ذبيحات الشرق

55 3 2
                                    


كانت رئتاي تُلسع من ضيق نفسي المكتوم من ما حدث وضباب الغضب اعمى عيناي كنت اقود سيارتي بسرعه جنونية ،اوقفت سيارتي بجانب الطريق لاصل مشيا الى ضفاف النهر لاجدها واقفة تفاجئنا كلانا كنت ارى على وَجِهِها ملامح الاستغراب من شحوب وجهي ومشيتي المرهقة بملابس النوم ، ركضت الي حين بدات اتقيء فاقدا كل قواي مجهشا بالبكاء . جائت مسرعه سندتني لكن قواي خانتني وقعت لاشدها معي جالسا على الارض المتربة .
كانت ترمي بوجهي استفهاماتها التعجببة
ماذا بك ماالذي جرى لنذهب الى المستشفى
قاطعتها بخنجر اطعنه في قلبها
كانت ليلة زفافي البارحة
قالت بعد سكوت مندهشة لم يدم الى ثوان قليلة
اذا ماذا تفعل هنا ولم تركت زوجتك وحدها اخبرني ماذا حصل
صرخت - خائنة هي من تزوجت

كيف ؟ لماذا ؟ قالت بتعجب بان على حاجباها المرتفعان وتوسع عيناها

بدات اخبرها بصوتي المتهري من البكاء الغاضب متجاهلا وجودها بنظري قائلا
- في اول نهار يبزغ مشرقا بشمسه بعد ليلة زواجي منها
استيقظت سعيدا لانظر الى زوجتي وهي غارقة بنومها تهيم بحلم فاض الى الواقع بكلمات لم افهم منها شيء ثارني الفضول بما تقول بعد اول ليلة بيننا بدات استرق السمع من بين بوابة شفتاها
كانت .. كانت .. كانت تقول ليتك كنت انت كانت تذكر اسما غير اسمي !
ثار بي الرجل الشرقي صرخت مفزعا اياها باسم من ذكرت كانت خائفة صرخت بها من يكون ؟
كنت اكرر من يكون وفي كل مرة يزيد صراخي
هلعا بها
تعالت صرخاتها صاحيتا من نومها والخوف وهي تبكي
كان حبيبي الذي هجرني تاركا اياي لانه لن يتزوج بفتاة كانت على علاقة به تركني وتزوج فتاة اخرى تركني لانني وثقت به هل ارتحت هل عرفت الان من يكون وانت ايضا كان لك ماض ولم تتزوجها واخترتني بدلا عنها كن منصفا واخرج من قوقعتك الشرقية ؟
قاطعت صراخها بصراخي
انا لست هو،انا كان حبي لها طاهرا وتركتها لتعيش حياتها وقد تزوجت ، كنت اصرخ بجنون ولم قبلتي بي زوجا ايتها الرخيصة انهلت بكل حمية عليها بالضرب وانا اصرخ صراخات تلاشي صراخها المتالم
كنت اصرخ قائلا لقد خدعتِني ايتها العاهرة الوقحة بماضيك القذر
كنت اود ان امحي ملامح وجهها التي راها صاحب الاسم او قد يكون قد تلمس خدها او قبلها
كنت اود ان اشوه جسدها الناعم الذي كان يستلقي بجانبي بكل براءة ليستغفلني باحلامه الوسخة
توقفت عن ضربها هاربا خارج المنزل بملابس نومي كان قد وصل اهلي واهلها توا،تجاهلت كل ندائاتهم وتساؤلاتهم
ركبت سيارتي كنت اصرخ بجنون ضاربا مقود السيارة وافكر بصوتٍ عالِ كنت اقول مريحا نفسي ساطلقك ، لا لن اطلقك ساتسلى بك لاسبوع بعد ذالك اهجرك فاضحا اياك لوالديك واشقتك لن اتركك دون انتقام سانتقم من ماضيك .
حتى وصلت هنا لاجدك واقفة في مكان لقائي بك لاول مرة قبل خمس سنوات مكان مهد حبنا الذي ولد من رحم نظراتنا .
قاطعني نهوضها المفاجيء وهي تنفض الاتربة العالقة على ملابسها متوجهتا بعض خطوات نحو النهر وظهرها نحوي متجنبتا بذالك النظر الي
قلت لها انا اسف ازعجتك معي وقد اسبب لك احراجا امام زوجك

قالت دون ان تستدير نحوي لقد انفصلنا عن بعضنا

قمت وقد عادت قواي بعد سماعي ذالك متجها نحوها وانا اسالها لماذا تركتما بعض
لم تنظر نحوي قائلتا لانني مازلت احبك
اطفئت كلماتها نار غضبي مشعلتا وهج رجولتي

سالتني هل ستعود الى زوجتك؟

متجاهلا السؤال وانا اميل بوجهي محاولا جذب وجهها لتعاود النظر الي قلت، امازلتِ تحبيني كما احبكِ كم كنت غبيا حين تركتك لغيري
استدارت الي وعيناها تعانق عيناي لتسالني
وانا؟ هل ستعود لي وتتزوج بي ؟
كان سؤلها لا يناسب معاير افكاري الشرقية سكن كل مابي ادرت عيناي مفارقا عيناها خشيتا من مجابهة نظراتها الحارقة

قالت مستهزئة لا تقلق فانا اعرف جوابك لكن قبل الجواب ساخبرك امرا، هجرني زوجي لانني ذكرت اسمك في المنام ، تسلى بي لاسبوع مهين بعدها انتقم مني بفضحي لاهلي وكأني جرما قد ارتكبت وتركني لانني خنته بماض كنت انت بطل رواياته الكاذبة
لم يعاتبه احد لانه رجل وانا جارية حقيرة لا اصلح ان اكون زوجة ولا اناسب ان احمل شرفه الغيور .

كنت استمع اليها وكأن كل حرف ينقله الهواء الى مسامعي سهم مسموم
تجمد الدم بعروقي كنت متخشبا صامتا ساكن لا اتحرك انظر الى نهر وكانه توقف عن الجريان
كانت كلماتها الاخيرة كفيلة ان تنهي اي حديث او مبرر يدور بخلدي وعقلي
بنبرة حادة تحمل بطياتها المرتجفة عتب وغضب ولوم قالت

اما جوابك لاسالتي التي تهربت من الاجابة عليها ياسيدي الشرقي الذكر الغيور
لا لن تعود لزوجتك الخائنة، ولن تتزوج بحبيبتك المطلقة انتهى .

🎉 لقد انتهيت من قراءة ذبيحات الشرق 🎉
ذبيحات الشرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن