قرية الحسود

62 2 2
                                    

على هضبةَ مُرتفعة..ولدت قرية جميلة بِساكنات ناعمات اسمها قرية التوت ..
حيثُ الهدوء المُتناغم يجعلكَ حين تَرى القرية تٌقر أن سكانها على قلب واحد ..
كان سرب الفراشاتْ يتحرك في ذات الاتجاه , وعلى ذات الزهرات الأعمال تبدو مٌقسمة بعدل
كُل شيء في قرية التوت يسير على قدم وساق
عدا أيام الضغوطات , ومواسم الحصاد
يهطل ديم رماديّ يُظلل سماء القرية الوردية ..
أحياناَ :تصدحُ أنات في أناء الليل مجهولة المصدر ,لكن الصباح كان متكفل بِقشعها حالَ شروقهِ ..
هيكل القرية يلوحُ أنه قائم بسكانيه , فلا حُكام ولا خوارج ..
في الصباح : تُعدُ أقراص الخُبز الدافئة , والكعك وتسكبُ أكواب القهوة السوداء و يوزع مشروب القرفة ..
بين الازقات يُباعُ اللؤلؤ الصناعيّ مع المراوح الورقية وصناديق العرائس الخشبية ..
تُرعىَ حقول التوت , وتُسقىَ
وتذهب التاجرات لِ عقد الصفقات مع سُكان القرى المجاورة
ألم أخبركم أن كُل شيء - كان - يسير على قدم وساق في قرية التوت ؟
حيثُ يبدو الجميع يعمل لأجل الجميع ..حيثُ تبدو المَحبة عنوان قرية التوت ..
جَاء موسم الحَصاد !
في حين أنهُ يُقال أنَ حَصاد الأرض كَان توت طيلة سنواتهِ الماضية
حقيقة لم يكن هذه المرة هكذا .. خرجت ثمرة ضحلة لا تُستساغ ..
ولا تستحق أن تسمى ثمرة !
هل كانت الأمطار حِمضية مسمومة في سَماء القرية ؟
أم كانت الأرض موحلة مُلوثة , لم تنجبُ عرقا أخضر غَض ؟
ماذا عن الأنات الغريبة أناء الليل حيث تسقط أشياء, وتبقى إشعاعات غريبة تجوب المكان؟
قرية التوت - ما عادت وربما ما كانت من الأساس قرية توت ..
في الهَشيم : تناثرت الشائعات , ومٌضغت الأقاويل
تفشىَ فقرُ الأخلاق , وعمت حُمىَ " الأنا "
وتزاحمت الناعمات على التخلصُ من جلود الأفاعيّ ..
اتضحَ أن القرفة - فاسدة ..وأن الكعك- مُنتهيّ الصلاحية ..
سَقطت العصفورة حامية عهد القرية في أعراض مجهولة ..وفقدتَ مُحيكات الثياب براعتهن
و إعتل نُطق الدبلوماسيات ..!
وتدمرت عِلاقات كثيرة مع سُكان ما حول القرية ..
الغمامة أيضا ما عادت تجود لا بالمرور ولا بالديم ,..
وأصبحت أيام القرية أيامُ عجاف .. !
لا ترى فيها سوىَ طوابيرُ تلعق أنوية التمر برغبة وبدون رغبة ..
, .. وعلى الجانب الآخر هُناك من يرفض أن تعتصرُ الزوايا بِماء الوضوء ! ..
يالهذهِ الغفلة , متى تفيقيّ يا قرية التوت ؟

قَرية التوت .. قَرية حَسود !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن