وعشقت أسمرا ~
الجزء الأول♡
في صباح يومٍ جميلٍ مشمسٍ وهادئ وقفت حنان على شرفة غرفتها تتأمل الطيور وهي تحلق في السماء وتعزف ألحانها العذبة على مسامعها، وبدأت تستنشق نسيم الصباح الجميل و خصلات شعرها الاسود الطويل تتطاير على وجنتيها ..تبلغ حنان الثلاثين من عمرها وهو سن اكتمال عاطفة المرأة وجمالها وأنوثتها وتكون في كامل رقتها وهدوئها
هي امرأة سوداء العينين جميلة،لها وجه ملائكي تمتلك ملامح البراءة ما من شخص يراها إلا ويلمس براءتها ورقتها، تزين وجنتيها غمازتين تزيد جاذبيتها، يسترسل شعرها على ظهرها كالشلال .. بشرتها قمحية خديها كوردتين رقيقتين، خرجت منذ فترة من علاقة زواج فاشلة دامت ثماني سنوات، لم تنجب أطفالأ ولن تنجب كما شخص حالتها الأطباء، امرأة متوسطة الثراء تملك متجراً اشتراه والدها قبل وفاته بسنة تبيع فيه ملابس جميلة من تصميمها الخاص، كان هذا المتجر بمثابة حلمها الجميل الذي تجد ملاذها به خاصة أنه ذكرى من والدها الحبيب الذي طالما مسح دموعها واحتضنها حبا وحنانا، عانت الكثير من الألم في حياتها الزوجية ذاقت الكثير من الأحزان والمشاكل الزوجية بسبب زوجها السابق وأهله وتجرعت من كأس الخيانة وعندما شخص الأطباء أنها لا تستطيع الإنجاب قرر زوجها الزواج بأخرى وتزوج فأهملها جداً ولم يكاد يراها ظنت بأن هذا أفضل ليبقى بعيداً عنها بعض الوقت كي تسترد أنفاسها ولكن ما أن حملت زوجته بين جنبات جسدها جنينا لم يعد يراها بتاتا ولم يعد يعتبرها موجودة في حياته لم تستحمل حنان هذا الجفاء إما عذاب وتجريح وإما إهمال وبعد.. اختارت أن تنهي حياتها معه فهي لا تعرف هي متزوجة أو مطلقة لقد تركها معلقة طلبت الطلاق وما إن سمع طلبها لباها فوراً مما زادها ألما لرغبته في فراقها ، تركت حياته ومضت حزينة مجروحة وعندها اشترى والدها هذا المتجر الجميل لتزينه بإبداعاتها وفنها فقررت أن تشغل نفسها بعملها الذي تحبه وتطور إبداعها وفنها أكثر وتجعله مشروع حياتها الناجح قررت أن تبتعد عن كل الرجال وعاهدت نفسها على أن لا ترتبط مرة أخرى بأي رجل، ولكن سرعان ما فقدت والدها الحبيب انهارت وانكسر قلبها لموته كان بلسم روحها وسندها رحمه الله، ويمر شريط ذكرياتها كل صباح أمام عينيها وفي قلبها فتذرف عبراتها الرقيقة التي تتطاير مع خصل شعرها على وجنتيها الورديتين، وإذ بها تعود للواقع لشرفتها فتحمد الله على كل شيء..
...
تعيش في بيتها الجميل مع والدتها الطيبة وأختها لما التي تبلغ الثامنة عشر من عمرها تدرس في الثانوية العامة ، ويطل عليهم آخر الأسبوع أخوها جلال وأختها ريهام مع أطفالهم الذين كانت حنان تعشقهم وكأنهم فلذات أكبادها ..
جلست حنان على مائدة الإفطار وأخذت تحتسي قهوتها مع فطور خفيف كعادتها مع والدتها الحنون
حنان: صباح الورد على أجمل عينين (قبلة على الجبين)
فاطمة: صباح الفل حبيبتي
حنان: أين لما ألم تفطر
فاطمة: سبقتكِ غادرت إلى المدرسة
حنان: حسناً وفقها الله ، صمتت حنان لبرهة وهي تنظر لوالدتها وفي عينيها بعض الكلمات، نظرت فاطمة لحنان قائلة: ما الأمر يا ابنتي أشعر بأنك تريدين إخباري بشيء
حنان: أرغب في توسيع عملي أكثر يا أمي ما رأيك؟
فاطمة: كيف ستفعلين ذلك ما الذي في بالك؟
حنان: كلمني بعض التجار المشهورين رغبة في شراء تصاميمي وعرضوا علي فكرة جميلة أعجبتني كثيراً ، (تنظر فاطمة بتأمل) عرض علي تاجر كبير بأن أفتح فرعاً آخر لتصماميمي ويريد أن يشاركني به، سيجهز كل ما أحتاجه وما يلزمني وأنا أصمم ..
فاطمة: هل تعرفينه يا ابنتي هل تثقين به إنها مجازفة كبيرة..
حنان: أدرك هذا جيداً يا أمي، أنا لم أعطيه رأيي بعد، ولست واثقة جداً، طلبت منه أن يمهلني بعض الوقت لأفكر وهو بانتظار جوابي إما القبول وإما الرفض
فاطمة: بالنسبة للفكرة هي رائعة، ولكن يجب أن يكون التاجر مضمونا وموثوقاً
حنان: صدقتِ حبي، لا تقلقي علي يا أمي
نهضت حنان وقبلت والدتها من جبينها وغادرت المنزل بسيارتها الصغيرة والأفكار تدور في رأسها، ترى هل هذا التاجر صادق النية معي، لا أثق بأي رجل، كلهم متشابهون.. هم في النهاية لا يريدون إلا جسد امرأة..
وفجأة وهي غارقة في تفكيرها.. كادت تصطدم بسيارة أمامها، توقفت بسرعة وإذا بشاب أسمر اللون وسيم وجذاب طويل القامة يترجل من السيارة يتجه نحوها قائلا: مابالك يا سيدة كدتِ تقتلينني
نزلت حنان من سيارتها وهي تقول: أعتذر جداً، هل أنت بخير. آسفة شردت قليلا وأنا أقود السيارة، عذراً يا سيد
الشاب: لابأس لا تهتمي اعتذارك مقبول يا أنسة، التفتت حنان وركبت سيارتها وغادرت، أما الشاب وكان يدعى (أمير) بقي لم يتحرك من مكانه وهو يرمقها بنظراته الحادة حتى غادرت.. وإذا بالسيارات خلفه تضج بأصواتها طلباً منه التحرك فهو يوقف حركة السير، تحرك بسرعة نحو سيارته وغادر وهو يحدث نفسه لم تكن مضطرة هذه الجميلة أن تعتذر، يال لباقتها وجمالها الهادئ، وابتسم ابتسامة ماكرة ومضى في طريقه.
أمير شاب في الخامسة والعشرين من عمره خرج من علاقة عاطفية مؤخرا باءت بالفشل كان يحب فتاة تصغره بسنة وشاء الله بأن تتزوج هذه الفتاة من غيره وتختار طريقا آخر غير طريقه، أمير حساس وهادئ الطباع جذاب بهي الطلعة، ولكنه خجول قليلا، يعيش في منزل جميل ودافئ متوسط الثراء مع عائلته التي تتكون من والديه وأخوته أخ وأخت، والدته طيبة جداً وكان المفضل لديها، وتتطلع لآمال كبيرة له ومستقبل زاهر، كانت روحها معلقة به جداً ، وكان بدوره شديد الحنان على والدته ويخاف عليها وهي المرأة الأولى في حياته لاقبلها ولا بعدها.
بدأ يلملم جراحه ويعيش حياته من جديد وصرف نظره عن فكرة الارتباط أو العلاقات يريد أن يأخذ فترة من الراحة، ولكن الفتيات حوله كُنّ ينتهزن الفرص ليجتمعن به في أي مناسبة حتى لو كانت عمل، كان يجاملهن ويمضي معهن بعض الأوقات مع باقي الأصدقاء ولكن دون أن يدق قلبه لأي فتاة ولم تلفت نظره أي أنثى .
وصلت حنان إلى عملها، وأخذت تزاول روتينها اليومي، وإذ خطرت ببالها فكرة تقوم بها في متجرها الصغير، أرادت بناء غرفة جديدة إضافية لعاملات الخياطة، بالطبع هي تحتاج لمهندس كفء ليقوم بهذا العمل، هاتفت الشركات التي كانت تتعامل معهم في أوقات سابقة، ووعودها بإرسال مهندس مع طاقمه ليعاينوا المكان ويأخذوا القياسات اللازمة ولكن الموعد كان بعد يومين، طلبت منهم الاستعجال لأنها ترغب اليوم بحضور المهندس ، فقاموا بتدبير موعد في نفس اليوم، فرحت حنان كثيراً وشكرتهم .
عند اقتراب موعد الغداء هاتفت حنان صديقتها أمل ليجتمعا معاً على الغداء لتخبرها بمشاريعها الصغيرة الجديدة.
على مائدة الغداء في مطعم جميل وبسيط تتوسطه نافورة تتدفق منها المياه، أخبرت حنان أمل بكل شيء، كان رأي أمل كرأي فاطمة والدة حنان، أبدت حنان عن رغبتها بوجود رفيقتها معها أثناء مقابلتها للتاجر وافقت أمل وهي مسرورة.
أمل صديقة رائعة لحنان منذ سنوات، عزباء تصغر حنان بأربع سنوات، تعمل في شركة تجميل تبيع العطور ومستحضرات التجميل، جميلة حادة الذكاء ذات شعر بني طويل وعينين بنية اللون ، تعيش مع والدتها وإخوتها بعيدا عن والدها السيء الطباع الذي أذاق والدتها المر، يحاول من وقت لآخر أن ينغص حياتهم والدتها حاليا مطلقة منه ولكنهم لم ينعموا بالراحة بسبب تدخله فجأة بعد أن يتذكر أنهم أولاده.
بعد غداء لطيف غادرت كلاهما المكان واتجهت حنان لمتجرها بعد أن ودعت أمل.
حنان بانتظار الموعد مع المهندس، وماهي إلا لحظات والمهندس أقبل بإطلالته المميزة لقد كان ذلك الشاب الذي قابلته صباحاً وكادت تتسبب بحادث تصادم معه، أنه ذلك الشاب الأسمر الوسيم، تفاجأت جداً وشعرت بالانحراج ورحبت به واعتذرت من جديد قائلة
حنان: آسفة على طريقة التعارف الغير لائقة حقا أنا منحرجة منك
أمير مبتسما: هذه أنتِ كانت طريقة تعارف غريبة لا عليك ولا تلومي نفسك..
حنان: ولكني الآن سأعرفك بنفسي بطريقة لائقة أنا حنان مصممة أزياء عمري ثلاثون عاماً تشرفت بمعرفتك
أمير: الشرف لي آنسة حنان أنا أمير مهندس بناء وأصمم ديكورات مميزة ولكني طموح جداً ونجحت بامتياز فلا تقلقي من صغر سني أنا في الخامسة والعشرين من عمري
نظرت إليه حنان بدهشة كبيرة وقالت فعلا ما زلت صغيراً ولكن أظن بأنك بارع، لن ترسل الشركة إلا مهندسا متميزا أهلا وسهلا بك سيد أمير.
نظر كل منهما للآخر، أعجب أمير بجمال حنان ورقيها وبريق عينيها الناعستين، أما بالبنسبة لسماره الفتان فقد لفت نظر حنان ولكنها كانت مطمئنة بأنها لن تلتفت لأي رجل مهما كان وكيفما كان كانت تثق بنفسها جدا من هذه الناحية وبأن لن يوقع قلبها أي رجل، خاصة أن في قلبها نقطة سوداء من ناحية الرجال لا تستطيع النظر إليهم إلا بهذه النظرة السلبية.
انتهت المقابلة ورحل أمير بعد أن أخذ كل منهما هاتف الأخر.
في منتصف الليل كان السهر يداعب جفون أمير ولم يكن قادرا على نسيان عيني حنان وأسلوبها ولباقتها وابتسامتها العذبة أعجب بها كثيرا، بالنسبة لحنان شعرت بإعجابه فهي امرأة لماحة، ولكنها تخفي تماماً أي انطباع تفهمه، دخلت حنان لغرفة لما أختها الصغيرة كانت نائمة غطتها وقبلتها قائلة وهي تهمس اشتقت لكِ أيتها الشقية، ومشت بخطوات سريعة بعض الشيء لشرفة نافذتها تستنشق بعضا من نسيم الهواء، كانت هذه الشرفة كبئرِ لذكرياتها التي طالما طرقت بابها كل ليلة وكل صباح.
في صباح اليوم الثاني اجتمعت حنان ولما ووالدتهما فاطمة على مائدة الإفطار وتسامرن قليلا وصوت الضحكات ملأت المكان،
فاطمة: ماذا حدث معك حنان هل من جديد ماهي أخبار التاجر؟
حنان: ليس بعد يا أمي لكني سأكلمه اليوم وأطلب موعداً لأقابله إن شاء الله
لما وهي متحمسة ومبتسمة: أووو يا إلهي هل ستتعاملين مع التجار المشهورين ستصبحين مشهورة يا أختي وستملأ تصمايمك جميع البلاد وسأصبح أنا مشهورة جداً بفضلك سأكسر أنف جميع المتعجرفات حينها
حنان: هههههه يا لكِ من شقية اهدئي حبيبتي لم يحدث شيئا للأن إن شاء الله سيكون كل شيء بخير، أودعكما الآن حبيبتَيْ،
وغادرت حنان المائدة بقبلات رقيقة على جبين الوالدة الحنون وعلى وجنتي لما الجميلة ذاهبة لعملها بحماس.
طلبت قهوتها وهاتفت المهندس أمير سألته عن موعد حضوره قال سيحضر حالاً أغلقت الهاتف وهاتفت التاجر أبدى انطباعا جميلا بسعادته حين سمع صوتها واتفقا على موعد بعد خمسة أيام في مطعم على العشاء وأغلقت السماعة وهي سعيدة جداً وهاتفت أمل لتخبرها عن الموعد لتكون حاضرة آنذاك.
حضر أمير وسلم عليها
حنان: أطلب لك شاياً أم قهوة؟
أمير: شاي من فضلك
في هذه الأثناء لما في مدرستها كانت مشهورة بجمالها وجمال عينيها الخضراوين جميع الفتيات يغرن منها ينسدل شعرها الأسود على ظهرها وكانت تتكلم مع إحدى الصديقات وتدعى جنى جاءت إحدى الفتيات الحاقدات خلفها وعلقت ورقة على ظهرها دون أن تشعر وركضت مسرعة قبل أن تراها لما، بعد أن مشت لما في فناء المدرسة وبدأت تسمع قهقهات الفتيات والفتيان حولها وهم ينظرون إليها وبعضهم يهمس لبعض والبعض الآخر يشير إليها بأصابع الاستهزاء والبعض الآخر يشير إلى ظهرها بضيق التفتت إلى ظهرها وشعرت بشيء سحبتها وإلا هي ورقة مكتوب عليها حمار للبيع غضبت لما ومزقت الورقة متضايقة جداً وذهبت إلى دورة المياه وأجهشت بالبكاء.
في هذه الأثناء كان أمير يأخذ القياسات اللازمة ليقوم ببناء الغرفة الجديدة وحنان تراقبه، بعد انتهائه
أمير: أشعر قليلا بالفضول لأرى بعضاً من تصاميمك من بعد إذنك
حنان: بكل سرور يسعدني ذلك
في مكتبها
حنان: هذه صور من بعض تصاميمي
أمير: جميل جداً رسمك في غاية الدقة ، هل أنتِ مرتبطة؟
حنان: أنا مطلقة
أمير: آسف
حنان: لا عليك لما الأسف هذا يحصل كثيراً
أمير: لكنك ناجحة وراقية ومؤكد بأن عائلتك تفخر بك كثيرا
حنان: الحمد لله أنا سعيدة جدا بما أفعل ، وأنت ؟
أمير: تقصدين إذا كنت مرتبطا لا لست كذلك
حنان: أتمنى لك السعادة والحظ الجميل
أمير: شكرا لك
وحينما كان يغادر المكان
أمير: هل إذا دعوتك في يوم من الأيام لحفلة تلبين دعوتي؟
حنان: نعم لما لا
أمير: بعد عدة أيام حفلة عيد ميلادي إذا رغبت في الحضور هي في بيت صديقي نحتفل مع جميع الأصدقاء
حنان: لا بأس يسرني أن أحضر أشكرك على الدعوة
أمير: العفو حضورك سوف يسعدني كثيرا
غادر أمير المكان
وحنان تقلب بين رسماتها وتتأملها مبتسمة كانت مدركة لإعجابه الشديد بها ولكن ثقتها بنفسها شديدة بأنها لن تتأثر به أو بغيره ولكن يا ترى هل ستقع أم أن كبريائها سينجيها من أي علاقة جديدة في المستقبل القريب.. وإذا بهاتفها النقال يرن ..
حنان: مرحبا
وإذا بمديرة مدرسة لما تطلب حضور حنان بسرعة .. تركت كل شيء من يدها وركضت مسرعة لمدرسة لما وعندما وصلت رأت لما عند المديرة مع بعض الفتيات وشعورهن منفوشة ومهملة ووجوههن مخرمشة ، بلعت حنان ريقها بقلق ، استقبلتها المديرة بكل احترام كانت محبوبة من الجميع لرقيها وأدبها وجمال أخلاقها ،
المديرة: أعتذر سيدة حنان لقد قامت لما بضرب ثلاث فتيات كما ترين تقول بأنهن سخرن منها بوضع ورقة على ظهرها كنت أود أن تتصرف بدون تهور لكن كما ترين أعتذر وبشدة يجب أن توقعي على تعهد بعدم أن تعيد الكرة، وقعت حنان الورقة وأخذت لما وانصرفت
أثناء قيادتها للسيارة وهي تخبئ ضحكتها: يا إلهي أنظري إلى حالك يافتاة لما كل هذا عزيزتي يجب أن تمسكي أعصابك وتكوني هادئة وتغيظينهم بابتسامة ساخرة ونظرة مائلة ، قاطعتها لما بعصبية وبدأت بالبكاء: لم أستطع أن أتمالك نفسي .. إنهن خبيثات أكرههن من كل قلبي
حنان: حسنا إهدئي عزيزتي ودعينا نشرب بعض العصير ما رأيك؟
تدير لما رأسها للنافذة رافضة الإجابة، ابتسمت حنان واشترت بعض المثلجات لهما وعادتا إلى المنزل ، رأت فاطمة حال لما
فاطمة: يا إلهي ماهذا يا فتاة ألن تتوبي عن العبث مع الأخريات
حنان: إهدئي يا أمي أتركيها الآن أنا حللت الموضوع
ركضت لما لغرفتها وهي تتمتم بصوت خافت
فاطمة: أنا أسمعك
حنان وهي تربت على كتف والدتها: اهدئي يا أمي لا بأس .. الحمد لله مضى الأمر على خير.. غدا العطلة ستزورنا ريهام اشتقت لها جدا
ريهام الأخت التوؤم لحنان (الغير متشابه) تحبها جدا وهما صديقتان منذ الطفولة، ريهام متزوجة من وليد وكان صعب الطباع قليلا توجد بعض المشاكل بينهما، لديهما طفل وطفلة في السادسة والسابعة من عمرهما وحنان تعشقهما جدا، يكاد لا يمر يوم دون أن تتحادث حنان وريهام على الهاتف ..
جلال أخو حنان البكر متزوج من سالي لديه ثلاثة أولاد زوجته جميلة وهادئة كان جلال شرس الطباع قليلا من الطراز القديم، حارب أخته لأنها تطلقت من زوجها، ولكن والدها رحمه الله وقف في وجهه وكان سند حنان في كل أمورها ، مضى على موت والدها سنة كاملة كان موته من أقصى ما مر على حنان من آلام وبقيت فترة طويلة حزينة على فقده لم تتقدم فيها بحياتها أي خطوة تذكر ولكن والدها كان يحبها جدا أمن لها هذا المتجر وساعدها أن تبدأ من جديد بعد طلاقها وخروج عماد زوجها من حياتها فقد مضى على طلاقها منه سنتين تقريبا وهاهي بدأت تقف على قدميها من جديد كلما تذكرت والدها الحبيب ومافعل من أجلها وقررت أن تخلد ذكراه بتطوير هذا المتجر الذي سمته باسمه سامي ..
انتهى هذا اليوم سريعا وعندما كانت حنان في غرفتها تتصفح النت وتقرأ أخبار الموضة والأزياء هاتفها أمير على هاتفها النقال: مساء الخير
حنان: مساء النور
أمير: كيف حالك آنسة حنان
حنان: الحمد لله بخير وأنت
أمير: بخير الحمد لله ، الحفلة ستكون بعد غد هل سأتشرف بحضورك؟
حنان: أجل بكل سرور هو شرف لي أن أحضر، ولكن هل أستطيع أن أحضر ضيفة معي؟
أمير: طبعا مرحب بكـِ وبضيفتك آنسة حنان
حنان: أشكرك من ذوقك
أمير : سأرسل لكِ الموقع على الواتس
حنان: حسنا اتفقنا
اقفلت الهاتف والابتسامة لا تفارق شفتيها .. أرى أن حنان بدأت تتأثر قليلا باهتمام أمير.. سنرى..
في اليوم الثاني جاءت ريهام وطفليها الجميلين وجلال وزوجته وأولاده فرحت حنان بحضورهم كثيرا كان يوما من أيامها الجميلة قضوا أوقاتا مميزة مابين غداء وقهوة وتنزه في حديقة المنزل وشرب القهوة على الشرفة وأخيرا تبادل الدموع على ذكرى والدهم الحبيب.
مر اليوم بسرعة وحان وقت النوم كانت ريهام تقضي الليلة عندهم وتنام في غرفة حنان تسهران طوال الليل على المسامرة والحديث تارة ضحكات وتارة دموع وآلام يتبادلان أطراف الحديث وأثناء ذلك حدثت حنان ريهام عن أمير ووسامته وبأنه طلب منها الحضور للاحتفال بعيد ميلاده
ريهام: أهكذا طلب منك بهذه السرعة يبدو أنه معجب بك
حنان: ممم لا أعرف، ولكنني أريدك أن تحضري معي الاحتفال ما رأيك؟
ريهام: لا لا ربما لن يرغب في حضور شخص غريب
حنان: لا تقلقي لقد استأذنته بأنني سأحضر معي ضيفا رحب كثيرا أرجوك أريدك أن تأتي
ريهام: حسنا عزيزتي أنتِ تعرفين بأنني لا أرفض لكِ طلبا
حنان: أشكرك أختي الحبيبة
وبعد ليلة طويلة نامت الأختان والصغيران ينامان مع لما في غرفتها هما كانا عشقها أيضا.
هاهو صباح جديد ويوم جديد وحماس على وجه حنان هي متحمسة جدا للحفلة ، لاحظت ريهام ذلك تناقشا طوال الليل ماذا سترتدي كلا منهما وماذا ستحضران من الهدايا لأمير.. وسرعان ما مضى اليوم وحل المساء .. استعدتا حنان وريهام بشكل جيد وأخذت لما الطفلان تهتم بهما ريثما تعودان من الحفل .. ودعت ريهام اطفالها ووالدتها ولما وقالت لن أتأخر تمنوا لنا حفلة جميلة
فاطمة مبتسمة: أرجو أن تستمتعا غاليتي الجميلتين قبلت حنان والدتها ولوحت بأصابعها للجميع وغادرتا بالسيارة لحضور الاحتفال ..
وصلتا للحفل وكان قد طلب منها أمير أن تخبره حال حضورها رنت عليه بهاتفها وأذا به مسرعا يستقبلها أمام الجميع استقبالا حارا وكان قد لاحظ الجميع اهتمامه ورحب بأختها أو نقول ضيفتها هه
حنان: هذه أختي وصديقة عمري ريهام
رحب بهما جدا ودخلوا جميعا بين الحضور كان المكان مليئا بالناس فتيات وشبابا .. لم تكن حنان معتادة على كثرة الناس فكانت تتهرب من كل مكان مزدحم شعرت بضيق النفس قليلا وإذا بشاب يعطيها كوبا من الماء
فؤاد: تفضلي إشربي بعض الماء أشعر بأنك لستِ على مايرام أنا فؤاد
حنان: أنا بخير شكرا لذوقك أنا حنان
وشربت الماء وإذا بأمير يظهر أمامها وبجانبه فتاة جميلة
أمير: أعرفك على منال صديقة جديدة أيضا وتعمل في مجالك قلت في نفسي لابد أن تتعرفي عليها
حنان بقلق قليلاً: اهلا وسهلا تشرفت بمعرفتك أنا حنان .. شعرت حنان باهتمام هذه الفتاة بأمير من طريقة نظراتها شعرت بالقلق قليلا وبدأت تتعرق وتراودها بعض الأفكار وتسأل نفسها مالذي ضايقها فجاة جعل نفسها يضيق هكذا ذهبت للشرفة تستنشق بعض الهواء، لا حظت ريهام ضيقها وقلقت من أجلها..
يا ترى هل بدأت حنان بالوقوع بالحب أم هي فقط مشاعر الإعجاب؟ ما رأيكم أنتم؟
يتبع في الجزء القادم~
أنت تقرأ
وعشقت أسمراً
Romanceللعشق حكايات وحكايتي معك كانت شيئا مختلفا بصمة ستبقى داخل قلبي .. روحا لا تفارق خيالي على مدئ السنين رحلتُ عنك لعل البُعد يبدلني قلباً سواك يُسليني فأنساك..فعدتُ معترفة :لم تشبه أحداً إني شهدتُ بأن لا قلب إلا لك.