Girl on fire.

803 67 37
                                    



" مُتشبثة بِأحبالٍ مُهترئة "

هذا ما كُل ما كتبتهُ على تلك الورقة البيضاء بعد العديد من المحاولات للإفصاح عما بداخلها على الورق.

هذا ما كانت تستمرُ في ترديده بينما صوت قطرات المياه التي تسقط من الصنبور الصدأ تملأ المكان.

أنفاسٌ مُتقطعة ، قلوبٌ مجروحة ، دموعٌ جافة مازالت أثارُها واضحة فوق وجنتها.

ما الذي أقحمتُ نفسها به؟ ما الذي فعلتُه لتستحق مايحدث لها الان .. ما الذي ورطتُ قلبها به.

تستمرُ بالنقر على إضاءة المصباح الناري الذي يُخرِج الحرارة غير مُبالية لأصابعها المُحترقة ذات الجروح العميقة.

لا تدري هل هذه الجروح هي مُجرد جروٌح ظاهرية أم هي تعكس ما بداخلها من ألم.

" مُتشبثة بعلاقات مُدمرة " أستمرت بالنحيب بينما هي تقوم بالنقر على المصباح الناري في الظلام.

" مُتشبثة بالمستقبل الذي صنعتُه بيدي " قالتْ ومررتْ يديها بين شعرها .. حدقت في يدها التي تحتوي العديد من الجروح التي تحتاج تعقيم " مازلتُ مُتمسكة بحياتي العزيزة"

وضعتُ رأسها فوق الطاولة القديمة وأخرجت نحيبها بصوتٍ مرتفع " مازلت مُتشبثة بمشاعري له "

أدخلتْ يديها عبر خصلات شعرها وسحبتها قليلاً مُسببة لنفسها الألم " مازلتُ أُحبه ، هل تُعد هذه جريمة "

مسحت دموعها بعُنف صارخة بصوتٍ مُرتفع .. وكأن أحداً سوف يسمعها على كُلٍ

" ما الذي فعلتُه خاطئ لأستحق هذا العذاب النفسي والجسدي؟ هل محبتي له كانت خطيئة لا تُغفر ؟ هل ثقتي به كانت عمياء لتلك الدرجة ؟ هل حقاً أنتهى الأمر ؟ هل رحل .. إلى الأبد !"

أنخفض صوتُها في الجملة الأخيرة ، وكأنها تخاف من حدوثها إن تحدثت بصوتٍ مُرتفع .. وكأنه ليس هذا ماحدث تماما.

صمتتْ قليلاً وحدقتْ في إحدى زوايا الغرفة القديمة .. وكأنها ترى ذكراهُم تُرسم على الحوائط.

" م-ما الذي فعلته ل-لترحل ؟" قالت بتقطٰع وكأنها تنتظر منه إجابة

" أين أنت !" تساءلت بنبرة مُرتفعه

" أنا أحتاجُك " صاحتْ مُنهارة بينما سمحت لإرتجاف قلبها بالخروج

" أنا .. أنا " حولت نظرها لكومة الاوراق المبعثرة بجانبها وبجانب سلة القمامة قبل ان ترفع رأسها وتصرخ بكُل ما أُتت به من قوة حتى شعرت وكأن أحبالها الصوتيه تكادُ تتقطع ..

" أنا أُحبك "

ولكن هل من مُجيب ؟ هل من مُغيث يُساعدها ؟ هل من شخصٍ يُعيرها قلباً عوضاً عن قلبها الممزق ؟ هل سوف يسمع ندائُها ويعود بعد ان رحل وتركها !

" أنا مُثيرة للشفقة "

أطلقتْ ضحكة جانبية ساخرة قبل أن تقوم بركل الطاولة وكل ما فوقها

" لقد كنتَ أنت السبب الوحيد لاستمرار حياتي ، لقد كنتٓ أهم أولوياتي ، كنت سبب الابتسامة على شفتي .. لقد كُنت كل شيء بالنسبة لي "

أنتهت من تمتمتها البائسة بينما هي تُشاهد المصباح الناريّ يسقط أرضاً ليتحطم لتلتهم النيران كُل ما حولها من أوراق وأشياء.

أنحنتْ قليلاً ثم تمتمتْ " يبدو أنني حقاً مُتشبثة بأحبالٍ مُهترئة "

فكرت قليلاً .. هل حقاً برحيله تنتهي حياتها ؟ هل ستدفن نفسها بعد رحيله فقط لأنها تُحبه ؟ هل ستبقى حزينة على فُراقه حتى مع تركه لها؟

هل ستبقى مسلوبة الجسد و.. الروح؟!

أغمضت عيناها وتنفست بقوة قبل أن تُلقي بصورته داخل النيران ، تتمنى لو امكنها أن تُلقي ما تبقى من مشاعرها هُناك ايضاً.

فتحت عيناها البُنيتان لتبدوان مُخيفتان أكثر من ذي قبل ، وقفتْ مُحدقة في صمت بينما النيران تنعكس على مُقلتيها ، شعرت بالقوة ، بالرغبة للتغير ، بالاستيقاظ بعد الغيبوبة .. شعرت ولأول مرة منذ مدة بالحياة.

أستجمعت رباط جأشها وقررت مُغادرة المكان ، مسحت دموعها بعنف ، لا مزيد من الندم ، لا مزيد من البُكاء ، لا مزيد من التعلُق به .

أستجمعتْ شتاتُ نفسِِها وقررت المُضيّ قدماً ، تاركةً خلفها تلك الحبالُ المُهترئة .. تحترق.

.
.
.
.
_______________________

ون شوت قصير بما انه من زمان ماكتبت ون شوت ✨

اول مرة ابكي وأنا أكتب ون شوت اتمنى يكون اعجبكم لان كل كلمة قلتها كانت طالعة من قلب 😔

حبيت النهاية تكون مثل ما اتمنى نكون دايم بنهاية العلاقة .. اقوياء ويمكن اقوى من اول كمان💪

اتمنى يكون أعجبكم
فوت💜
كومنت💬

احبكم ، في امان الله 💎

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 29, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Stuck In Love - عالِقُون فِي الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن