قال لها سريعاً ليستوقفها:
" أتعلمين يا عزيزتي؟ خوفي من فقدانك كخوفي تماما من وقوفي أمام المرآة و لا أجد انعكاسي يتحرك مثلما أفعل.. أخاف لكني أعلم أنه لن يحدث أبداً. "
التفتت له و قالت بابتسامة شاحبة و نبرة هادئة:
" يا عزيزي. أنت لا تعرف كبرياء المرأة. قد تحبك الى حد أن تشعرك أنها تكرهك.. و تكون كالأبله لا تعرف حقيقة مشاعرها تجاهك.. يا عزيزي، سأجعل كابوسك واقعك .. ستفقدني و ستفتقدني كثيرا..و لن يعُد بوسعك الوقوف أمام المرآة خوفاً من أن يصبح حقيقةً هو الآخر... تماماً كفقداني. "
أشاحت بوجهها بعيداً عنه.. التفتت له بعد ثوانٍ قائلة:
" لا تتحد امرأة ابداً يا عزيزي.. فأنت لن تستطع فوز رهان كبريائها مهما حاولت."
ذهبت هي عنه بعيداً و قد أخمدت نار قلبها.. و وقف هو مكانه يحاول أن يستفيق من هذا الكابوس المرعب.
بعثت له رسالة قصيرة محتواها:
" أخبرني.. كيف حالك؟ أتفتقدني؟ قلت لك يا عزيزي.. أنا لستُ امرأة سهلة النسيان."
رد عليها برسالة في الحال:
" أخبريني أنتِ..ماذا فعلتي بي؟ أيمكنني لقاؤك لمرة أخيرة؟ أرجوكَ.."
أخذت نظراتها تجوب المقهى محاولةً إيجاده. لم تستطع أن تراه.. أين هو؟ هل عساه أن يكون يلعب؟ أقسم انه سيدفع الثمن غاليا..
"عذراً آنستي.. أحمد الله أنك جئتي و لم تخذليني."
نظرت له باستغراب و قالت:
"أهذا أنت حقاً؟ لطالما ظننت أنك تكره شعر الذقن.. كيف لك تغيرت؟"
"يا عزيزتي.. منذ فقداني لكِ لم أستطع الوقوف أمام المرآة. لم أستطع رؤية انعاكسي لا يتحرك. ارجوكِ أخبريني.. كيف يمكنني أن أصلح ما فعلته؟ كيف يمكنني استعادتك؟"
نظرت له في عينيه و قالت بثقة:
" عذراً يا ابن آدم.. لقد كسرتَ كبريائي.. لن تستطع إصلاحه. "
قال بحزن و يأس شديدين:
"لكن... ألم تحبيني بتاتاً؟!"
قالت له:
"لا يمكن أن يضاهي كبريائي بحبي لك..لا تنسى يا عزيزي.. فأنا امرأة."
تمت..