تسير على شواطئه و تنظر اليه بتمعن يتملكك روعه منظره يخطفك لونه الازرق الساحر
كعيون زرقاوتين ينتحبان في البياض و يدفعك نسيمه نحوه فتنجرف و تبحث عن شيء لتركبه فاذا بقارب ابيض صغير على يمينك تركض نحوه لتركبه و تجدف مبحرا فتترك البسيط منه لتبحر الى داخل اعماقه و تحاول اكثر فاكثر حتى تصل الى منتصفه فتراجع نفسك و تنظر للخلف و للامام وتسأل اين تذهب ؟
لا تجد جواب سوى ان تتبع المسير
و هنا يفتح باب الذكريات
و هو باب قديم فيعود لذهنك ذكريات طفولتك والغبار يملأها
تمسح الغبار عن كتاب الذكريات
تفتحه و تقلب الصفحات الى الاولى
تجد طفل صغير لما يتجاوز كانا والديه يسران به على شواطئ وهو لايدرك و لكن بقيت معه رائحه البحر
فكنت تبكي فيجلسانك على سور الشاطئ ويوجهانك نحوه
كنت رضيع وقتها
مرت ايام وشهور وسنون كثر اصبحت على اثرها صبيا
فكنت تأتي وحيدا تحدق النظر بالبحر علا يعطيك جوابا لحيرتك الدائمه وعينانك الصغيرتان منك تتشبع دون جواب
تجاوزت السنين مراحل من عمرك حتى صرت فتى كلما واجهتك مشكله ركضت اليه
تشرد في روعه لونه الازرق فتستكين الامك وتداعب احلامك مشاعرك
وتتقلب مع السنين الصفحات وهنا انت ايها الشباب تبحر في اعماقه هل اكتشفت سره؟
و فجاءة تصحو عن غفوتك فتجد الموج يقلب القارب على الجانبين
من شدته ويشتد الموج ويشتد وانت تتمسك به بقوة حتى ضعفت قوتك و اذا بك في قاع البحر
تغوص بجسدك في الماء وانقلب القارب على بطنه
هل تستلم للموت ام تقاوم ؟
البحر لم يكون سوى مرآه لنفسك
و هذا هو السر
وما تحمله من ذكريات عندما سرت الى منتصف الطريق فانت تركت الماضى و تعيش الحاضر ذاهبا المستقبل و الموج هو العثرات فهل تستسلم سريعا ام تقاوم
وها هو الشاب يحفز نفسه ليذهب الى المستقبل عائما
و يوما ما سيصل وانت كذلك اذا تابعت المسير!
فلا تغط في ذكرياتك كثيرا