علمني أبي حين قال لي ذات مرة "لكل فعل ردة فعل" نعم طغيانهم لم يأتي من فراغ نحن انحنينا لهم تمجيدا لأخطاباتهم الكاذبة وهم ظنوا اننا نمجدهم فأ طغوا وعاثوا في الأرض فساداً
علاء
أصبح شمس والدي الجديدة احبه والدي كثيراً

والدي الذي كان شمسي بعد الكسوف وقمري بعد الخسوف وبحري بعد المد والجزر
والدي كوكبي الغريب وأرضي العنيدة وعالمي المؤلم القاسي
والدي الذي ينساني أعواماً ويذكرني يوماً

لم يأتي علاء اليوم وأبي أصيب بنوية عصبية شديدة حاولت إن اهدئه لكن لم استطع
أنا ابقى فتاة لاقوة لي أمام رجلاً ذو قوة وجسم عريض
دفعني والدي بقوة وقعت على الأرض وفقدت الوعي لم أكن ارى شيئاً سوا وجه أبي اقترب مني ب هدوء جلس بجانبي يبكي ك طفل صغير رفعت يدي لأخبره أني بخير سقطت يدي على الأرض قبل ان تصل الى وجه الحزين واقفلت عيناي أبوابها

سميني نسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن